الخميس، أبريل 05، 2012

من كنوز الفيس بوك


  • نقلاً عن صفحة الشيخ / احمد عاشور
  • الساعة سبعه (25)
    يد الله ......

  • الحمد لله رب العالمين
    مِن لطيف ما قدر ومن بديع ما دبر أن خلق الخلق محتاجين،
    وفطرهم عاجزين،
    حتى يُشعرنا بقدرته أنه خالق، وبغناه أنه رازق، فنذعن بطاعته رغبة ورهبة،ونُقر بنقصنا عجزًا وحاجة.
    ومن عجيب حكمته أن جعل الإنسان أكثر حاجة من الحيوان ، فلا يستقل بنفسه عن جنسه ، ولا يستغني عن طباع الناس بطبعه ، واعلمه بجوهره وضعفه ، فقال جل من قائل: وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [النساء:28]،
    روى ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج والطبراني عن ابن عمر أنه عليه الصلاة والسلام قال: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجه أحبّ إلي من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم القيامة يوم تزل الأقدام)).
    وتقوية الصلات بين أفراد المجتمع ، خاصة وأن الإنسان ولا قدرة له علي تحصيل ما يحتاج إليه ولا صبر له عل فقده ،. وبذلك يظهر عجزه واضحا ، ولو تفكر قليلا لوجد أن عجزه هذا من رحمة الله تعالى به نعمته عليه ولطفًه به وذلك ليكون ذُل الحاجة ومهانة العجز مانعان له من الطغيان أصابه الغنى ، والبغي إذا أصبح قادرا، لأنهما مركوزان في طبعه إذا استغنى ، مستوليان عليه إذا قدر ، وقد أنبأنا الله تعالى بذلك عنه فقال: كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [العلق:6، 7]، ثم ليكون شاهدًا على نقصه دليلا على عجزه.

    ولكنه تعالى في الجانب الآخر جعل له أسبابًا لنيل حاجته ، وحِيلاً لدفع عجزه ، دلّه عليها بالعقل ، وأرشده إليها بالذكاء ، إنها الترابط والتأخـي والتعاون وتكميل النقص من بني جنسه
    وصدق فيما رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) وشبك بين أصابعه.

    وما زال التاريخ يكشف لنا كل يوم عن فائدة الجماعة في حياة الإنسانية والتعاون علي المعروف والقصد الصالح
    ولقد حضرت معن بن زائدة الوفاة وخشي أن يتفرّق أبناؤه من بعده فقال لهم: أُريد من كلّ واحد منكم أن يأتيني بعصا ، فأحضروها ، فأخذ من كل منهم عصًا وأمسكها وقال لصاحبها : اكسرها فكسرها بكل سهولة ، فقال لهم: ليأتيني كل منكم بعصا، فأحضروها، فجمعها وقال لكل منهم: أكسرها فما استطاع. وقد أراد بذلك نصيحتهم بطريقة غير مباشرة وبوسيلة تعليمية واضحة وملموسة ومحسوسة. وقال بعد ذلك لهم: يا أبنائي، كونوا كرجلٍ واحد، لا يستطيع عليكم أحد، وأما إذا تفرقتم فسوف يستطيع القضاء عليكم أي إنسان،
    ثم أنشد:
    كونوا جميعا يا بني إذا اعتـرى خطبٌ ولا تتفرقوا آحـادا
    تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرًا وإذا افترقن تكسرت آحادا

    وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول
    "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"إن الرجال إذا مـا أُلجئُوا لجـؤوا إلى التعاون فيما جل أو حزبـا
    لا تعـدم الهمة الكبرى جوائزهـا سيان من غلب الأيام أو غُلبـا
    وكل سعي سـيجزي الله ساعيـه هيهات يذهب سعي المحسنين هبا

    وأنت حبة في عقد الأمة ، لا يكتمل عقدها إلا بك، فكن فاعلا، وصفّ مع الرجال، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف:4].
    وقال تعالى: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105]، وقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46].
    اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمّد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا. اللهمّ وارضَ عن الصحابة أجمعين...

    يستطيع مائة رجل أن يبنوا مائة بيت لكن لا يستطيع رجل واحد أن يبني بيتا
    والله أعلم
  • اعداد/ احمد نجيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك