الخميس، سبتمبر 12، 2013

حمدي غالب يكتب : النداهة

النداهة


نشرت 25.03.2010 


أسطورة أم حقيقة، لا احد يعرف، ولكنها قصة فولكلورية تناقلنها جيل بعد جيل، لما تمتلكه من إثارة وغموض وتشويق، فإننا لا ندري كيف لشئ بعيد أن يمتلك تلك القدرة والقوة علي تغير مصائر وسلب إرادة الرجال، وترتعد فرائسنا لرؤية ضحية النداهة يسعي اليها، متخطيا حدود الأمان، صاعدا الي الهاوية، مبحرا في بحور الظلمات، ولكن ما يخيفنا اكثر ان الضحية وهي تفعل ذلك تكون لديها القناعة الكاملة بأنها علي حق، وانها في كامل قواه العقلية.


وظلت النداهة في مملكة الماء لم يرها احد ومن أصابه الشؤم وسمع صوتها انجرف نحوها وسكنت روحة بجوارها وطفت جثته علي سطح الماء، ولكن حديثا خرجت النداهة وتنازلت عن عرش مملكتها، واختارت لنفسها عالم افتراضي لتسكن فيه، عالم ليس به ماء ولا ارض، عالم ليس له طول ولا عرض، فلما لا والشبكة العنكبوتية او الانترنت تعد من انسب البيئات لتعشش فيا النداهة، فكيف نحمي أبنائنا من منه.


فان كنا نهلل ونهيص للتقدم الذي شعرنا به بانتشار وشيوع استخدام الانترنت في البلدة، وكيف أتاح لنا التواصل بسهولة، وخلق عالم لا غربة فيه ولا قطيعة، إلا إننا نجب أن نحذر ولا نتهاون مع كيفية التعامل مع هذا الانترنت، فمثل أي اختراع آخر له جوانب ايجابية والاخري سلبية.


ومن أولي السلبيات، وان كان ليس أخطرها، هو تسهيل رؤية ومشاهدة ما حرمة الله، والمعني مفهوم ولا داعي للإطالة في شرحه، ولكن هذه السلبية تأثيرها وقتي عرضي، وسيعافها شبابنا ولا ينجرف نحوها، ومن السلبيات أيضا هو التشهير، والسب والقذف، بمعني انه من السهل جدا لكل شخص ان يعمل له موقع علي الانترنت او مدونه ويخصصها لقذف وسب شخص اخر، الذي بالتالي لن يرضي الا برد الكيل كيلين، ومن الممكن التمادي في السباب حتي الوصول الي الأعراض، وهكذا....



ولكن الخطر الحقيقي، وهو خطر لن يصيب الا المتعلمين، الذين لديهم القناعة الكاملة بأنهم علي حق، وانه في كامل قواهم العقلية، هو التواصل مع الآخر، فالآخر علي الشبكة العنكبوتية من الممكن ان يكون أي شئ، فمن الممكن أن يكون إرهابي، او صهيوني، او شيعي، او من الفاسقين، او من المخربين، او من البهائين، او من البهيمين، او بمعني مختصر من الممكن ان يكون أي إنسان، او أي نداهة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك