الجمعة، أبريل 28، 2017

المكافح صانع المقاطيف


خرج الى الدنيا من بطن أمة كسيحاً ، الجاموسه نطحته فى بطن أمة فى أسابيع الولاده الاخيره . أستقبلت الام قدرها بنفس مؤمنه ، مطمًئنه بقضاء الله .. وحزنت كثيرا ، فلم تراة كبقية الأطفال ، يبكى ، ويضحك ، ويجرى ، لكنها المعاناة منذ اللحظات الاولى .. لم يكن أيامها كُرسى متحرك ، انما عاش فى هذا المقطف الصغير من الخوص ، لا يغادرة ، تحمله على رأسها أينما ذهبت ، لم يستمتع بحُضن امه كبقية الأطفال ، وماعرفت كيف يتطور نموة مع الايـام


وجاءت مواعيد المدرسة فحملته فى المقطف الذى لا يعيش ولا يتنقل الا به ليتلقى دروسه ليست كبقية الأطفال على المنضدده والكرسى ، وإنما داخل المقطف ورأسه فقط تتحرك . كان المقطف صاحبة ولم يرى غيرة كحضن دافئ عاش ايامة وسنوات عمرة ، وكانت امه تتركة ليتفرج من مقطفه على صانع السرائر من جريد النخيل ، ومن السعف يصنع المقاطيف ، والقراوى ، كانت مُتعة يوميه حتى تعلم كيف يعمل ، وكيف يصبر ، وكيف يحرك يداه ، وبزحف على الارض وبين أصابع أقدامه الحبال ، وذاع صيته فى طوخ وكان هو صانع مقاطف ، ويفتل الحِبال ، ويقطع جريد النخيل ليصنع أقفاص الحمام ، والدجاج ،


لم يتسلل اليأس يوما الى قلب شعبان الذى ذاع صيته فى القريه وعرفة الناس جميعاً ، وأحبه الناس جميعاً ، تعاطفاً معه ، واحتراماً له ، وتقديرا لظروفه ، وتزوج شعبان بابنه الحلال التى أحبته ولم تتوانى لحظه فى التفكير كيف يكون الحال ، فى الصباح تحمله على رأسها داخل المقطف الكبير ، وعند غياب الشمس تعود به الى البيت ، فى رحلة يوميه من البيت الى العمل الى البيت لم تتغير مع الزمان ، وأنجب شعبان ، وعاش شعبان مثالاً للأمل ، والعزيمة ، والاصرار .انها قصة كفاح رأيت أن أسجلها كما عشت جزء منها وحكتها اُمى لى ، فمن الامانه أن أرويها للاجيال .. ، 

قصة حياة ، وكفاح ، شعبان البطل ... من طوخ

بقلم 
الاستاذ سيد أحمد الحدقي 
من ابنا طوخ 
مقيم في النمسا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك