الثلاثاء، أبريل 09، 2013

حديث الاشعر بن هارون

نصر عبد الموجود


          حديث الاشعر بن هارون

حدثنى   

 الاشعر بن هارون انه قال ، بينما نحتفل بيوم العيد وظهر كل وجه فى القرية سعيد ، تجمعنا مجموعة من الاصحاب نرتدى ابهى الثياب ، وقد صببنا على ملابسنا العطر والطيب ، ومضينا نسلم على الشباب والشيب ، حتى اجزنا حدود المساكن والبيوت ، وانتهت بنا الاقدام الى الطريق العام ، حين اذن شبت فينا نشوة المشى والترحال ، فركبنا سيارة ولا ندرى اين المسير حتى وقفت بنا وسط الصحراء ، لتبدأ رحلة العناء ، وبينما نحن فى حيرة وذهول من أمر هذا السائق المجنون ، وانتبهت انظارنا تلف المكان وتدور ، وجدنا انفسنا بين القبور ، واذ بسحابة سوداء تقبل علينا بصرخات النساء ، فتنزل كما تنزل الصواعق من السماء ، فتعجبنا من ذلك أشد العجب ، ووقفنا نرقب الاحداث عن كسب ، وفجأة اقترب من موكب الحريم ، لنرى منظرا ما بعده منظر ، وخطرا ما بعده خطر ، وجدنا النساء تصرخن وتضربن بأيديهن فوق خدودهن ، وتكومن الطين فوق رؤسهن ، وقمن فمزقنا الثياب ، وخصصنا الدهر بالسباب حتى هدأن وجلس بعضهن الى بعض ، وأخذن يتحاورن فى سيرة الجيران ، وفضائح بنى فلان ، وهذا قليل الاحسان وهذا كثير النسيان ، ثم كشفن عن مقاطفهن البشاكير تفوح منها الطهايج ، وأخرجن الكعك والبسكويت ، وفطائر المشلتت والمستت ، وأقفاص التين والرمان ، ثم جلسن يأكلن بشراسة أموال رجالهن وما أعدته أيادهن ، فلا زلن يلتهمنه حتى بشمن ، وتركن بقايا الكعك والفطير للماعز والحمير ، ، فلا زلن هن نيام حتى حل الظلام وطافت حولهن الثعابين والعقارب ، حين ظهر الاهل والاقارب ، وقد ظهر على وجوههم السرور ، فهم يفتشون عنهم بالدفوف والطبول ، فظن هؤلاء الرجال أن ابتلعهن الجبال ، وتاهوا بين التلال ، وفجأة استيقظت النساء على صوت الزغاريد ، فظنوا انهم عفاريت ، ووسط هذه الافراح تعالت أصواتهن بالنواح ، فأدركوا لوجودهن الرجال فسقطوا صرعى على الرمال

نصر عبد الموجود هارون
ذكريات مجلة صوت طوخ 99 العدد الخامس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك