الجمعة، مايو 17، 2013

عظماء صنعوا التاريخ

                 عظماء صنعوا التاريخ
( الشيخ معاطى جودة )
لن يختلف اثنان على ان فضيلة الشيخ معاطى جودة رحمه الله واحدا ممن اضاءوا لنا الطريق وفازوا بمكانة سامية فى قلوبنا ، فقد كان رحمه الله واحدا ممن وهبوا حياتهم لخدمة كتاب الله تعالى ..... فمعنا اليوم
الشيخ عبد المعطى جودة وشهرته الشيخ معاطى من مواليد 1864 ، بعد ان اتم حفظ القران الكريم كاملا على يد الشيخ محمد الشريف ، ذهب الى القاهرة وظل اربعة سنوات يدرس بالازهر ثم عاد الى بلدته مرة اخرى
وطنيته

بعد ان درس بالازهر الشريف عرضت عليه الوظيفة الحكومية يالقاهرة ، او التعليم فى بلده بالمجان ففضل تعليم ابناء البلدة على الوظيفة الحكومية ، وبعد ان جاء الى البلدة قام بفتح كتاب فى زاوية مغربى ( الدقيلات ) حاليا ثم فتح كتاب فى السبيل ، وقد تخرجت على يديه كوكبة من العلماء أضاءت جنبات البلدة ولاتزال ذكراهم محفورة فى قلوبنا امثال المرحوم الحاج خليل والشيخ محمد مصطفى والشيخ محمود مصطفى والشيخ احمد مصطفى والشيخ خليفة محمد خليل والشيخ محمد العبد والحاج عبده ابو القاسم .
أوصافه
قال عنه الحاج نجيب جاد ( رحمه الله ) انه كان طويل القامة ، خفيف اللحية ، ذو مهابة ، وكان رحمه الله صبورا على تلاميذه مخلصا جدا فى العلم وكان كل همه كتاب الله الذى لا تنتهى عجائبه وكان ( ُكتابه ) لتحفيظ  القران الكريم فقط ، اما بالنسبة للاطفال فكان يعلمهم ( أ ، ب ) وتركيب الكلمات والقران الكريم ، اى يعلمهم اللغة العربية والقران معا وبذلك يعلمهم الظواهر القرائية وقد كان يبدأ مع الطفل بتعليمه قصار السور مثل سورة الاخلاص والمعوذتين ومن كان يحفظ سورة على يديه لا ينساها ابدا حتى الموت على حد قول ابنه الحاج محمد
تعامله مع من حوله
كان الشيخ معاطى متساهلا لين الجانب فعندما كان يضرب تلاميذه يضربهم بكمه ولم يسب احد مطلقا بل عندما يغضب من احد يقول له ( الله يخيب شيطانك الكبير ) ، كان رحمه الله قنوعا ففى نهاية الاسبوع يذهب اليه التلاميذ وهناك من يكون معه ( مليم ، نكيله ، قطعة من الخبز ) فكان يأخذ جزءا ضيئلا ويوزع الباقى على أبناء الشيخ محمد الشريف ( معلمه ) وذلك بعد وفاة والدهم
وقد كان تعامله فى البيت كما جا على لسان ابنه الحاج محمد بانه لم يسب طفلا قط وكان جل كلامه بالاتعاظ  ومن يسيىء اليك اتركه ولا تبدأ بالعيب مع احد ولم يصدر منه لفظ يسيىء الى احد قط ، فقد كان مهمته وروحه التعليم ، وكذلك يقول ابنه تعلمت على يديه جميع امور الدين من فقه وحديث وقران وسنه وعملت بالتدريس فى حياته وبعد مماته اربعون عاما وكان له الفضل الكبير على وعلى اولادى فى حفظ القران وجميع احكام الدين
شهرته
ترجع شهرته الى انه كان طبيبا مداويا ، يعالج المرضى بالقران الكريم وخاصة ان الطب فى ذلك الوقت لم يكن معروفا بصورة كبيرة فاذا بكى احد الاطفال او اصابته حمى فقرأ عليه الشيخ معاطى القرأن فانه يشفى باذن الله ومن كان يصيبه الصداع ويقرأ له الشيخ فيشفى ، وكانت هناك رقية يقولها للاطفال وكان ايضا يعالج الحيوانات التى لم تكن تحلب بالقرأن ، وكان رجلا يتبارك به الكبار والصغار وقد اجمع على هذه الصفات جميع من التقينا معهم ومنهم الحاج عبد القادر الصياد والشيخ رشدى حنفى والشيخ نجيب جاد عليهم رحمة الله جميعا .
تكريمه
كان اكبر تكريم للشيخ هو تسمية الكتاب الذى أنشائه باسم والده ( جودة ) والموجود حاليا بجوار معهد طوخ الازهرى حيث انه اثناء الضم ضمت هذه المدارس باسماء أصحابها مثل مدرسة على احمد اسماعيل بنقادة (الحاج على دقل ) وجودة بطوخ وغيرها فقد كانت  الوزارة تمر قديما ومن تجد مكتبه ( كُتابه ) ممتازا فى التعليم تقوم بضمه وقصة الضم وردت على لسان ابنه الحاج محمد الذى قال ماكان يسرى على التعليم الابتدائى يسرى علينا من المناهج وكان الزائد هو القران الكريم وقد ضُم هذا الكثتاب الى وزارة المعارف ( التربية والتعليم ) حاليا ، وقد حاول الشيخ معاطى ضمه الى الازهر وارجاعه الى مكانه الطبيعى وبالفعل استطاع ذلك
وفاته
كان رحمه الله لسانه رطبا بذكر الله لا يفتر عنه وقد توفى شيخنا الفاضل فى 27 رمضان من عام 1969 حيث كان يتسحر مع بعض اهل بيته وبعد صلاة الصبح انتقل ليلقى ربه وهو صائم بعد ان كان رجل دين صالح فى اقواله وافعاله جزاه الله عنا وعن الاسلام خير الجزاء

كل الشكر والتقدير الى كل من عوننا فى جمع المعلومات عن الشيخ الراحل وعلى رأسهم ابنه الحاج محمد
أسرة موقع طوخ المعمورة
جمعية شباب طوخ للتنمية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك