الثلاثاء، يوليو 09، 2013

حمدي غالب يكتب: عرس ديمقراطي أم جنازة عسكرية

عرس ديمقراطي أم جنازة عسكرية

 اختفيت متعمدا من علي موقع طوخ المعمورة، فليس لدي ملكة التبجح، اختفيت وكل أمل أن يسامحني أهل القرية علي الجهد الذي تكبدوه بسببي وبسبب زملائي، أخرجناهم في برد الشتاء وقيلولة الصيف ليدلوا بأصواتهم في ست اقتراعات تنوعت بين استفتاءات وانتخابات برلمانية ورئاسية، وفي نهاية المطاف جاء الفريق أول القائد العام للقوات المسلحة ليلقي بهذه الأصوات إلي سلة المهملات.


في عهد ما قبل ثورة كان السلبية تطغي، وكان لا احد يشارك في الانتخابات غير (اللي معدي بالصدفة)، وعندما سالت دماء الشهداء في ثورة مجيدة اتفق الجميع علي أن لا تضيع تلك الدماء الطاهرة هباءً وعبثا، وجاء الشباب من كل حدب وصوب – تطوعا- للمشاركة في أعمال التنظيم للانتخابات (العرس الديمقراطي) الذي تحول إلي (جنازة عسكرية).


قبل الثورة كانت صناديق الاقتراع ترمي في الترع وتستبدل بأخريات ممتلئة لمرشح الحكومة، بعد الثورة يتم فرز الأصوات بكل شفافية، وتعلن النتيجة ثم يلقي بالصناديق والأصوات من النافذة، وبلا شك فان الحالة الأولي أفضل لأنه علي الأقل لا يوجد استفزاز ولا احتقان لشعور طرف بأنه صاحب حق منزوع.


انقلاب عسكري أم ثورة ثانية مازال العجل في طينه، رئيس بكل الصلاحيات تشريعية قضائية تنفيذية، حكومة مازالت سرابا، مجتمع أكثر انقساما، شهداء (عفوا إرهابيين) مازالوا يتساقطون، إعلام فاسد، نخبة منعدمة الأخلاق، فقدنا احترام العالم الخارجي، الأفارقة يجمدون عضوية مصر، إسرائيل تتضاحك علي انعدام الآمن، ودويلات اخري تراهن علي حرب أهلية بمصر، مجتمع غربي وتحت وطأة إعلام بلادة سوف يقر ان ما حدث في مصر انقلاب عسكري يستلزم تدخل قوات دولية. سامح الله كل من ذهب إلي التحرير فقط للنزهة أو لالتقاط صور له في  30 يونيو.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك