حدثني الأشعر بن هارون انه قال ( كنا نجوب في شوارع المعموره مع اهل الراي والمشوره وسط البور المحفوره والتي تحولت الي مستنقعات وملهي ليلي للحشرات ، فاعتادتها الكلاب منذ ان حل الخراب اكتابنا وقد كنا نريد القريض والادب وعجيب ما قالته العرب فقد ذهب الخيال واحتجب فهذه المناظرالخبيثه خربة قريتنا النظيفه فسالت الدموع واهتمت الضلوع ، وبينما نحن في هذا الحال اذ اقبل علينا السعد بن همام بنشاط واقدام تعلوه الاحزان وتغمره الاشجان ، تنطق جبهته بالغضب فالكل سكت وارتقب.
واخذ يتمتم من بعيد بكلمات تحمل الوعيد والشتم التهديد من نفس مكلومه تلعن المجاري المشئومه والتي تفاخر بها الرجال وصار حولها الجدال ، فقد اصبحت ابار تعترض المار انكسرت قدم الحمار ، وبينما نحن في هذه الاحول وسط هذه الاهوال ، اقبلت سيارات المرشحين في لباس الفاتحين تفوح منها المسك والعنبر واعواد النعناع الاخضر ، فقد جاءوا يبشروا بالنعيم والعهد القويم ونسيان القديم ، فلكل منا بيت من ذهب وامراه من عجب وعمره في رجب اذا ربح وغلب ، وزينوا بيتا بالاعلانات حتي صار مثل ( سينما الكتكات ) وطمانوه بان الورق يقوي بناءه والصمغ يشد ارجاءه ، انهم كثير اسمائهم تثير فهذا المرشح الجليل وهذا التقي الزليل وهذا صاحب المنصب الثقيل ، وهذا صاحب المال المخلوط وهذا لا يخشي السقوطو هذا وهذا وهذا ... والكل يحكي البرنامج السعيد بكذب شديد ، فقد سيروا لخداعنا باللسان ووعدونا بالجنان فاهدينا حوائط البيوت لابطال عين جالوت ، وعابري القناه ، وطاردي الغذاه ، اصحاب المال المخلوط ، والعيش المبسوط جاءوا بالوعود والسعد المنشود بشراكم ايها الوفود انهم يريدو ان يحولو الرجل البسيط الي طفل عبيط فهذا جاء ببيانه المقتطب بتحويل الماء لعصير عقصب واخر وعد بان يطرد الناموس ويعقم الجاموس.
واخر سوف يبدل العيش بالبقلاوه والوان من الحلاوه ، وهذا وعد بالفته والكباب والكفته وقال ان اللحوم ساجعلها ارخص من التوم ، وغيره وعد بالسياره مكان الحماره واستمروا في كلامه المعهود عن الوعود بمنتهي البرود حتي كادوا يمنحوننا الخلود، وفجاه تسلل صبيه صغار من خلف الديار يحملون الاحجار صائحين اغسلوا العار ان لم تعودوللسيارات تكون المصادمات
وهرب الجليل والثقيل ، وانكسرت رقبة صاحب المال المخلوط بعد لطشه شلوت ، وما كاد الهدوء يعود للمكان حتي صاح كبير الصبيان ( يابامحمد ابو سويلم ) تعالو نرمي مواسير المجاري في الترعه اه اقصد حديد الزاعيه استغفر الله.
بقلم
أ / ناصر عبدالموجود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك