صدفة ودون ترتيب وجدت نفسي وجها لوجه أمام نتيجة (معهد طوخ الأعدادي الثانوي للبنين ) علي صفحات الانترنت ...... ولأني حملت شرف التواجد في هذا الصرح تلميذا و معلما فقد وقفت طويلا أمام نتائج المرحلتين الاعدادية والثانويه .... رجعت إلي عام 1989 عندما تم إنشاء المعهد وأذكر أنني التحقت به بعد جهد جهيد بذله الحاج / خليل رحمه الله في اقناعي بالإلتحاق به ، لم أكن شاذا عن رفقائي بالرفض بل كان الرفض جماعيا ، وكانت جلسات الاقناع مع أولياء الأمور لا تنتهي ... لا أنسي علي الإطلاق مشهد دخولي في عام 1990 باب المعهد مرتديا الزي الأزهري (تلميذا) ، ومشهد دخولي في عام 2003 مرتديا زي الفرنجه (معلما)بعد أن أنهيت انتدابي ولمدة عامين بين معاهد الخطارة والمحروسة طلبا لخدمة بلدي ... نفس المشاعر ونفس الرهبه انتابتني في 90 و 2003 ونفس الوجوه استقبلتني في المرتين...ولأنها نفس الوجوه فقد كنت أخدم نفسي بنفسي وأستحي أن أطلب من رجل في عمر والدي تركته منذ 10 أعوام في نفس المكان أن يعد لي قدحا من الشاي أو أن يحضر لي كوبا من الماء وووو..... لقد نسيت النتيجه وسبحت مع الذكريات ....استوقفني في النتيجة أمران أولهما : ضعف الأعداد وقد تكون كل مرحلة صفا من 20 طالبا وقد يكون هذا مقبولا في ظل مشروع فكر فيه الشيخ عبدالحليم محمود رحمه الله بتقليص عدد المعاهد الأزهريه وتقليص أعداد الدارسين فيها... ونفس الفكر يراود الدكتور / أحمد الطيب .... وثانيهما أني صادفت 5 أو 6 أسماء عرفت أنها من طوخ وباقي الأسماء من القري المجاورة ... سألت نفسي عن السبب الذي يدفع غالبية أولياء الأمور إلي الحاق أبنائهم بمدارس التربية والتعليم وتفضيلها علي معاهد الأزهر الشريف ...أعرف الأسباب وألمسها وبعيدا عن كثرة المواد التي يدرسها الطالب الأزهري (القرآن الكريم - فقه - توحيد - حديث - تفسير - تجويد - نحو - صرف - أدب - بلاغه - رياضيات - علوم - اجتماعيات ) وكيف أن طالبا في الصف الأول الاعدادي يحتاج أحد عشر يوما للإختبار بينما زميله في التربية والتعليم يحتاج فقط لخمسة أيام ... وبعيدا أيضا عن كون (كثرة المواد الدراسية ) ذريعة للبعض لإفشاء ظاهرة الغش التي تساوي الجميع وتحبط الطالب المتفوق بل والمعلم أيضا... أري أن المركزية الشديدة التي تلف ومنذ سنين إدارات الأزهر المتعاقبه هي أهم الأسباب التي تدفع البعض للبعد عن الأزهر إتقاءا لشر المركزية ... ولا أدري ما هو دور الإدارات غير كونها أرشيفا تُحفظ فيه مكاتبات المنطقة والمعاهد ....تقابلت منذ خمس سنوات تقريبا مع زميل من محافظة الشرقية وكنت أعتقد أن الوضع عندهم مختلف لكنه حكي لي ما يدور عندنا وأذكر أنه قال لي (إن ما يحدث في الأزهر مقصود وهدفه تخريج خطيب وقاريء للقرآن يرفع المنصوب ويكسر المرفوع )... أملنا كبير في أن يعود الأزهر شامخا كما كان ...ويكفي من قال في وقت سابق (نحن نثق في قناة الناس أكثر من ثقتنا في الأزهر )
أحمد فوزي سعيد الكويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك