بمناسبة عيد الأم: أصلك أتجنيت
الأم: يعني بيقتلك بعيلين ولسة قاعد مصغرن زي مانتا، طيب اعقل طيب، الواد قال مخليني واقفة في المطبخ وجاي يسحب يقلي بخ، عاوز يخلعني، ايكبر ياود، عشان عيالك يحترموك متبقاش مهرجل، ..
لا ادري كلما جلست بجانب أمي انسي إنني كبرت وشعري بدا مرحلة الشيب ، انسي ان عمري قارب علي منتصفه، انسي بانني تزوجت واب لطفلين احدهما في المدرسة الابتدائية والاخر رضيع، احيا نفس الإحساس القديم حينما كنت لا أنام إلا واضعا راسي علي حجر أمي ملتحفا بملائتها السوداء واول ما استيقظ انهض باحثا عنها ولا يسكن قلقي الا برؤيتها،
الابن: طيب ياماماتي ياحبيبتي بهزر معاك عادي يعني، طيب استني حاقلك نكتة، قال مرة واحد قال لأبوه العجوز تعالي حافسحك وراح خده السوق، وهناك الابو قال لولده أي ده ياولدي، قاله يابايا دي عربية، وصبر شوية وقاله ايه الدي قاله يابايا دي عربية بس لونها غير، وبعدين قاله ايه دي قاله يابايا دي عربية بس ماركة غير، وبعدين العجوز قاله طيب ايدي الراجل اترفز وقاله يابويا انت كام مرة تسالني واقلك ...ضحك العجوز وقاله والله ياولدي انت سالتني السؤال دي عشر مرات لما كنت اخدك السوق معايا..وانت صدرك ضاق بعد تالت مرة....
فوجدت ان وجهي امي عبس وتمتت قائله
الام : اهي اللي حناخدوا منكم في الاواخر
الابن : طيب متزعليش حاقلك نكته تانية ،
الام: بقلك ايه مفضيلكش ولا عايزة اسمع نكت ولا بكت ، انا عايزة اخلص اللي في يدي ، اطلع روح اتقنزح علي مرتك فوق ، قلها نكت زي مانتي عاوز انشالله حتي تغنيلها ، بس همل سيبني لسه عايز اروح البيت القديم....
نسيت امي اني دارنا القديم قد هدمناه وشيدنا عليه دور جديد ولم يمهد حتي الان للسكن فيه، ولكن خشيت ان اذكرها بذلك
الابن: طيب ياما استني مانا طلعت لمرتي لقيتها مفضيليش برضه، كانت بترضع في الواد وبعدين غيرتله وسبحته وقطرته في عنيه، ونام علي حجرها وخايفة تقوم ليصحي، وادوبك وجاه الواد التاني مرطرط ميه من برة ، فركنت اللي علي حجرها بالراحة وقامت للتاني كمان ، وبعد مسبحت التاني طلع جري في الشارع ، راح الاولاني صحي وقد يصرخ راحت شايلاه وعمال تلف بيه في الشقة ، راح جاها التاني من برة عايزها تلبسوا منطلون وقميص مطرح الجلبية، ولما تاخرت عليه قعد يزعق قال ويقلها ولا مرة اقلك علي حاجة تعمليها علي طول ...كل شوية تقليلي اصبر اصبر ...يابوي
الام (بصوت خافت ) طالع زي ابوه حراب وبتاع عراك وميتمرش فيه...(وبدرجة صوت اعلي) .وبعدين لما امه تعجز ياجي يسحب من وراها يخلعها ...
الابن: طيب يامي شكل العصرية دي انت قالبه تراجيدي ..اانا طالع...حاروح البيت القديم
الام: انت اتخوت ياواد بيت قديم ايه اللي حاتروحه ...مش هدناه من زمان..
.
انا: هههههههههههههههههههههههههههههههه
امي : اصلك اتجنيت
نظن إننا كبرنا وبأننا أصبحنا الراشدين، عقولنا لا تخطا الحساب ، وبان أبوانا قد أصبحا أناسا كبارا، ولكن في لحظة الحاضر قد تنسي أشياء كما يفعلون وفي لحظة المستقبل ستعامل من أولادك بمثل ما عاملت أبويك، هكذا الامهات تتعب مع ابناءها وهكذا يتصرفون معها عندما يكبرون،فكل سنة وأنت طيبة يا أمي، وادعيلي بالهداية دايما.
حمدي غالب طايع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك