انتشرت مؤخرا عدة مصطلحات غريبه اصبحت مع مرور الوقت من مسلمات و بديهيات العمل الصحفي في مصر منها ، الكاتب الساخر ، المفكر الساخر ، الإعلامي الساخر .......الخ
و اصبح لهؤلاء منابر اعلاميه و صحفيه في الفضائيات و الصحف ، يعتبرونها منازل انزلها الله اياهم للسخريه من العباد و التهكم و التهجم عليهم ، مستنيدين الى مبادئ الحريه الاعلامية و حرية الرأي و التعبير ، لا الى المبادئ الاسلاميه و المنهج الرباني في تقويم الأمم و العباد ، فقد قال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) صدق الله العظيم
و بالفعل لم يعرف الاسلام تلك السخريه البغيضه التى لا هدف لها إلا التجريح و التوبيخ ولم يدع الى شيء مثلها بل عرف النصيحه الحسنه التى تهدف الى احترام الانسان و صون كرامته حتى و ان كان مخطئا فيعود الى الحق عوداً كريماً.... ولنا في رسول الله اسوة حسنه حينما كان يشير الى اناس في امر عام كان يقول صلى الله عليه و سلم (( ما بال اقوام يقولون كذا و كذا )) دون ان يذكرهم أو يجرحهم امام العامه فيزيد عنتهم و فرارهم من الحق.
بل دعى دائما الى النصيحه القويمه التى يزينها الرفق فقد قال صلى الله عليه و سلم (( إن الرفق لا يكون في الشئ إلا زانه ،و لا ينزع من شئ إلا شانه )) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
اما هؤلاء فيمسكون أجراساً و ابواقاً للفضيحه حتى اذا علموا امراً اخذوا يصيحون به ليل نهار و يسخروا من اصحابه و يبالغوا في تفاصيله حتى يبدو الامر الهين الذي يمكن ان يمر مرور الكرام و يمكن أن يُعالج بالستر و كأنه ُامر عظيم اصيبت به الأمة جميعها .
ومن كلام الشافعي - رحمه الله - :
تعمَّدني بنصحك في انفرادي *** وجنِّبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تعط طـــاعه
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حُسن الخلق في القول و الفعل و العمل
احمد نجيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك