مهنة الختام قاربت على الانقراض في الصعيد، رغم وجودها الحقيقي بسبب نسبة الأمية المرتفعة في القرى والنجوع، هذا ما يؤكده أحمد الختام لــ"بوابة الحضارة "، أحد أهم محترفي هذه المهنة ذات الجذور الفرعونية في صعيد مصر.
يقول أحمد بلهجته العامية، هي مهنة فرعونية، صنعها الفراعنة من الأحجار وختم الملك والمهندس، موجودة في المتاحف إلى الآن.. إنها مهنة أورثها قدماء المصريين لنا منذ زمن بعيد.
من قواعد مهنة الختام، أنها لا تورث ولا يتم تعليمها إلا لمن يكون قادرًا على تحمل الأمانة، نظرًا لأن الختام باستطاعته التزوير وأن يمتلك الأراضي الواسعة، وأن يعرف أدق الأسرار ويعرف الأوامر الصادرة بالوصاية الواجبة وغيرها.
يؤكد أحمد الختام الذي يمتلك أرشيفًا حقيقيًا، بكل ما معه من أختام مواطنين، فهو حتى هذه اللحظة ما زال يحتفظ بختم يقارب على المائة العام، تمت صناعته في عام 1329 هـ، وهو ختم له وضعية خاصة، فهو من النحاس الخالص وهو ضد التزوير، مشيرًا إلى أنه مهما أراد أي ختّام أن يغير من وضعية تركيبته عن طريق صهره مثلًا تبوء محاولاته بالفشل.
كل صباح تقريبًا ما عدا أيام الجمعة والإجازات يضع أحمد الختام أدواته لصنع الأختام أمام المحاكم لمن لا يعرفون القراءة والكتابة في الصعيد. آلة تسمي "مرزقة" مصنوعة من الخشب الزان مساحتها نحو 20 سم، وماسك أو قفل، وقلم حديدي، تلك أهم الأدوات التى يستخدمها الختام، للحفر على الختم وتكون من الشمال إلى اليمين. لكن عم أحمد يؤكد أن هذه المهنة تحتم الحرص الشديد فأي انحراف للقلم الحديدي، كفيل بأن يجعل اليد مشلولة وأي دخول لبقايا الختم في العين، كفيل بأن يعمي الإنسان تمامًا، مشيرًا بلهجة حادة "لا بد أن تؤمن أن العمى هو قدر الختامين جميعًا".
الختم لا تستغرق صناعته إلا دقيقتين فقط، والختّامون يتعايشون الآن على بقايا الجيل غير المتعلم، بعد ما قلت نسبة الأمية وانتشر التعليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك