السبت، أغسطس 16، 2014

فى ذكرى رحيل إمام الدعاة




فى ذكرى رحيل إمام الدعاة
       فضيلة الشيخ ( محمد متولى الشعراوى )
يقول المولى عز وجل ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) صدق الله العظيم
لقد مضى الزمان وتعاقبت الايام ، ففى يوم الاربعاء السابع عشر من شهر يونيو عام ( 1998 ) الثانى والعشرين من صفر سنة 1419 هجرية ، فقد الاسلام واحدا من أكبر فرسانه وفقد القران الكريم واحدا من أهم مفسريه وعشاقه ، كما فقدت اللغة العربية زهدا من زهادها هو إمام الدعاة فضيلة الشيخ ( محمد متولى الشعراوى )
لقد كان من فضل الله تعالى على المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها أن قيض لهم فى قرن واحد من الزمان علمين جليلين هما الشيخ محمد عبده والشيخ الشعراوى وهما علمان من أعلام جامعة الازهر ، هذه الجامعة العريقة التى انجبت الكثيرين من علماء الامة ، فقد تلقى الشيخ الشعراوى تعليمه بها ، فالتحق بكلية اللغة العربية سنة 1937 وتخرج فى عام 1940 م وحصل على العالمية ، ولقد كان الشيخ رحمه الله مجتهدا ، ثاقب الفكر ، صافى الوجدان ، سيال الذاكرة ، إماما مجددا للأمة امور دينها ، منطبقا عليه قول رسول الله صل الله عليه وسلم  فيما رواه ابو هريرة رضى الله عنه – أن رسول الله قال ( إن الله تعالى يبعث لهذه الامة على راس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) رواه ابو داود .
ولم يكن الشيخ الشعراوى رحمه الله عالما عاديا ولكنه كان نفحة ربانية وهبة سماوية وهبها الله لاهل الارض جميعا ، كما ضرب الشيخ رحمه الله اروع الامثلة فى الزهد والتواضع والورع ، فمن الجوانب المضيئة من حياة الشيخ الشعراوى التى رواها أستاذه وذميل دراسته الشيخ ( محمد على الشايب ) يقول عندما زرته أخر مرة كنا فى فصل الشتاء وكان الشيخ يجلس فى ( البرندة ) مستمتعا باشعة الشمس ، وأجلسنا حوله على الكراسى وبقى هو مستلقيا على الشلتة وأصر أن نتغذى معه ثم جاء الشاى وبعدما انتهينا من شربه راح يجمع البواقى من كل فنجان وشربه ونحن ننظر اليه فى ذهول وعندما سألته بينى وبينه قال ( أردت أن أهذب نفسى لأنها حدثتنى بشىء فتعمدت أن أجلس اسفلكم وأشرب بواقيكم ) وهذه هى لمحة بسيطة من حياته مقتديا بذلك بسنة النبى صل الله وعليه وسلم .
وهذا وقد قضى الشيخ الجليل حياته فى خدمة كتاب الله تعالى وكان واحدا ممن وهبوا حياتهم لاعلاء لواء العلم والدين بين الناس فقد مكن الله له ما لم يمكن لعالم فى العصر الحديث ووضع له القبول فى الارض فحظى الامام الشعراوى باحترام الناس جميعا ، كما أثرى الشيخ الشعراوى المكتبة الاسلامية بمؤلفات عديدة اشهرها ، تفسير الشعراوى ، الاسراء والمعراج ، الاسلام والفكر المعاصر، الفتاوى وغيرها والكثير والكثير وهكذا عاش الشيخ الشعراوى حياته خادما لكتاب الله مجددا للأمة أمور دينها ، فبقده فقدنا النبع العذب الذى يفد اليه الظامئون للعلم والحق ، فجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء ورحمه الله تعالى رحمة واسعة .
**********************
إعداد  الاستاذ  / محمد حسانى أمين ( الشيخ فريد )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكريات مجلة صوت طوخ العدد الرابع 99
أسرة موقع طوخ المعمورة
جمعية شباب طوخ للتنمية  





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك