( كـــــــل نفــــــــس ذائقة المـــوت )
خــالد فهيم |
قديما عندما يختار الله أحد الاشخاص ، مرسلا ملك الموت إيذانا بقبض روحه ، وكان يهب الناس جميعا ، لتشييع جثمــــــان المتوفى إلى مثواه الأخير ،فقد كنا نذهب إلى المسجد الكبير، ونصلى صلاة الجنازة ، وبعد الفراغ من الصلاة ، نحمل الجثمان على خشبة الموتى فوق الأكتاف ، ويتبارى الشباب فيما بينهم ، فى الفوز بأكثر عدد مرات حمل الخشبة طمعا فى الثواب ، وكان كل ذلك مشيا على الاقدام ، وكان يسبق الجنازة صفين يوجد بينهم شيخ أو أثنين يرددون ( لا اله إلا الله محمد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ) حتى الوصول إلى المدافن ، وكان يسبقهم قبل ذلك من كان معه أبن ، أو قريب يرسله بوسيلة المواصلات المتاحة أنذاك وهى ( الحمار ) ينتظره عند المدافن ، وحتى ينزل الجثمان الى المثوى ، كان هناك مجموعة الملحدين يرددون ، يا أرحم الراحمين أرحمنا ، وأعف عنا وأغفر لنا وأرحمنا ،وبعد الانتهاء من الدفن وقراءة الفاتحة ، وينزل الناس جميعا من المدافن بالوسيلة الوحيدة وقتها ( الحمار طبعا ) وبعد ذلك الذهاب إلى سرادق العزاء ، وتأتى الأفواج من كل مكان لتقديم واجب العزاء ، وكل فوج على ظهور( حميرهم ) وكان هناك مجموعة من الأشخاص فى إستقبال الأفواج وأخذ ( الحمير ) من أصحابها لإيداعها فى مكان مخصص بجوار سرادق العزاء حيث كان يوجد حبل كبير ضخم لربط ( الحمير ) فيه ، وكان العزاء وقتها يستغرق سبعة أيام للرجل وخمسة أيام للمرأة .
وحديثا …..
و بعد الانتهاء من الصلاة على المتوفى يحمل على الخشبة لمسافة قليلة حتى المدرسة الإعدادية ، وتحمله سيارة دفن الموتى المخصصة فقط لخشبة الميت ،ويسبقها سيارة بها مجموعة من الناس يقرؤن سورة الإخلاص والجميع يركبون السيارات سواء فى الذهاب أو الإياب ولم يعد هناك مني قول يا أرحم الراحمين ارحمنا بل هنا ظاهرة جديدة فيقوم أحد الشباب الواعد بإلقاء خطبة يذكرنا فيها بالموت ويقوم بالدعاء للميت فى أخرها ، الى أن يقال الفاتحة ..وكما كل شيء يطرأ عليه التغيير ، فقد تبدل الحال ، وصار واجب العزاء يقدم
بالسيارات ، وقد تقلصت أيام العزاء إلى ثلاثة أيام سواء أكان رجلا أم إمراة .. ورحم الله جميع موتانا واسكنهم الله فسيح جناته ………
إعداد / خالد فهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك