الاستغناء بالله
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
الله أكبر كلما رجع مسلم إلى ربه وآب ،
الله أكبر ما أحب الله تعالى هذه الأمة وذلل لها الصعاب
الله أكبر ما وضح لها الطريق وبيين لها الخطأ من الصواب الله أكبر كلما رجع عبدٌ وأناب ،
الله أكبر مثل قطر المطر ، وموج البحر ، وحب الزرع ، وذر
الرمل ، وجريان السحاب.
الله أكبر ما وقف الحجيج بعرفات،
وباتوا بمزدلفة في أحسن مبات،
ورموا بمنى تلك الجمرات.
الله أكبر كلما ارتفع علم الإسلام،
وطاف ضيف بالبيت الحرام،
وتدكدك فكر دعاة الأصنام.
وأشهد أ، لا إله إلا الله
الغفور الودود ذو العرش المجيد،الفعال لما يريد وهو على كل شيء شهيد.
وأشهد أن سدنا محمدا رسول الله
اللهم صل على نبيك الذي بعثته بالدعوة المحمدية،
وهديت به الإنسانية،
وأنرت به أفكار البشرية،
وزلزلت به كيان الوثنية.
صاحب الحوض المورود،
واللواء المعقــــود،
والصراط الممـــدود.
صاحب الغرة والتحجيل،
الممجد في التوراة والإنجيل.
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعــد
إخوة الإيمان والإسلام
عندما يأتي موسم الحج من كل عام تستحضر نفس المؤمن ذكريات من أجل الذكريات وأعظمها فتتوقف عندها لا لسرد قصص وجلسات سمر ولكن لأخذ العبرة منها ففرائض الإسلام ليست طقوس جوفاء فارغة من الحكم والأهداف فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والصوم نصف الصبر ، وصالدقة تعاون على البر والتقوى،فتعالوا بنا لندخل بستان الحج لنقطف منه تلك الزهرة الزاهرة " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "
وعندما يمعن المسلم الفكر في طقوس الحج ومناسكه يجد أهداف نبيلة " وغايات عميقة وراء كل حركة وسكنة من أفعال الحج
ولعل المسلم يتساءل فى منسك كالسعى
لماذا نســـعى
وفي هذا المـكان
وفي تلك المسافة
وبهذا العـــدد
وبهذا التــرتيب
ساعتها يرجع الذهن فورا للوراء حوالي أربعة ألاف سنة
حين تمنى إبراهيم الولد على كبر السن وعقم المرأة وضعف الجسم لكن في المقابل رحمة الله الواسعة وعطفه اللامتناهي
ويرزق الله تعالى الوالد الولد فشكر ربه على منته قال تعالى " رب هب لى من الصالحين فبشرناه بغلام حليم "
ويطلب الله تعالى من إبراهيم الشكر العملي على نعمة الولد يتمثل هذا الشكر فى إرسال زوجته وابنه إلى صحراء في بلد غير البلد وأرض غير الأرض ويا ليتها بها قوم أغراب لكنها ليس بها من أحد إلا الله تعالى ويتركهما وحيدين
وها هو إبراهيم نفذ الأمر وشدت العائلة الرحال متجهة إلى مكة والعائلة مكونه من أب وزوجته وابنه الرضيع
فالأب إبراهيم عليه السلام ، والزوجة هاجر رضي الله عنها ، والابن الرضيع إسماعيل عليه السلام
يقدمون إلى مكة حيث لا مكة فمكة آنذاك لم تكن شيئاً مذكورا ، فهي عبارة عن واد تحيط به الجبال ، وصحراء قاتمة بالليل شديدة الظلام وبالنهار شديدة الحرارة لا يسكنها إلا السباع والهوام لا نبات فيها ولا شجر إلا أشجاراً قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع .
وعند البيت بقرب شجرة جلس إبراهيم وهاجر وإسماعيل ليس غيرهم إلا الله تعالى وبعد لحظات راحة يهم إبراهيم بالرحيل فتتبعه الزوجة فيشير إليها بالبقاء في هذا المكان تاركا معهما جراباً به تمر و سقاء به ماء ، فما كان من هاجر إلا أن تبعته وأخذت تسأله عن سبب تركهما وحيدين في هذا الوادي الموحش فلم يرد عليها
وتعييد السؤال مرة أخرى فلا يرد
فتسأله سؤالا واحدا . . . أالله أمرك بهذا
سبحان الله . . . لماذا فكرت هاجر بهذا السؤال لماذا لم يطرق على تفكيرها من سيحرسهما لماذا لم يطرق على تفكيرها من سيأتيهم بالطعام والشراب بعد نفاد ما عندها
لماذا لم تسأله عن المدة التي سيتغيب فيها عنهما
ولكنها سألت عن الله (آلله أمرك بهذا (
هذا السؤال من أدق الأسئلة التي تدل على : عمق التفكير . . . وأصالة في التدبير .. .
ولكن .. . بماذا أجابها إبراهيم عليه السلام لقد قال عليه السلام : نعم
هل هذا الأمر من عند الله تعالى هنا بيت القصيد إخوة الإسلام ما أحوجنا إلى هذا السؤال فهو سؤال ينم على نفس مؤمنة بالله تاركة كل ما سواه وما أعظمها من ثقة ولاحظ معي ثقتها هنا عن المكروه فمن الناس من لبس ثياب الصابرين فإذا وقع المكروه انكشفوا ولله در (القاضى عياض) إذ يقول: الناس مستورون فإذا وقع البلاء ظهروا .
فمن الناس من ذهب إلي السحرة لفك السحر ومنهم من لجئ إلي العرافين والدجالين إحباط العمل
ومنهم من يلجئ إلى البنوك ليقترض مترفها وهذا وهذا وهذا وهذا
اللهم سلم سلِّم
فما أن سمعت هاجر رضي الله عنها هذه الإجابة حتى هتفت قائلة : إذاً لا يضيعنا
ما أعظمها من ثقة وما أجمله من اتكال
على الله من اتكلت اتكلت علي الله … لقد اتكلت على رب السماوات والأرض . الذي تتضرع إليه النفوس المؤمنة . . . والجباه الساجدة ، وتنهمر الدموع عندما تناجيه .
لقد تناست هاجر الموحش الذي قد يحتضن السباع والهوام . وتناست نفاد الشراب والطعام وتناست الليالي المخيفة في هذا الوادي المفزع .وهذا الظلام انتقل معي لتتصور نفسك مكانها . وأنت رجل قوي ماذا يكون الموقف انطلق إبراهيم عليه السلام إلى الثنية ، وهو مكان مرتفع في مكة . وفي ذلك المكان استقبل البيت . . . ورفع يديه متضرعاً إلى الله تعالى ودعا قائلا " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"
ومن ثم تحرك إبراهيم عليه السلام مستجيباً لنداء رب العالمين . وبقيت هاجر ورضيعها إسماعيل وأخذت تأكل من ذلك التمر وتشرب من ذلك الماء وترضع طفلها ونفد التمر الذي في الجراب . .. والماء الذي في السقاء . والإنسان قد يصبر على الطعام فترة . . . ولكنه لا يستطيع الصبر على خاصة إذا كان العطش لطفل . فعطش الطفل معناه الوفاة . . . وأخذ الرضيع يتلوى وأم لا تستطيع أن تفعل شيئا وهي أيضا عطشى . فمن أين تحصل هاجر على الماء لكي تسقي طفلها وتشرب ولكن طاقة هذه المرأة لم تهدأ إنما أرادت أن تسعى .. . باحثة عما يبقي حياتها وحياة طفلها الرضيع . وهي واثقة في الله تعالى
فانطلقت ماشية على قدميها لتبحث عن المجهول . وعندما تحركت . . . حركت أيضا فكرها . ومشت حتى وصلت إلى جبل الصفا فارتقت الصفا ... حتى أصبحت في أعلاه ثم أخذت تنظر لعلها تجد أحدا .. . ولكنها لم تر أحدا . . . نزلت من الجبل . . . ومشت .. . حتى إذا وصلت سعت سعي المجهود المتعب حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى المروة ، فاعتلته ، وعندما أصبحت في أعلى جبل المروة نظرت .
وأيضاً لم تجد أحداً
فها هي قد بذلت السبب .. . وتحركت . .. ولكنها لم تجد أحدا. فهل تعود إلى طفلها يائسة. وتقنط من رحمة الله تعالى وتتحرك بأقصى طاقة أودعها لها الله تبارك وتعالى إذا هل أعادت هاجر الشوط مرة ثانية من الصفا إلى المروة نعم أعادته مرة .. . ثانية وثالثة … ورابعة …. وخامسة …. وسادسة …. وسابعة ففعلت ذلك سبع مرات، " أخرج البخاري في "كتاب الأنبياء".
عن ابن عباس: " فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا؟ فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى اذا بلغت الوادي رفعت طرف ردعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحداً؟ فلم ترى أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه و سلم: "فذلك سعي الناس بينهما". سبحانك يا رب . . . سبحانك يا من أودعت هذه القوة في تلك الضعيفة .
إنها حركة المتوكل على الواحد . . . وهذه الحركة لا تذهب هباء منثورا .
أشرفت هاجر على الشوط السابع نبع الماء من تحتها بقدرة القادر المقتدر . . . نعم الماء الذي أجهدت نفسها لكي تحصل عليه .
" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا َيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.
" فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًاً "
" في الحديث " لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله ، لرزقكم ، كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً"
وأخذت تغرف بسقائها وهو يفور بعدما تغرف ، فشربت وسقت طفلها
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "رحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم -أو قال: لو لم تغرف من الماء، لكان زمزم عينا معينا” .
وبعد ذلك . .. بعد أن طويت السنون وجاء خاتم الأنبياء والمرسلين بالشريعة السمحاء أمره الله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك المكان الطاهر من القربات التي يتقرب بها العبد لله تعالى .
وها هي الجموع الإسلامية ... تأيما جماعات جماعات . . . متجهة للبيت العتيق . يؤدون الحج والعمرة لله رب يطوفون ويسعون . . . يسعون . .. كما سعت هاجر بين الصفا والمروة فهذا إكرام لهاجر رضي الله عنها .. .. . وأيضا
يشربون من ماء زمزم .. . وهذا أيضا مكرمة لهاجر رضي الله عنها .
. فرحم الله هاجر المتوكلة على الله تعالى
واستخلص من قصتها العبر والعظات
الخطبة الثانية
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر كبيرا
وبعد
أحبتي عاد ذهني إلى زمن معظم
في سويداء القلب مستطر
كأنني برسول الله مرتديا
ملابس الطهر بين الناس كالقمر
وعن جانبية من صحابته
فيالق وألوف الناس بالأثر
كل عام وأنتم بخير
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
الله أكبر كلما رجع مسلم إلى ربه وآب ،
الله أكبر ما أحب الله تعالى هذه الأمة وذلل لها الصعاب
الله أكبر ما وضح لها الطريق وبيين لها الخطأ من الصواب الله أكبر كلما رجع عبدٌ وأناب ،
الله أكبر مثل قطر المطر ، وموج البحر ، وحب الزرع ، وذر
الرمل ، وجريان السحاب.
الله أكبر ما وقف الحجيج بعرفات،
وباتوا بمزدلفة في أحسن مبات،
ورموا بمنى تلك الجمرات.
الله أكبر كلما ارتفع علم الإسلام،
وطاف ضيف بالبيت الحرام،
وتدكدك فكر دعاة الأصنام.
وأشهد أ، لا إله إلا الله
الغفور الودود ذو العرش المجيد،الفعال لما يريد وهو على كل شيء شهيد.
وأشهد أن سدنا محمدا رسول الله
اللهم صل على نبيك الذي بعثته بالدعوة المحمدية،
وهديت به الإنسانية،
وأنرت به أفكار البشرية،
وزلزلت به كيان الوثنية.
صاحب الحوض المورود،
واللواء المعقــــود،
والصراط الممـــدود.
صاحب الغرة والتحجيل،
الممجد في التوراة والإنجيل.
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعــد
إخوة الإيمان والإسلام
عندما يأتي موسم الحج من كل عام تستحضر نفس المؤمن ذكريات من أجل الذكريات وأعظمها فتتوقف عندها لا لسرد قصص وجلسات سمر ولكن لأخذ العبرة منها ففرائض الإسلام ليست طقوس جوفاء فارغة من الحكم والأهداف فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والصوم نصف الصبر ، وصالدقة تعاون على البر والتقوى،فتعالوا بنا لندخل بستان الحج لنقطف منه تلك الزهرة الزاهرة " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "
وعندما يمعن المسلم الفكر في طقوس الحج ومناسكه يجد أهداف نبيلة " وغايات عميقة وراء كل حركة وسكنة من أفعال الحج
ولعل المسلم يتساءل فى منسك كالسعى
لماذا نســـعى
وفي هذا المـكان
وفي تلك المسافة
وبهذا العـــدد
وبهذا التــرتيب
ساعتها يرجع الذهن فورا للوراء حوالي أربعة ألاف سنة
حين تمنى إبراهيم الولد على كبر السن وعقم المرأة وضعف الجسم لكن في المقابل رحمة الله الواسعة وعطفه اللامتناهي
ويرزق الله تعالى الوالد الولد فشكر ربه على منته قال تعالى " رب هب لى من الصالحين فبشرناه بغلام حليم "
ويطلب الله تعالى من إبراهيم الشكر العملي على نعمة الولد يتمثل هذا الشكر فى إرسال زوجته وابنه إلى صحراء في بلد غير البلد وأرض غير الأرض ويا ليتها بها قوم أغراب لكنها ليس بها من أحد إلا الله تعالى ويتركهما وحيدين
وها هو إبراهيم نفذ الأمر وشدت العائلة الرحال متجهة إلى مكة والعائلة مكونه من أب وزوجته وابنه الرضيع
فالأب إبراهيم عليه السلام ، والزوجة هاجر رضي الله عنها ، والابن الرضيع إسماعيل عليه السلام
يقدمون إلى مكة حيث لا مكة فمكة آنذاك لم تكن شيئاً مذكورا ، فهي عبارة عن واد تحيط به الجبال ، وصحراء قاتمة بالليل شديدة الظلام وبالنهار شديدة الحرارة لا يسكنها إلا السباع والهوام لا نبات فيها ولا شجر إلا أشجاراً قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع .
وعند البيت بقرب شجرة جلس إبراهيم وهاجر وإسماعيل ليس غيرهم إلا الله تعالى وبعد لحظات راحة يهم إبراهيم بالرحيل فتتبعه الزوجة فيشير إليها بالبقاء في هذا المكان تاركا معهما جراباً به تمر و سقاء به ماء ، فما كان من هاجر إلا أن تبعته وأخذت تسأله عن سبب تركهما وحيدين في هذا الوادي الموحش فلم يرد عليها
وتعييد السؤال مرة أخرى فلا يرد
فتسأله سؤالا واحدا . . . أالله أمرك بهذا
سبحان الله . . . لماذا فكرت هاجر بهذا السؤال لماذا لم يطرق على تفكيرها من سيحرسهما لماذا لم يطرق على تفكيرها من سيأتيهم بالطعام والشراب بعد نفاد ما عندها
لماذا لم تسأله عن المدة التي سيتغيب فيها عنهما
ولكنها سألت عن الله (آلله أمرك بهذا (
هذا السؤال من أدق الأسئلة التي تدل على : عمق التفكير . . . وأصالة في التدبير .. .
ولكن .. . بماذا أجابها إبراهيم عليه السلام لقد قال عليه السلام : نعم
هل هذا الأمر من عند الله تعالى هنا بيت القصيد إخوة الإسلام ما أحوجنا إلى هذا السؤال فهو سؤال ينم على نفس مؤمنة بالله تاركة كل ما سواه وما أعظمها من ثقة ولاحظ معي ثقتها هنا عن المكروه فمن الناس من لبس ثياب الصابرين فإذا وقع المكروه انكشفوا ولله در (القاضى عياض) إذ يقول: الناس مستورون فإذا وقع البلاء ظهروا .
فمن الناس من ذهب إلي السحرة لفك السحر ومنهم من لجئ إلي العرافين والدجالين إحباط العمل
ومنهم من يلجئ إلى البنوك ليقترض مترفها وهذا وهذا وهذا وهذا
اللهم سلم سلِّم
فما أن سمعت هاجر رضي الله عنها هذه الإجابة حتى هتفت قائلة : إذاً لا يضيعنا
ما أعظمها من ثقة وما أجمله من اتكال
على الله من اتكلت اتكلت علي الله … لقد اتكلت على رب السماوات والأرض . الذي تتضرع إليه النفوس المؤمنة . . . والجباه الساجدة ، وتنهمر الدموع عندما تناجيه .
لقد تناست هاجر الموحش الذي قد يحتضن السباع والهوام . وتناست نفاد الشراب والطعام وتناست الليالي المخيفة في هذا الوادي المفزع .وهذا الظلام انتقل معي لتتصور نفسك مكانها . وأنت رجل قوي ماذا يكون الموقف انطلق إبراهيم عليه السلام إلى الثنية ، وهو مكان مرتفع في مكة . وفي ذلك المكان استقبل البيت . . . ورفع يديه متضرعاً إلى الله تعالى ودعا قائلا " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"
ومن ثم تحرك إبراهيم عليه السلام مستجيباً لنداء رب العالمين . وبقيت هاجر ورضيعها إسماعيل وأخذت تأكل من ذلك التمر وتشرب من ذلك الماء وترضع طفلها ونفد التمر الذي في الجراب . .. والماء الذي في السقاء . والإنسان قد يصبر على الطعام فترة . . . ولكنه لا يستطيع الصبر على خاصة إذا كان العطش لطفل . فعطش الطفل معناه الوفاة . . . وأخذ الرضيع يتلوى وأم لا تستطيع أن تفعل شيئا وهي أيضا عطشى . فمن أين تحصل هاجر على الماء لكي تسقي طفلها وتشرب ولكن طاقة هذه المرأة لم تهدأ إنما أرادت أن تسعى .. . باحثة عما يبقي حياتها وحياة طفلها الرضيع . وهي واثقة في الله تعالى
فانطلقت ماشية على قدميها لتبحث عن المجهول . وعندما تحركت . . . حركت أيضا فكرها . ومشت حتى وصلت إلى جبل الصفا فارتقت الصفا ... حتى أصبحت في أعلاه ثم أخذت تنظر لعلها تجد أحدا .. . ولكنها لم تر أحدا . . . نزلت من الجبل . . . ومشت .. . حتى إذا وصلت سعت سعي المجهود المتعب حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى المروة ، فاعتلته ، وعندما أصبحت في أعلى جبل المروة نظرت .
وأيضاً لم تجد أحداً
فها هي قد بذلت السبب .. . وتحركت . .. ولكنها لم تجد أحدا. فهل تعود إلى طفلها يائسة. وتقنط من رحمة الله تعالى وتتحرك بأقصى طاقة أودعها لها الله تبارك وتعالى إذا هل أعادت هاجر الشوط مرة ثانية من الصفا إلى المروة نعم أعادته مرة .. . ثانية وثالثة … ورابعة …. وخامسة …. وسادسة …. وسابعة ففعلت ذلك سبع مرات، " أخرج البخاري في "كتاب الأنبياء".
عن ابن عباس: " فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا؟ فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى اذا بلغت الوادي رفعت طرف ردعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحداً؟ فلم ترى أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه و سلم: "فذلك سعي الناس بينهما". سبحانك يا رب . . . سبحانك يا من أودعت هذه القوة في تلك الضعيفة .
إنها حركة المتوكل على الواحد . . . وهذه الحركة لا تذهب هباء منثورا .
أشرفت هاجر على الشوط السابع نبع الماء من تحتها بقدرة القادر المقتدر . . . نعم الماء الذي أجهدت نفسها لكي تحصل عليه .
" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا َيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.
" فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًاً "
" في الحديث " لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله ، لرزقكم ، كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً"
وأخذت تغرف بسقائها وهو يفور بعدما تغرف ، فشربت وسقت طفلها
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "رحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم -أو قال: لو لم تغرف من الماء، لكان زمزم عينا معينا” .
وبعد ذلك . .. بعد أن طويت السنون وجاء خاتم الأنبياء والمرسلين بالشريعة السمحاء أمره الله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك المكان الطاهر من القربات التي يتقرب بها العبد لله تعالى .
وها هي الجموع الإسلامية ... تأيما جماعات جماعات . . . متجهة للبيت العتيق . يؤدون الحج والعمرة لله رب يطوفون ويسعون . . . يسعون . .. كما سعت هاجر بين الصفا والمروة فهذا إكرام لهاجر رضي الله عنها .. .. . وأيضا
يشربون من ماء زمزم .. . وهذا أيضا مكرمة لهاجر رضي الله عنها .
. فرحم الله هاجر المتوكلة على الله تعالى
واستخلص من قصتها العبر والعظات
الخطبة الثانية
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر كبيرا
وبعد
أحبتي عاد ذهني إلى زمن معظم
في سويداء القلب مستطر
كأنني برسول الله مرتديا
ملابس الطهر بين الناس كالقمر
وعن جانبية من صحابته
فيالق وألوف الناس بالأثر
كل عام وأنتم بخير
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستفره ونتوب اليه وبعد:في فجر يوم السبت الموافق 19/6/2010رزق الاستاذ "محمدعبدالراضي عبدالمنعم"بطفل سماه:زيادوشهرته:كتكوت نهنئه ونتوجه اليه بخالص التهنئه ونقول له الففففففففففف مبروك يابوزياد الباش موهندس /احمد حمدان
ردحذف