الخميس، أبريل 13، 2017

حمدي غالب يكتب: يا صاحبة القرار

يا صاحبة القرار

 نتيجة بحث الصور عن نفقات الزواج


عجبت لمجتمع يعقد ندوات ويدشن مبادرات ويتفق على مجموعة من القرارات المصيرية دون الرجوع ودون مشاورة أصحاب الشأن ذاته.


المجتمع الذكوري في بلادنا يتوهم بأنه قادر على اتخاذ أي قرار فيما يتعلق بنفقات الزواج دون الرجوع إلى أصحاب القرار.


فكم من المبادرات ظلت "حبر على ورق" ولم تفعل الا بشكل صوري من أجل الظهور الإعلامي والفيسبوكي.


لا نقلل أبدا من شأن هذه المبادرات والاجتماعات ولكن نعيب عليها تجاهل مشورة أصحاب الشأن.

أصحاب الشأن في قضية نفقات الزواج هم:
عائلة العريس: العريس وأبيه وأمه
عائلة العروسة: العروسة وأبيها وأمها


مبادرات تخفيض نفقات الزواج بالطبع نالت رضا وموافقة الثلاث رجال في المعادلة السابقة: العريس وأبوه وأبو العروسة" ولكنها تجاهلت الثلاث نساء "العروسة وأمها وأم العريس" ولذلك ظلت هذه المبادرات حبر على ورق"


فلا بد من اجل إنجاح أي مبادرة او اتفاق ان ينال موافقة جميع او اغلبية الأطراف.


ففي حالتنا هذه يحتاج إنجاح المبادرة أن توافق احدى النساء الثلاث: العروسة او أمها او ام العريس" حتى يصل عدد الموافقين إلى الأغلبية الدستورية التي ستمرر القرار.



لن اتعب نفسي كثيرا في محاولة اقناع ام العروسة او ام العريس لأنهن ان كن تقيات حكيمات مقدرات للظروف الراهنة، يضعن نصب اعينهن تعمير البيوت وليس تخريبها فهن لن يكن بحاجة الي أي كلام أو نصيحة، وستوافقن على الفور على المبادرات مما يخفف الحمل عن كاهل رجالهن.


ولكن إن كن "مقصوفات الرقبة" فلن يجدى الكلام معهن أيضا، لأنهن عندهن الفشخرة والفخر والتفاخر اهم شيء حتى لو كان عن طريق الديون والجمعيات الواجب سدادها في المستقبل القريب.


ولكن سنوجه الكلام إلى صاحبة القرار "العروسة":-


عروستنا الجميلة، صبحك الله بالخير
تمنياتنا لك بحفل زفاف موفق، وحياة أسرية رائعة و"هديان السر"، نعلم بأن خبرتك في الحياة قليلة، ومعرفتك بتدابير الحياة قد تكون معدومة، وأن للزمن دهاليز خفية لن تعرفيها الا بتقدم العمر، ونعلم أيضا بانك تنظري كالبلهاء الى امك لكي تعطيكي الأوامر والنصائح بان تفعلي ذلك او ان لا تفعليه.


ولكن هذه اللحظة غير،
وهذا القرار مختلف،


فبيدك يا صاحبة القرار اما تحميل والدك وزوجك مصاريف فوق طاقتهما فيضطرا الي الاستدانة، او ان تتحملي مسؤولياتك وتخففي من طلباتك ومتبقيش غيارة من صاحبتك اللي جابولها شيء وشويات.


ان طلبتي جهاز مكلف سيضر أبوكي للاستدانة او ان يتفتف ويقعد على البلاطة، "وحيقعد خايف للجوازة تبوظ وحيقعد ياجي على نفسه وعليكي، ويبقى يومك طين لو جيتي ليه زعلانة"، بمعني اخر تكاليف الزواج الغالية للجهاز ستجعل من والدكي الحلقة الأضعف في أي نزاع مستقبلي وسيجعله يرتعد عند رؤيتك عند باب بيته مخالفة ان تكوني قادمة اليه "زمقانة"



ان طلبتي شقة وعفش متكلفين سيضر زوجك المستقبلي الي الاستدانة ان كان موظفا وسيقضي طول العشر سنوات بعد الزواج يسدد في الديون وتمن الحديد والذهب والموبيليا وغرفة الأطفال والنيش "تاكل النيش واللي طلعه"


ام ان كان من المغتربين سيقضي بقية عمره يذل فيكي بان الجوازه دي مكلفاه شقاه وتعبه وغربته، وفي كل خلاف بينكما حيشغلك الأسطوانة: شقاي غربتي وتعبي، وحيحاول اذلالك في كل مناسبة  حتى يعوض الفلوس اللي دفعها.


وعليه فيا صحابة القرار عليكي الاختيار
جوازة فشخرة يعقبها نكد
جوازة على كد الحال يعقبها هنا


كلمة أخيرة لأم العروسة وام العريس : اياكي تنسى جوازات زمان كانت ازاي: سرير كردان، وصندوق خشب، وجلبية ولا اتنين، وطشت، والحمدلله جوازات كانت هنية.


للحديث بقية إن كان في العمر بقية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك