شاي العصاري

ايام غربتنا ابعدتنا عن عاداتنا وكسرت نهج حياتنا، هنا في البلاد البعيدة لاتوجد قيلولة ولا شاي عصاري، لا تجد راحة نعاس ولا متعة شراب ولا استأناس للمة حول صينية الشاي، هنا في البلاد البعيدة حيث الشاي اكثر وفرة وارخص ثمنا نشربه بدون متعة، فالشاي هنا ليس بماء نهري بالتاكيد ولا تعرف ان كان ارتوازي او من عرق الابدان، ليس الشاي فقط بل جميع المشروبات والماكولات كلها منزوعة اللذة، ناكل هنا لاننا نجوع ونشرب هنا لاننا نعطش، كم هو حنيني الي ماء زير بيتنا او الاكل سويا مع ابن اخي وانا اسرق قراقيشة المغموسة في كوب شاي ابي، فينهض غاضبا باكيا شاكيا الي جدته ،
كم طعمك مر يا غربة، وانيابك مغروسة في احشائي، صرخات قلبي مكتومة ولا تجد من تشتكي اليه فالكل هنا متغرب ملكوم، انظر الي الوجوه لاري الضحكات وقد يبست، والشباب وقد شاخوا والرجال وقد هرموا، يمنون النفس باجازة كالسراب كلما تقترب من موعدها حتي تجدها قد بعدت، فمالها المدخر قد اخذه كفيل او اخ للتعليم او جهاز اخت او لاعداد مكان زيجته هو شخصيا، فتتجد المتغرب كلمؤاخذ زي التور فالساقية، ساعات توسوس ليه نفسه ، وينادي به منادي ..ارفع راسك ياتور وبطل تلف...اكسر تروس الساقية اشتم وتف...زرد التور وقال اهو لفة ولفة كمان...ياجيب اخر الطريق ياالبير تجف.....غشيم معرفش ان ولا الطريق ليه اخر ..ولا البير حيجف.
حمدي غالب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك