الجمعة، سبتمبر 23، 2016

الشيخ سليم جابر يكتب: معصية الشيطان ومعصية البشر



( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )

( معصية الشيطان ومعصية البشر )
معصية الشيطان تختلف عن معصية البشر ، فالشيطان عصى الله سبحانه وتعالى، ورفض أمر السجود لآدم وكانت هذه معصية ، وأدم عصى الله، وأكل من الشجرة ..وهذه معصية ولكن هاتين المعصيتين مختلفتان تماما .
فالشيطان حينما عصى، استكبر على الله سبحانه وتعالى، وأصر على المعصية ، وقال :
( لاغوينهم أجمعين ) وتحدى ، وامعن فى التحدى ، ورفض أن يعترف أنه على خطأ بل رد الأمر على الآمر، وهو الله سبحانه وتعالى. ..
أما آدم عليه السلام 
فإنه حينما عصى اعترف بذنبه وتاب إلى الله، ولم يصر على على ما فعل. ..بل قال : يارب إنى إنسان ضعيف اغوانى الشيطان ، واذلنى واننى يارب أعلم أنك أنت الحق ... وأن قولك الحق ، وأن منهجك الحق ...
ولكن نفسى ضعيفة ، لم تحتمل وأنى أعود إليك يارب نائبا نادما مستغفرا، كان هذا هو منهج آدم. ..
اعترف بالوهية الله ، وأعترف بعظمة الذنب ، والتوبة عنه ، والتعهد بعدم العودة إليه. 
أما إبليس عليه لعنة الله 
فإنه على عكس ذلك ، لم يعترف بذنبه ...بل أصر على المعصية ، وأصر على أن رأيه هو الحق ، وأنه لم يخطئ وأنه حين يرد أمر الله فإنه يفعل ذلك وهو يعتقد أنه على صواب .. ولذلك ابعده الله وطرده الله من رحمته 
فبماذا قابل إبليس هذا الطرد ؟
قابله بامعان فى التحدى بأن قال :
( فبعزتك لاغوينهم أجمعين ) ولكنه وهو حتى فى المعصية كان يعلم أن أمر الله نافذ ، ولذلك قال :
( فبعزتك ) وجاء فى باب العزة لله ؛ لأن الله غنى عن العالمين، ولذلك من باب غنى الله سبحانه وتعالى عن كل خلقه ، وعدم حاجته إليهم أقسم إبليس لعنه الله. 
ولم يجد منفذا ينفذ منه إلى البشر إلا بعزة خالقهم عنهم وعدم حاجته إليهم ، ولو أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكون الخلق طائعين له ، مهتدين لمنهجه. .
لما استطاع إبليس أن يقترب منهم ..
ولذلك استثنى فقال : ( إلا عبادك منهم المخلصين )
اى أن الذى يريده الله ، ويصطفيه عبدا مخلصا له ..
لا يستطيع إبليس أن يصل إليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك