اهداء الي
الدكتور محمد سعيد
يوميات ثائر من الأرياف
الخوف يعتريني من بدأ المقالة بالتعريف عن نفسي بأنني احد شباب ثورة يناير من الصعيد الجواني، فربما قد يعزف القارئ عن قراءة المقال لأنني "مش من البندر" أو خريج جامعة أمريكية، فمن اجل أن يسمع لك صوت عليك أن تكون قاهري وتتلكم قاهري وتلبس قاهري أم غير ذلك فأنت من الأرياف لا حق لديك في أن تبدي رأيك ، وان لا قدر الله كان صوت الريفي هو الفيصل لترجيح كفة احدهم في الانتخابات اعتبر هذا خطيئة، فيلجئون إلي قائد الفتوات ليحميهم من أصوات الرعاع، وها هو قد جاء يتمخطر بحصانه الكاكي ليلقي بالصندوق وأصوات الأرياف إلي سلة المهملات.
الوطن الذي
يحقر من قدر أبناءه فهو وطن عفن ضاعت أخلاقه في غيابات النسيان وتحللت قيمه حتى
ثارت جزئيات نتنة، المجتمع الآري القاهري يرفض فكرة أن هناك مصر غير القاهرة وان
هناك أناس يستحقون الاحترام من خارجها، وقد يتقبل علي مضض بعض المدن الكبري، أما
غير ذلك فهم أرياف وصعايدة "أهل خلاء ".
هل يعرف المجتمع القاهري بأن الصعيد الذي تهكموا علي عدم ثوريته قد احتفظ بشرارة الثورة في مأمن، واسقط الفلول كلها في معاقرها في جميع الانتخابات التي تلت عقب الثورة، وإسقاط الفلول (رموز كبري للحزب الوطني المنحل) في تركيبة قبلية شائكة ليس بالشيء اليسير، ولكن روح الثورة فعلتها، وبالإضافة إلي ذلك قام الشباب الصعيدي الثوري بتدشين جمعيات شبابية مارست العمل الخيري والتطوعي والخدمي ومراقبة أداء أجهزة الحكومة والمجلس البلدي والتفتيش علي أراضي الدولة المنهوبة، وفي هذا السعي سقط منهم الشهداء من قبل بلطجية يسيطرون علي هذه الأراضي وفقا لصفقات مع حكومات ما قبل الثورة، هل تعلم أن المواجهة بين الحق والضلال في القرى والأرياف أصعب بكثير من القاهرة حيث لا احد يعرف الآخر.
والآن وبعد الجهد الجهيد والعرق الوفير، يصم فتوات مصر المحروسة القاهرين آذانهم حتى لا يسمعون المظاهرات المليونية في الدلتا والصعيد والقنال التي ترفض الانقلاب العسكري والذي سيكون الباب الذي تعود منه دولة مبارك البوليسية، ففي عودتها الشر كله حيث إنها ستعود لتنتقم من شباب طاهر ولكنه ليس بأعزل وان كان اعزل فمن السهل ان يصبح غير اعزل، سيضطر الشباب إلي الدفاع عن أنفسهم بأيديهم العين بالعين والسن بالسن وهذا نذير شؤم أن تجد حرب أهليه حقيقية قد شبت في ثوب الوطن من أطرافه ولكننا غير محسوبين علي الوطن فلن تبالي بنا النخبة العفنة ولن يتكلم علينا إعلام ولا دياولوا.
ملحوظة: مقالتي
هذه تم نشرها في احدي الصحف المحلية وموجهه للقارئ الغير صعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك