من فوق المنبر... . من مسجد النور بطوخ قنا
رمضان أقبل بالخيرات والبركات ..فأكرم به يا رب من زائر هو ءات
سوف يظلنا بعد أيام ضيف عظيم قادم من عند الملك العظيم إلى أمة شأنها عند الله عظيم ورسولها عظيم على خلق عظيم . هذا الضيف هو شهر رمضان منحة الله لهذه الأمة. ادخره الله لها وفضلها به عن سائر الأمم ليمهد لها به الطريق إلى الجنة ففرض صيام نهاره وسن قيام ليله لتسموا أرواحهم وتستجيب لها جوارحهم فينالوا بذلك منازل الأتقياء ويكونوا أهلا لجنة عرضها السموات الأرض أعدت للمتقين وكان النبى صلى الله عليه وسلم يفرح بقدومه ويبشر أصحابه به فيقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد ورواه الصحابى الجليل أبو هريره رضى الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه فيقول ( قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين .
فيه ليلةخير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم ) ومن عظمة هذا الشهر أن اختاره الله عن سائر الشهور ليكون ميقاتا لنزول كتبه ورسالاته إلى الخلق فهو شهر صلة السماء بالأرض أنزل الله فيه كلامه على صفوة خلقه من الرسل مخاطبا عباده
فعن وائله ابن الأسقع رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أنزلت صحف ابراهيم أول ليلة من رمضان وانزلت التوراة لست مضت من رمضان وأنزل الأنجيل لثلاث عشر مضت من رمضان وأنزل الزبور لثمانى عشر مضت من رمضان وأنزل القرءان لأربع وعشرين خلت من رمضان ) وأيضا هذا الشهر خصه الله تعالى بليلة من أحسن صوم يومها وقيام ليلها أعطاه من الأجر أفضل من أجر عبادة ما يزيد عن ثمانين عاما فما استفاد مؤمن بأجر أفضل ما يستفيده من أجر قيام هذه الليله والتى قال الله تعالى عنها هى خير من ألف شهر
#لهذا يجب أن نستقبل هذا الشهر العظيم استقبالا يليق بمنزلته عند ربه ومنزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكيف نستقبله ؟ هل
نستقبله بالجلوس أمام التلفاز نتنقل من مسلسل إلى برنامج حتى الصباح ثم ننام فى نهاره تاركين ما أوجبه الله علينا من العمل والعبادة ؟ أم نستقبله بالجلوس على المقاهى وغيرها التى لا تخلوا من الغيبة والنميمة وغيرهما من المعاصى؟ ام نستقبله بأطايب الطعام والشراب وكأننا لا نأكل ولا نشرب إلا فى رمضان
#لا ورب هذا البيت ما منحنا الله شهر رمضان لهذا ولا ذاك . بل منحنا شهر رمضان لنزداد فيه منه قربا.. منحنا شهر رمضان ليخرجنا من إلف العادة إلى شرف العبادة فيحرم علينا فى نهار رمضان من الشهوات ما أحله لنا فى غيرة بل حرم علينا ما يؤجج لنا الشهوات حتى تسكن النفس وتدخل فى دورة تدريبية
تستطيع من خلالها أن تقمع الشهوة التى كانت بالأمس لها حلال فأصبحت فى نهار رمضان حراما فإذا ما خرجت من شهر رمضان خرجت وقد تدربت قمع الشهوة الحلال . فإذا ما تعرضت لشهوة حرام هان عليها أن تمتنع عنها وهذا أول منازل التقوى التى فرض الله عليك الصوم من أجلها فقال تعالى ( لعلكم تتقون ).وهى الغاية من الصوم.
#اول ما نستقبل شهر رمضان
#نستقبله بتوبة نصوحا نجدد فيها العهد مع الله بأن نتخلى عما ألفته النفس من الذلات والعثرات والشهوات . ونتخلى عن شهواتها وعبوديتها فى هذا الشهر لنكون عبادا لله تعالى
#نستقبله بنقاء السريرة من المشاحنات والخصومات وبخاصة مع ذوى الأرحام والجيران والأصدقاء فإن فى هذا مفتاح قبول الأعمال
#نجتنب أصدقاء اللهو والعبث والغفلة لنكون فى صحبة الصالحين الذين برؤيتهم نذكر الله ومجالستهم تذكرنا بالله
#نقبل على الله بكثرة الذكر والتسبيح وتلاوة القرءان ودوام الاستغفار لعل الله يجتبينا ويأخذ بأيدينا إلى منازل المتقين ليتحقق فينا قوله تعالى( ياأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
ألله أسأل أن يجتبينا فى هذا الشهر الكريم لنكون على مراده ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم فيقبلنا لتزاحم أقدامنا أقدام الأتقياء فى منزلتهم ..... اللهم ءامين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك