علبة تانج
مع وصول عدد المشاهدات اليومية لطوخ المعمورة
لأرقام قياسية، ازدادت المسؤولية وامانة الكلمة على اعتاقنا لدرجة تجبرنا على مراجعة كل
كلمة تكتب مرة واثنين وثلاثة، مما خلق حالة من الخوف من الكتابة مما جعلنا أسري مقيدين
بحبال الصمت.
وعليه أستمحيكم عذرا فقد قررت أن اكسر حالة
الرهاب الفكري التي أصابتني، وسأكتب فقط لإشباع غريزة رغبتي في الكتابة ليس إلا، سأكتب
لأطلق سراح بعض الذكريات لترفرف في عالم الواقع بعد أن ظلت حبيسة في ادراج الماضي.
كانت جلساتنا أنا وصديقي العزيز عند فرع
جمعية خيطان في عامنا الأول بدولة الكويت تنصب حول تبادل الحديث عن الأماني
والامنيات، وكانت كل جلسة يقل سقف الامنيات عن الجلسة السابقة، حتى اضمحلت الأماني
لتكون مجرد كما حددها صديقي "احنا ونازلين إجازة كل واحد يشتري له علبتين
تانج"
أمنية على الرغم من بساطتها الا انني لم
احققها حتى الان، ولا أدرى ان كان هو قد حققها ام لا، على الرغم من ان التانج كان
مشروبنا الأول وعصير رمضان المفضل في عمر الأطفال، لدرجة اننا كنا "نسفه
سف"، الا انه بسبب عوامل الزمن على الابدان جعلنا نحترس من كل ما هو منتج
صناعي قد يسبب حرقان في المعدة وعدم أريحية.
كم هي عدد الاحلام التي حلمناها ولكن عندما
جاءت الفرصة لتحقيقها وجدنا ان الوقت قد مضي، ووجدنا الحلم والأمنية قد أصبحت شيئا
عديم القيمة، وعديم المنفعة.
لا ابكي أحلام قد تبددت ولا اماني قد
تبعثرت ولا ظنون قد خابت ولكني فقط أطلق سراح بعض الذكريات التي ظلت حبيسة ادراج
الماضي ليس الا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك