الثلاثاء، أكتوبر 19، 2010

البمبة الذهبية

خالد فهيم التهامي
فكرت ان اكتب شيئا عن الانتخابات ، فوجدت ان الموضوع برمته سيناريو معاد ومكرر، ويدعو للملل فى بعض الاحيان ، واحيانا أخرى يدعوللاشمئزاز ، فقررت ان اروى لكم تفاصيل احداث عشتها مع الانتخابات ، وتعود هذه الاحداث الى خمسة سنوات منصرمة ، من الدورة السابقة من انتخابات الشعب 2005 ، فبعد اربعة سنوات بالقاهرة ، قررت العودة الى ارض المعمورة ابقاها الله عالية وشامخة ، وحيث العودة ، قررت ان اجد لى وظيفة او حتى تعاقد فى إحدى المدارس من قبيل زر الرماد فى العيون ، حيث كنت أعمل فى القاهرة بوظيفتين مختلفتين ، الاولى فى شركة مقاولات صباحا ، والثانية عملى الخاص حيث كنت املك موهبة الخط والرسم مساءا ، قتقابلت فى ارض المعمورة مع مجموعة من الاصدقاء يعملون فى بالتدريس مدرسة حاجر طوخ ومنهم صديق قريب الى قلبى ، فهمس فى أذنى وكانت الدورة الانتخابية على الابواب ،مارأيك ان تساند معنا مرشح الحزب الوطنى ، فهو فى مركز قوى وسوف يساعدك فى الحصول على فرصة عمل او وظيفة او تعاقد .... بطريقة او باخرى فأنا عاطل ، ودخلت معهم الدائرة ،فقد كنا نجتمع فى مجلس القرية القديم يوميا من بعد صلاة العصر وحتى الثانية عشرة ليلا ، لنقوم بتنقية كشوف الناخبين وأسماؤهم ، وعمل كارنيهات خاصة بالناخبين ، لتسهيل مهمة الناخبين ، بالاضافة الى الاجتماعات وغيرها ، هذا بالنسبة للعمل الجماعى ، اما بالنسبة لمجهودى الفردى ، فقد احضر لى (الوسيط )الذى بيننا وبين السيد العضو 50 مترا من القماش لاقوم بالكتابة عليها حيث كنت اعمل بالخط ولى دراية به ، وعند الحساب لم أخذ سوى اجر تكلفة الالوان التى أحضرتها من جيبى الخاص ، املا فى الحصول عاى الوظيفة المرتقبة ، وبدأت الانتخابات وتجمعنا منذ السابعة صباحا ن ليتم توزيعنا على اللجان المختلفة ، وكانت عند المدرسة الابتدائية ومعى صديقى المقرب الى قلبى ، نقوم بإعطاء الجان للناخبين  وتوجيههم ، حتى انفض اليوم ، وحدثت إعادة بين السيد العضو الذى نسانده ، وعضو أخر من قرية الخطارة ، وبعد اسبوع كررنا نفس السيناريو  بحذافيرة فى يوم الاعادة .

وجاءت الاخبار فى نفس اليوم مساءا بنجاح السيد العضو الذى نسانده بفوز ساحق ، وهللنا وطبلنا ورقصنا عند المدرسة الاعدادية ، وذهبنا فى وفد منا الى دار مناسبات السيد العضو لنقدم التهانى ونبارك واتصلنا بوسيطنا الذى خرج لملاقتنا ودخلنا وهو يتقدمنا حتى سلمنا على العضو ، وكنا نجتمع يوميا على المقهى المجاورة للمدرسة الاعدادية ، وكنوع من رد الجميل بدأ الوسيط يطلب منا أنا وصديق أخر فى مثل ظروفى ان نكتب طلبات الوظائف فى المدارس بالاجر ، وفعلنا ، وبعد أسبوع تم أخبارنا من قبل الوسيط ان الصيغة السابقة ليست هى المطلوبة ، واعطانا الصيغة بصيغة عقد بدل معار ؛ وبعد شهر تظهر صيغة رابعة ، وقدكنا نذهب الى نقادة لكتابة الطلبات ، لعدم توافر مثل هذه الخدمة فى المعمورة أنذاك ، الى ان ضربنى اليأس  والملل من عدم الرد على الطلبات ، وإذ بالوسيط يطلب منا كتابة ثلاث طلبات دفعة واحدة للكهرباء والبترول والمصرية للاتصالات ، وفعلنا ، وطبعا لاقت نفس مصير الطلبات السابقة ، فقدعزمت النية فى الرحيل الى مدينة الغردقة طلبا للرزق ، بعد الكلل والملل الذى أصابنى ، وبدأت بتجهيز اوراقى ، وقبل الرحيل بيومين ،جاءنى اول طلب انا وزميلى ، نعم اذكره حتى هذه اللحظة ، وهذا الطلب مختوم بخاتم السيد العضو ، ومزيل بتوقيع السيد المحافظ السابق عادل لبيب ، وموجه الى جهاز تشغيل الشباب بقنا ، فلفت انتباهى شىء فى الطلب وهو ان القصد منه العمل بالاجر ، فكيف هذا و باق ايام قليلة وتقوم المدارس بإغلاق ابوابها ،هل ساعمل لمدة شهر واعود بعد ذلك كما كنت ،فعرضت الامر على الوسيط الذى اخبرنى ان هذا الطلب فحواه عقد بخمسة سنوات ، وذهبت وصديقى الى المكان المزعوم ، وكلانا يحمل فى يده عقد العمل ، ودخلنا على موظف قابلنا بالترحاب قائلا ، اتفضلوا يابهوات ، يبدو أن الموضوع جد ؛ فأخذ ورقتى وكتب عليها 1414 وكتب لزميلى 1415 ، فقلت له ما هذا ؟ قال لى هذا دوركم أذا ظهرت وظائف ، فقلت له هذه الورقة عليها خاتم عضو مجلس شعب وتوقيع المحافظ وتقول إذا ظهرت وظائف فوضع الموظف يده على كتفى وأرانى حجرة مليئة بأكوام من الأوراق وقال لى هذه الاوراق تشبه الورقة التى معك ، فما الحل فاعطانى أرقام تليفونات وقال لى اتصل على هذه الارقام ، فاتصلت بعدها بيومين وحتى الآن جرس ولا أحد يرد .........     
                   أضحك كركر 
                                                   
فى احد الايام كانت هناك انتخابات فى المعمورة للتصويت على تعديل احد مواد الدستور، وكنت فى إجازة من العمل وقتها ، وذهبت لادلى بصوتى ،فوجدت عضو دأئرتنا الثانى الشهير بعما مته وجلبابه
وكان معى صديق فقلت له ما رأيك ان احدثه فى ان فى اننى اريد العمل حتى لو بالاجر فقال لى انا عندى فكرة احسن هيا
فوقف العضو وسمع لنا حيث طلب صديقى منه اننا نريد عقد بدل معار ، قال لى ماهو مؤهلك ، قلت اداب تاريخ ، رد بأن اداب تاريخ ليس لها عقد بدل معار ، فقال الصديق وهو مشهود له بالكفاءة فى الحوار ، انا اعرف اشخاص لها نفس المؤهل ولديها عقد بدل معار وتعمل به
، ردالعضو بأن هذا إستثناء ، رد صديقى
طالبا منه إستثناء مثل ذلك ، فقال إذن أكتبوا لى طلبا ؟؟؟؟

بقلم / خالد فهيم التهامي
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك