من فوق المنبر........ من مسجد النور يطوخ - قنا
قضية تشغل جميع طوائف المجتمع .
خطبة اليوم موضوعها ( كثرة البلاء والغلاء قضية تشغل المجتمع بجميع طوائفه ) .
نعيش اليوم بحضراتكم مع قضية فى غاية الأهمية وهى كثرة اليلاء والغلاء وضيق العيش . تعالوا بنا نعرض هذه القضية بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسمع ماذا يقول فيها . يروى لنا الصحابى الجليل ثوبان رضى الله عنه ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ( لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد فى العمر إلا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه ) لو تأملنا الفقرة الأولى من الحديث ( لا يرد القدر إلا الدعاء ) يتجلى لنا أن الدعاء حصن للعبد من وقوع البلاء والشاهد على ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم ( لا يزال الدعاء والقضاء يعتلجان ما بين السماء والأرض ) ومعنى يعتلجان أى يتصارعان فلا الدعاء يترك البلاء ينزل ولا اليلاء يترك الدعاء يصعد ) وورد فى حديث الامام مسلم الذى رواه أبو سعيد الخدرى يقول فيه صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثما أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له وإما أن يكف عنه من السوء بمثلها ) فأكثروا من الدعاء ولا تستعجلوا الإستجابة فلربما تكون قد دعوت بدعوة فصعدت إلى السماء فوجدت بلاء نازل عليك فتصدت له ومنعته من الوقوع عليك ثم تقول دعوت ولم يستجب لى . نعم لم يستجب لك لأن الله منع عنك من السوء بمثلها .
نأخذ شاهدا آخر من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وعن أبيها فتخبرنا بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ( لا يغنى حذر من قدر وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ) أى يتصارعان فإن كان البلاء أشد من الدعاء نزل البلاء بلطف وإن كان الدعاء فيه إلحاح وأشد من البلاء منعه من النزول تماما عندئذ يكون الله قد منع عنك وقوع البلاء ببركة الدعاء فأكثروا أحبتى من الدعاء فى ساعات الرخاء قبل ساعات الشدة فكثرة الدعاء فى الرخاء تمنع ساعات الشدة عافانا الله وإياكم,
# وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه : أحبتى الرزق نوعان
رزق تسعى إليه بالأسباب التى منحها الله لك . فهذا يتساوى فيه جميع الخلق وهذا النوع من الرزق به شقان . الشق الأول رزق جلب هو ما تأخذه لتستفيد به فى حركة حياتك والشق الآخر رزق سلب وهوما تنفقه فى حركة حياتك . وبين ما تأخذه وما تنفقه سر من أسرار الله لك فإن اطلع على قلبك ووجده قنوعا راضيا به بارك لك فيه
ومنع عنك كثيرا مما ينفقه غيرك على ضروريات حياته والتى بالتسبة لك كماليات فيكفيك رزقك بل ويفيض وهذا ما نسميه بركة فى الرزق .
#والنوع الآخر هو الرزق الذى يسعى إليك دون أن تسعى إليه أنت ولم يكن فى حساباتك وهذا ما نقرأه فى كتاب الله تعالى ( والله يرزق من يشاء بغير حساب ) أى دون أن يكون فى حسبانك ويصور لنا القرءان الكريم ما جاء على لسان السيدة مريم رضى الله غنها عندما دخل عليها نبى الله زكريا وجد عندها رزقا هى لم تسعى إليه ولم يأتها بالأسباب التى يسعى إليها غيرها ماذا قالت له عندما سألها وقال أنى بك هذا ؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
نعود لحديثنا ( وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه ) أى يحرم بالذنوب رزقا كان الله سوف يسوقه إليه بغير حساب . والشاهد لنا على ذلك قول الله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) يتق الله أى يراقب الله فلا يأتى الذتوب وإن أتاها تبعها بالاستغفار وتجديد التوبه .
أحبتى الكرام : من هذا التفصيل تبين لنا أن طوق النجاة لنا مما نحن فيه من البلاء وغلاء الأسعار والأمراض سببه كثرة الذنوب والمعاصى وهجرنا للاستغفار وكثرة الدعاء . عافانا الله وإياكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جابر خضرى ( خادم مسجد النور بطوخ قنا )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك