انا لسه فاكر شرح الاستاذ/ الفاضل محمد ابو سريع لينا واحنا فى رابعة ثانوى
فى اول تعريف لـــــ ( يا هادي الطريق جُرت ) وببساطه قال معناها " يعنى يا
اللى بتدل الناس وتقودهم الى فعل الخير انت بقيت انسان ظالم "
ودي كانت مقالة سياسية ( لـــ احمد حسن الزيات ) من مجلة الرسالة سنه 1934ولنا الشرف كمتعلمين فى الأزهر أن درسنا هذا النص النثرى العظيم فى
السنة الرابعة من الثانوية الأزهرية ، ولم نكن نتحرى المعنى إلا بعد أن تخرجنا
من الجامعات فما ذكره أحمد حسن الزيات منذ أكثر من 70 عام موجود الآن
وكأنه يعيش بيننا
يا هادي الطريق جُرت
ذلك هتاف الأمةِ الـحيري يتجلجلُ في صدرها المكظوم كلما أبهرتها الشدائد
وأجهدتها المفاوز وفدحتها الضحايا ووقف بها اللغوب ودارت ببصرها في الفضاء
فلا تتبين نسما لطريق ولا تتعرف وجها لغاية
يا هادي الطريق جُرت
ذلك صٌراخ القافلة المكروبة، تخبّط منذ زمنٍ طويل في معامي الأرض وخوادع
السبل، وأدلاؤها الغواة يلتهمون زادها مع الوحش، ويقتسمون مالها مع الغير
ويغتنمون ضلالها مع الحوادث حتي قطعوها عن ركب الانسانية وتركوها في
مأوى التيه ، تنفق جهدها علي غير طائل ، وتنشد قصدها من غير أمل
يا هادي الطريق جُرت
ومن يستطيع اليوم أن يعرف هذا الهادي بالنداء؟ او يخصصه بالوصف أو ياخذه
بالتبعية ، لقد تعدد الهداة في القافله , واختلفت الشياطين بين هؤلاء الهداة
فتنازعوا الزعامة وتجاذبو الازمة , فاخرجنا هذا من مذهب الي مذهب وصرفنا
ذلك من مطلب الي مطلب حتي إذا انكشفت عن عيوننا أغطية الغفلة وجدنا
أنفسنا بعد الجهد الجاهد ندور حول الموقف الذي كنا فيه أونرجع إلى الموضع
الذي فصلنا عنه
يا هادي الطريق جُرت
علي هذه القيادة المتضاربة الأفينة رجعنا القهقري زهاء ثمانين سنة رجعا
إلى العهد الذي كنا نهدهد الدستور فيه علي هوى السلطان المطلق وندرب
القانون علي مصارعة العرف الغالب، ونُعَلِمُ الشعبَ الأجيرَ معنى الأمة المالكة
ليتنا عُدْنا إلى ذلك العهد باخلاقهِ ورجولتهِ.
فقد كنا على قِلتنا-أعزّة، وعلى فاقتنا أعفة وعلى جهالتنا أعلم بالخير وأفهم
لمعنى المجتمع , كنا نتواصى على الصبر ونتعاون علي البر ونتهادى صنائع
المعروف ونحفظ وحده الأسرة بالحب , وسلطان الدولة بالطاعة وحقوق الله
بالورع ، فما كان منا من يخون الأمانة , ويسرق الأمة , ويتكئ على النقيصة
ويتحمل علي الخبث , ويتجر بالدين ، ويتخذ عدو وطنه ولياً ، ويعتقد خطة
غاصبيه شريعة
ولكنا- واسفاه بعد هبّة مصطفى ، ونهضة سعد ، وجهاد خمسة عشر سنة
تمكن فيها السلطان ، واستبحر العمران ، وازدهر العلم، وتولد النبوغ، وتوحد
الشعب، وتكوّن الرأي ، نُصاب بهذه النكسة الشديدة فنعود ناقصين ما أبرم
خاسرين ما غنم
اللهم إن النيل لا يزال يفيض ، وإن الوادي لا يزال ينبت ، وإن الشمس التي
أنضجت أذهان القارعين لا تزال تُشع وإن الأيدي التي غرست أولى الحضارات
على العدوتين لا تزال تعمل ، فما بالنا اليوم يتقدم الناس ونتأخر ، وتتحرر
الشعوب الضعيفة ونحن لا نتحرك ؟
منقول أسرة الموقع