الأربعاء، فبراير 17، 2010

طوخ مدينة الذهب


*** ( طوخ – مدينة الذهب ) ***


من فوق أعلى قمة فى الغرب نقرأ سطور تاريخ مجيد كتبه الإنسان القديم على صفحـات المكان والزمــان ، ويبدأ معنـا تاريخ عاصمة من عواصم مصـر ، ومدينة من المـدن التى ولدت مع فجر الحضـــارة المصـرية القديمـة ، ففى طفولـة حضارة مصر ولدت (طوخ ) وكانت رائدة ، هنا فى طوخ بدأت الحضارة وكان قبل كل شيء الضمير ،قرون تجرى إثر قرون و( طوخ ) هنا فى مكانها تبنى وتنشىْء وتعمر وتكتب وترسم وتنشد وتصلى وتتألق وتتوهج وتخبو ثم تتألق وتتــوهـــج ، يذكر التاريخ أن ( طوخ ) كانت عاصمة قبل أن تظهر العواصم وتزعمت حضارة الصعيد ، ثم حضارة مصر( والمنطقة الحالية والتى كان يطلق عليها ( طوخ ) فى الصور القديمة لا تقتصر على( طوخ ) الحالية فقط بل كانت طـوخ القـديمــة تقــع فـى منطقة ممتـدة حـاليـا مـن الرياينــة جنـوبا مـرورا بأسمــنت وصوص والعربات ودنفيق ونقادة والخطـارة وكـوم الضبـع والشيخ على وطوخ الحالية والسبيل والهدايات والزوايــدة والمحروسـة " البلاص " شمالا ) ويحـق لأبناء طـــوخ المترامية والذين رضعوا من هذه الحضارة وأرتووا من نيلها أن يفخروا ويزهوا لأنهم أبناء هذه الأرض التى شهدت أروع عبقرية وملحمة بين الإنسان والمكان والزمـان ، فمـن بيـن المدن المصرية التى مازال تاريخها وحضارتها مـدفونة بين أحضان الأرض وبين سفوح الجبل ( هناك دلائل على أن هناك معبد كبير مدفون تحت منطقة تسمى منطقة " الشيخ مفرج " بناحية الشيخ على بطوخ وممتد هذا المعبد إلى منطقة تسمى منطقة الشيخ " أحمد " بناحية كوم الضبع وهناك طريق يربط بين هذا المعبد ومعبد أخر مدفون تحـت منـطقة المحروســـة حاليا"وطريق أخر يصل الى جبانة طوخ سابقا والمدفونة فى الشمال الغربى من مدينة نقادة حاليا ) .ومدينة طوخ ، المدينـــة الذهبية ، التى عرفـــت وظهرت الـــى الوجود منذ العصـــر الحجــرى القديم ثم الوسيــــط والحــديث والنحاسى ، وتميزت حضارتها بتقدمها على سائر مدن مصر ، ودخلت فى صراع عنيف مع مدينة أون ( عين شمس ) ومركز الحضارة فى الشمال ، من أجل السيطرة وتوحيد مصـــــــــر ، وتزعمت ( طوخ ) عاصمة الصعيد حضــــــارة الجنوب وكان معبودها الرئيسى هو إله الحرب والقوة والرعب فى مصـــــر القديمة ( الإله ست ) ، ونجحت أون وتزعمت أول وحدة فــى تاريـخ مصـر ، وعلــى الرغـم مـن محاولة اتباع (رع ) التودد الى أبناء طوخ بان جعلوا من ( ست ) اله طوخ المقاتل الاسمر الجبار قائدا لسفينة رع فى مقدمتها ليقاتل أعداء رع ويمزقهم ، الا أن أبناء(طوخ ) ثاروا مرة ثانية وانفصلوا بالصعيد ، ويظل الصراع قائما إلى أن قام الملك " مينا " بتوحيد مصر إلا أنه كان ينظر إلى (طوخ ) نظرة احترام وتقدير ، حتى أنه أمر بدفن زوجتة الملكـة " نيت حتب " فـى مقبرتها القديمة والموجودة فى الشمال الغربى من مدينة نقادة الحالية ، ومن الجدير بالذكر أنه من بين ألقاب ملكات مصر لقب ( مات ست ) من نرى ست الطوخـــــى عظيـم القـوة والرعــب للأعداء فى المعارك والذى كان يتمثل فى شخص فرعون مصر .
وفى عصر الاسرة الثانية ظهر الملك " بر –إيب – سن " الطوخى والذى يعنى اسمه الذى ينزع قلوب الاعداء ، وعندما تولى عرش مصر تمثل بالاله ست الطوخى وترك إله الشمال
(حورس ) مما جعله يدخل فى صراع مع أهـــــــل الشمــــال .
ومدينة طوخ مدينة أطلق عليها المصريون القدماء أسم " نبت " أو " نوبت" بمعنى الذهبية نظرا لقربها من مصــــادر الذهب فى الصحراء الشرقية ثم سمــاها الإغريق " أمبوس " ومــن المحتمل أن اسم طوخ محرفا من هذه الأسماء ، وليــس هناك من شىْ مؤكد عن الأوضاع السياسية والدينية فى مدينة طوخ خلال عهود حضارتها الأولى ، وكل ما يعرف عنها حتــى الأن هو أن الأساطير المصرية القديمة احتفظت لمعبـــودها ســــت النوبتى بزعامته واعتبرته ربا للصعيد كله ومدينة طوخ القديمة عاصمة الصعيد والإقليم الخــامس والذى كان يسمــــى إقليـــــم "نثرست " الإله ست وقد كانت مدينة طوخ مدينة كبرى وممتدة كما ذكر سالفا ومليئة بالحصون والأسوار والقلاع والقصــــــور والضياع الملكية ، وكانت مركز من المراكز التى يفد إليها تجار الذهب والنحاس والفخار من كل أنحاء مصر وكان معبد إلهها " الإله ست " من معابد مصر الكبرى ، حيث كان مزينا بالأعمدة النخلية والبردية الشكل وبالقاعات ومساكنا لكهنة ومزخرفا بالنقوش والمناظر التى تصور الملوك والإله ست الطوخى يعطيهم الحياة القوة والنصر على الأعداء .
وكانت هذه المشاهد والمناظر محلاة بالذهب ، وينتهى المعبد بقدس أقداس الإله ست وتمثاله الذهبى المهيب .
*** خـــــاتمــــــة ***
إهداء إلى كل طوخى محب لبلده ، وغيور على ترابها ،إهداء إلى كل شيوخنا الراحلين ، إهداء الى أبناء طوخ بالداخل والخــــارج ........... أهدى اليكم هذه السطور عن تاريخ طـــوخ فى عصــور ما قبل التاريخ ، فقد تفضل الأستاذ الدكتور / شكــرى القنتيــرى – أستاذ التاريخ القديم بجامعة جنوب الوادى – كلية الآداب فــــرع أسوان – بكتابة تللك السطور السالفة ، وقد لعب الدكتور محمــد سعيد الغرباوى دور الوساطة بيننا وبين الدكتور شكرى ليكتب لنا تلك السطور المجيدة عن تاريخ طوخ وذلك عندمـا كان الدكتــــور محمد سعيد يعمل بفرع الجامعة بـأسوان .وقد تلقينــا وعـدا مــــن الدكتــــور شكرى القنتيرى بالكتابة عن طـــوخ فــى مختــــــــلف العصورالتاريخية الأخرى مثل طوخ فى العصر اليونانى والرومانى وكذلك طوخ فى العصور الإسلامية ، والحقيقة أن هــــذه السطور ظلت حبيسة الأدراج لفترة طويلة ، فقد كان مقدرا لــها أن تــــرى النور علــــــى صفحات (مجلة صوت طوخ ) ولكن بسبب تعذر إصدار المجلة والتى تعذر معها ظهور تلك الســطور إلى أن وجدت لها متنفسا عبر موقع طوخ المعمورة الاليكتروني والتى ستظل معمـورة بإذن الله بجهـــد رجالاتها بالداخــــل والخـــارج وأخيرا نتوجــــه بالشكر والتقدير مرة أخرى الى الأستاذ الدكتور شكرى القنتيرى على مابذله من جهد . ****
والسلا م عليكم ورحمة الله وبركاته ******
قدمها لكم / خالد فهيم تهامى






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك