السبت، فبراير 08، 2014

مذكرات جيل سابق




رجل من الزمن الجميل ( عم أنور )
فى كل مرة نتصفح فيها ذكريات الماضى معتمدين غالبا على الذاكرة ولكن هذه المرة لدينا نموذجا حيا وشاهدا على ذلك العصر الذى كثيرا ما نحّن ونشتاق إليه ، أسمه أنور عبد العزير أو كما عرفته أجيالنا ( عم أنور ) مهنته حلاق متجول منذ مايقارب الثلاثون عاما، من مدينة نقادة ، أقترب من السبعين من عمره ولازال صامدا يزوال مهنته ويتجول بين القرى والنجوع يوميا دون كلل ، لم تيغير منه شيئا سوى علامات الزمن التى بدت على وجهه ، حتى هو لم يحاول تطوير نفسه بل أحتفظ بذات الشنطة الخشبية التى كان ومازال يحملها فى تجواله ، قديما كان يأتى الى قريتنا ليمارس مهنته ونصطف جميعا كأطفال صفا واحدا تحت اى حائط أو متناثرين كلا فى إنتظار دوره ليفوز بالحلاقة التى غالبا كانت على الزيرو فلم نكن نعرف حلاقا غيره ولم تكن ظهرت الموضات فى عالم الحلاقة ، وهناك منا من كان يطلب منه ( أعمل لى قُصة يا عم أنور ) وكانت القُصة هذه عبارة عن ترك مربع من الشعر فى مقدمة الرأس  بدلا من حلاقة الزيرو تماما ، وبعد التطور الهائل الذى دخل على هذه المهنة ، ومعرفتنا بحلاقين اخرين فى أماكن مختلفة كنا نسخر من هذه القُصة التى كان يتركها لنا عم أنور فى مقدمة رؤسنا فقد عرف وقتها ما يسمى بالبف لنفاجأ بنجم البرازيل رونالدو فى عام 2002 فى كأس العالم يخرج علينا بقُصة عم أنور التى ظهرت فى الثمانينات ................
مازال يرضى بالقليل نظير عمله ، ولم يتذمر إحدى المرات أو سُمع عنه أنه طلب زيادة فى الاجر بل يضع مايحصل عليه فى جيبه دون النظر وحدث ولا حرج من حلاقى هذه الايام وخصوصا فى الاجور ، وعلى الرغم من ضآلة ما يتقضاه من أجر إلا أنه يقدم خدمة عظيمة وجليلة لزبائنه وبخاصة أنهم من شريحة كبار السن والذين لايستطيعون الحركة فيقوم بالذهاب اليهم ويقدم له هذه الخدمة فى اماكنهم وهذا هو بحق ما افتقدناه من هذا الزمن الجميل
أعده / خالد فهيم    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك