الأحد، ديسمبر 04، 2011

المسرحية



المسرحية

المشهد الاول

علي كنبة منذ العصر المملوكي، متقطعة الاوصال، متفسخة الاركان، يجلس رجل في سبعينات العمر بعمامته التي رحل بياضها عنها منذ سنوات واكتست بلون طين ارضه، وشاربه المصبوغ بصفرة النيكوتين، واطلال ما تبقي من اسنانه، ويداه النحيفتان تمسك بعود من بدن الكنبة الممزق ويخلل بها وهماً اسنانه الضائعة، كانت الساعة تقارب التاسعة صباحا، وما كان العجوز يترك حقله الا لضرورة قصوي، فقد اتي اليوم الي الجمعية الزراعية لاستلام حصته من السماد الكيماوي، فعلي غير العادة تاخرت صرفية هذا الشهر اسبوعين كاملين، وشاط العجوز غضبا عندما طلب موظف الجمعية من الحشد الموجود الانصراف لان السيارة المحملة للسماد قد تعرضت لسطو مسلح وتمت سرقت جميع الاجولة، فاخرج العجوز لسانه المصبوغ بسواد الشاي وبمرارة الايام، بان هذا الذي جنيناه من ثورة العيال، فقد ضاع الامان في البلد، وتمتم بانه من يجلس مع العيال ميخلاش من الخوازيق

المشهد الثاني

علي كنبة في سيارة اجرة (كبود) تسير في طرقات المركز المتهالكة الغير معبدة منذ سنوات طوال، فالذهاب الي المركز من القري التابعة له اضحي كرحلة في ادغال افريقا، جلس شاب في عشرينات العمر، وشعره قد حلق علي الطريقة الميري، افطس الانف، فمه الواسع مفتوحا دائما ببلاهة، اذناه العاريه تبدو كانها لفيل او حمار حصاوي، الغباء يطل من عينيه، والجهل يتقاطر من لسانه، يرتدي بدون هندام زيه الميري، لباس الامن المركزي، كان يحاول ان يرد علي اهانات بقية الركاب اليه بصفته عسكري امن مركزي وهو الجهاز الذي يقتل في شباب مصر ليلا ونهارا دون خشية، وكان تبريره بانهم (اي جنود الامن المركزي) عبيد للمامور، الباشوات بيامرونا كدة، ولا يحق لنا ان نرفض امر عسكري، ومن يرفض سيحاكم محاكمة عسكرية، ومن الممكن ان يصدر حكما عليه بالاعدام رميا بالرصاص ان تقاعس عن اداء الواجب في ميدان المعركة، والمجندين من امثالنا كل ما يهمنا ويشغلنا ان نقضي فترة التجنيد دون مشاكل، ولكن الثورة الان عطلت تسريح المجندين من الامن المركزي، وهذا ما جنيناه من ثمار الثورة، علي مر عشرة اشهر ونحن ننضرب من عيال في التحرير.

المشهد الثالث

في خضم دخان كثيف ذو رائحة خانقة، واصوات طلقات رصاص يدوي صداها ارجاء الميدان، وصرخات القهر وهي تخرج من قلوب لا تخشي الا الله، وارواح طاهرة نقية تصعد الي السماء وهي فرحة، هنا في الميدان معركة ما بين حق وباطل ، شباب الميدان لا يطمعون في شئ شخصي ولا يحرضهم الا حبهم لوطنهم ، شجاعة شباب الميدان وتضحياتهم الغالية تتضائل في مقابلها كل حكم عجائز القوم، احدهم الان يجري بصدره العاري نحو ظابط شرطة مدجج بالسلاح ، واصوات الجماهير تقوي الهمم وتشد من الازر وهي تشدو :ياغراب ومعشش جوة بيتنا..بتفسد ليه متعة حياتنا".

المشهد الرابع

في قاعتين متقابلتين في قصر فخم، في كل قاعة تجد صورة الرئيس المخلوع وهي تتوسط الجدار الاكبر، في القاعة الاولي تجمع كبار الحزب الوطني المنحل ممن مازالوا طلقاء، ومن خلال مكبر الصوت بالهاتف ياتي اصوات رؤاسهم ممن خلف القضبان الوهمية، وفي القاعة المقابلة طاولة مستديرة وحولها ثماني عشر مقعدا، يجلس المجلس الحاكم، يستمعون بانصات واهمية لا حد المستشارين القادم من القاعة المقابلة، يمكرون ويدبرون خططا ومخططات بان شعبا قام بثورة لا بد من تفريقه احزاب، ونشر الفزع والخوف، وعدم توفير الخدمات، وتضليله باعلام مزيف، فتجد فتنة طائفيه وقبلية وعرقية، وازمة انابيب وسماد وخبز، وخوف من لصوص وبلطجية.

المشهد الخامس

هذا المشهد اتركه للقاريء العزيز ليكتبه علي النحو الذي يري فيه نهايه المسرحية

حمدي غالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك