الثلاثاء، أبريل 10، 2018

إرحمونا يرحمكم الله


الاستاذ محمد معبد يكتب 
(( إرحمونا يرحمكم الله ....
حقيقة في بداية الأمر أقف عاجزا أمام وجود مبرر لهذا الأمر المحزن ... موضوع يدعوا للدهشه ويدفعك للجنون أحيانا كثيرا ... موضوع حقيقة ذاد عن الحد ونقف عاجزين حتي الآن لتفسير هذا الأمر ومعرفة المخزي والهدف من فعل صاحبه ... 
إنه موضوع نشر خبر وفاه علي صفحات الفيس بعد نشره عبر التليفون في سرعة البرق .. خاصة عندما تكون حالة الوفاه لاقدر الله في الغربه ... تجد خبر الوفاه يصل الي البلد كالبرق ...؟؟؟
والله حالات كثيره جدا وكنت شاهدا علي حاله منها هنا في السعوديه عندما مات أحد أبناء البلده .. أقسم بالله جاءت الإتصالات من البلد قبل أن يقوم الدكتور بالكشف علي الحاله وإعلان الوفاه ...
كيف وصل الخبر إلي البلد ؟؟ كيف أبلغوا بوفاة شخص والدكتور نفسه لم يخبرنا بوفاته ...؟؟؟
ما وجه الاستفاده من إعلام الناس في بلدتنا وهم يبعدون أميال وأميال عنا ... ولا نعلم حتي متي وكيف ستنتهي الإجراءات ... هل تستغرق يوم .. يومان .. ثلاثه أم أكثر من ذلك ؟؟ 
ماذا تستفيد أيها المتصل من تبليغك بالخبر ؟؟
هل ستنال جائزة نوبل كأفضل سبق صحفي ؟؟
أي عقل أنت تملك فلم تفكر في لحظه وقع الصدمه واهل المتوفي يبعدون أميال عن فقيدهم ؟ أي قلب أنت تملك وأهل الفقيد يعيشون أيام من العذاب والبكاء .. لا أكل ولا شرب حتي يصل جثمان فقيدهم ليلقوا عليه نظرة الوداع ويودعوه إلي مثواه الأخير ؟
والأمر لا يختلف في الغربه عن الوطن ولكن تناولت المغترب بداية لما يمثله من وجع البعد وألم لحظات الإنتظار .... 
وكل من أخبرتهم يمني كل منهم النفس أن يكون أول من يبلغ اهل المتوفي ... بعدما يكون قد اخبر كل من حوله بالخبر ... مشمرا عن ساعديه ... أنا عرفت أول واحد وأنا جاني الخبر بعدها بدقايق ... أي إنحطاط وإسفاف وصلنا إليه ؟ أي سذاجه أصبحنا نتحلي بها ؟ أي عقل وأي قلب صرنا نملك ؟؟؟ 
ولا يختلف الحال كثيرا عن البلد .. تري البعض يسارع بنشر الخبر بعد الوفاه بثواني .. متجاهلين أن أهل المتوفي قد يكونوا منذ لحظات يغادرون المستشفي التي يرقد بها فقيدهم ... وغادروها وهو علي قيد الحياه ...
أين عقلك وتفكيرك أيها الإعلامي الجهبذ في هذه اللحظات .... 
النعي ونشر الوفاه مطلوب ولكن في وقته المناسب لإعلام الناس خاصة البعيد عن البلد .... ولكن أيها الناشر إختار الوقت المناسب الذي لا تضر به أحد ولا ينزل خبرك كنزول الصاعقه لمن لم يصله الخبر وخاصة من كان قريبا من المتوفي .....
والله لن تمدح .. والله لن تشكر .. والله لن تثاب ... والله لن يعود عليك شئ بسبقك الصحفي وكونك أول من قام بنشر الخبر ؟
إرتقوا يرحمكم الله ... إرحموا أهل الفقيدمن أفعالكم الصبيانيه الغير مسؤله ......
وإرحمونا يرحمكم الله ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك