الأحد، يوليو 17، 2011

شاي العصاري

شاي العصاري

شاي العصاري ملهوش بديل، عادة متاصلة في قريتنا العزيزة، بعد الاستيقاظ من نعاس القيلولة فلابد من قدح من الشاي السيلاني الاصلي او شاي العروسة او البراد الازرق، وهناك البعض من هواة الغمس يتناولون قراقيش مع كوب الشاي، وشاي العصاري تجده متاصلا في كل المجتمعات الاصيلة والمحافظة، فنجد ان المجتمع الانجليزي يسمونه فيف كلوك تي، وشاي العصاري لا يخلف وعده سواء صيفا او شتاء، ولايستثني منه صغيرا اوكبيرا، يشرب باستمتاع ان كان الماء المستخدم ماء نهري ويشرب باقل استمتاعا ان كان من ماء ارتوازي، وتجتمع العائلة جميعا حول صينية الشاي، يتناقشون يتضاحكون وبعد افراغهم من الشراب يتوجه كل منهم الي واجهته فيسعي من يسعي الي حقله والابن الي مركز الشباب وارباب البيوت الي قضاء حاجات البيت واعداد طعام العشاء.
ايام غربتنا ابعدتنا عن عاداتنا وكسرت نهج حياتنا، هنا في البلاد البعيدة لاتوجد قيلولة ولا شاي عصاري، لا تجد راحة نعاس ولا متعة شراب ولا استأناس للمة حول صينية الشاي، هنا في البلاد البعيدة حيث الشاي اكثر وفرة وارخص ثمنا نشربه بدون متعة، فالشاي هنا ليس بماء نهري بالتاكيد ولا تعرف ان كان ارتوازي او من عرق الابدان، ليس الشاي فقط بل جميع المشروبات والماكولات كلها منزوعة اللذة، ناكل هنا لاننا نجوع ونشرب هنا لاننا نعطش، كم هو حنيني الي ماء زير بيتنا او الاكل سويا مع ابن اخي وانا اسرق قراقيشة المغموسة في كوب شاي ابي، فينهض غاضبا باكيا شاكيا الي جدته ،
كم طعمك مر يا غربة، وانيابك مغروسة في احشائي، صرخات قلبي مكتومة ولا تجد من تشتكي اليه فالكل هنا متغرب ملكوم، انظر الي الوجوه لاري الضحكات وقد يبست، والشباب وقد شاخوا والرجال وقد هرموا، يمنون النفس باجازة كالسراب كلما تقترب من موعدها حتي تجدها قد بعدت، فمالها المدخر قد اخذه كفيل او اخ للتعليم او جهاز اخت او لاعداد مكان زيجته هو شخصيا، فتتجد المتغرب كلمؤاخذ زي التور فالساقية، ساعات توسوس ليه نفسه ، وينادي به منادي ..ارفع راسك ياتور وبطل تلف...اكسر تروس الساقية اشتم وتف...زرد التور وقال اهو لفة ولفة كمان...ياجيب اخر الطريق ياالبير تجف.....غشيم معرفش ان ولا الطريق ليه اخر ..ولا البير حيجف.

حمدي غالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك