لم يكن إسماعيل جاد، ابن نجع الفحيرة بقرية السمطا بدشنا، يتوقع أن جاموسته التي اشتراها من سوق الأربعاء بدشنا قبل عدة أشهر، ستحمل له مفاجأة لم تكن في الحسبان مع أول حمل لها، حيث وضعت الجاموسة عجلا برأسين.
"اتخلعنا وقولنا البهيمة جابت عفريت" يقول جاد بلهجته الصعيدية بعفوية شديدة، واصفا شعوره الأول بعد مشاهدته للمولود الأول للجاموسة، مضيفا أنها ولدت عجلا برأسين و4 عيون وفمين، وكان في كامل صحته ولكنه لم يكن يرضع من ثدي أمه، وكأن الأخيرة نفسها استغربت شكل مولودها الأول، بحسب وصفه.
ويسترسل التاجر الخمسيني قائلا اشترينا لبن مجفف وكنا نرضعها من خلال عبوات بلاستيك "ببرونه"، وكانت ترضع مثل الأطفال من فمها الأيمن والأيسر.
ويضيف بلهجة غلفها الحزن، وبكلمات تقطر منها المرارة، أنه بعد أسبوع ساءت الحالة الصحية للجاموسة الغريبة، وفوجئنا بتوقف الرأس اليسري للماشية وموتها، في حين كانت تعيش بالشق الأيمن فقط، مضيفا أنه بعدها بيوم ماتت الجاموسة التي قال إنه لم يتوقع أن تكون هناك مخلوقات بهذا الشكل ولكنها خلقة الله.
ويشير إسماعيل السمطي أن عشرات الأهالي بالقرية والقرى المجاورة كانوا يأتون إليه ليشاهدوا الجاموسة غريبة الشكل والأطوار.
ومن جانبه، يوضح الدكتور عاطف أحمد علي، طبيب بيطري، مدير مجزر نجع حمادي، رئيس قسم التفتيش علي الأغذية، أن هذه الحالات جائزة الحدوث أحيانا، مضيفا أن هناك حالة مماثلة ولدت علي يديه في الرياض بالسعودية، مضيفا أن هناك حالات نادرة يمكن معها استمرارية حياة الحيوان، ولكن في أغلب الحالات تحدث الوفاة.
وأوضح "علي" أن هذه الحالة غالبا ما تنتج عن تغيير في الانقسام "الميوزي والميتوزي" في الجينات الوراثية، مضيفا أن هذا ينجم من البيئة المحيطة ونوعية المياه والغذاء المقدم للحيوان، لافتا أن المياه تحتوي على العناصر النادرة الناتجة من الصرف الزراعي والصرف الصناعي التي تعاني منه محافظة قنا، نتيجة التصرفات الخاطئة التي تحدث مع نهر النيل، الذي يعتبر من المقومات الأساسية لحياة المصريين عامة والجنوبيين خاصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك