الاثنين، سبتمبر 17، 2012

كسبنا صلاة النبى


مجريات الأمور في مصر المحروسة أسرع من أن يجاريها كاتب مبتدئ مثلي، مازال يتلمس خطواته الأولي في عالم الصحافة والكتابة، فشعرت بأني قلمي قد جرفته الأمواج المتلاطمة وبأن أحرف كلماتي قد تناثرت من هنا وهناك. 

فقد أمضيت وقت ليس بالقليل محاولاً الكتابة عن قضية إلهام شاهين وعبد الله بدر - يقال أن الأولي فنانه والآخر شيخ وأنا لا أستطيع أن أؤكد ولا هذا ولا ذاك - وفي رحلة البحث عن الحقيقة كان لابد من مشاهدة القرائن، والقرائن هاهنا كانت مشاهد للأعمال الفنية للمذكورة أعلاه، وكان المشهد الذي مدته دقائق كان يضيع من وقتي ساعات، فكل دقيقة منه تستوجب مني القيام بالوضوء والتضرع إلي الله ليتقبل توبي. 


وفجأة جاءت أحداث مباراة كرة القدم بين النادي الأهلي وانبي في بطولة السوبر، فالأولتراس الأهلاوي رفع شعار "القصاص أولا" معتبراً أن إقامة تلك المباراة هي بمثابة ضياع القصاص من قتلة الضحايا في أحداث بورسعيد المؤسفة، واصطدمت رغبة الأولتراس بتعنت حكومي حجته الحفاظ علي هيبة الدولة، أما رواد الإعلام الرياضي فاكتفوا بإطلاق رصاص ألسنتهم العفنة علي النجم الخلوق محمد أبو تريكه لمجرد انه قد أعلن عن تضامنه مع الاولتراس وبأنه لن يخوض مباراة السوبر رامياً بعرض الحائط تعليمات مجلس إدارة النادي الأهلي التي خسرت كثيرا من احترام مشجعي النادي العريق. 

ثم فجأة قام خالد عبدالله – يقال انه شيخ – بعرض لأحد الأفلام الهابطة التي تحوي علي سخافة تافه تحاول النيل من سيدنا محمد صلي الله وعليه وسلم. وهنا اقشعر بدني وسال دمعي وتصببت عرقا ، فكل يهون الا رسول الله. 


وفي أول وهلة فرحت نفسي الغاضبة برؤية المظاهرة الحاشدة أمام السفارة الأمريكية – وكأن ميدان التحرير يأبي إلا أن يكون تحت دائرة الأضواء علي الدوام، ثم أطربت فرحا لتسلل تلك المظاهرات إلي كل من اليمن وليبيا، فقد عاد لمصر دورها الريادي كالقلب النابض للأمة العربية والإسلامية. وفي غمرة الفرح سالت كفيلي الخليجي – متهكما – لماذا لا نري غضبتكم أمام السفارة الأمريكية، فأشار إلي سيارته البورش، وقال أتري سيارتي فأجبت- اللهم صلي علي النبي - سيارة جميله، قال أهل يضيرها أو يضيرني ان قلت أنت عليها بأنها سيارة غير جميله، فقلت لا بل سأظهر في نظر الآخرون بأنني كاذب عديم الذوق فقال هكذا من يرمون رسول الله، فلن يضيره صلوات الله عليه وسلمه ما قالوا وسيكتشف العالم مدي إسفافهم وكذبهم، ولكن لم تمر ثواني حتى جاءت سيارة يقودها سائق أسيوي وتلامست مع سيارة صديقي، لم ينتج الحادث غير عن خدش بسيط في جسد البورش، فهاج صاحبي وماج، واخذ يلفظ السباب واللعنات، وخلع عقاله واخذ يهوي به علي رأس الآسيوي الذي اخذ يتوسل ويترجي ولكن هيهات فالغضب أضاع السمع والبصر والعقل. 

نعم نحن غاضبون ممن أساءوا إلي رسول الله صلي الله وعليه وسلم، ولكن أن يصل الأمر إلي اقتحام سفارة و قتل سفير فهذا اكبر إساءة إلي ديننا الحنيف، فان رجعنا إلي السيرة النبوية العطرة لوجدنا مواقف كثيرة تعرض فيها رسول الله إلي مثل تلك الاستهزاءات ويكفينا أن نتأمل قوله تعالي عز وجل (إنا سنكفيك المستهزئين). فلماذا يضيع غضبنا حقوقنا، فقد خرجنا من تلك الأزمة بمعاداة أمريكا بقتل سفيرها، وتثبيت صورة الهمجية علي المسلمين. ولكن في نفس الوقت كسبنا صلاة النبي. 

وإنني أربأ بنفسي وبالقارئ العزيز أن تفهم كلماتي "كسبنا صلاتي النبي"علي نحوها الدارج الذي يستخدم خطئا بأننا لم نكسب شيئا وبأنني استهزأ بفضل الصلاة علي النبي، فقد جعلتنا تلك الأزمة أكثر شغفا بقراءة سيرة سيدنا محمد صلي الله وعليه وسلم وان نتزود بالمعلومات التي تتيح لنا أن ندحض إرهاصات المستشرقين وخزعبلاتهم عن رسولنا الكريم، وأيضا لنحصن عقولنا ممن يتاجرون باسم الدين، وفي الاقتداء بالسيرة النبوية العلاج الأكيد لجميع قضايانا الراهنة ومنها ما ذكرته آنفا من قضية الفنانة والشيخ – كما يطلق عليهم- والقصاص للضحايا المغدور بهم والذين نحتسبهم شهداء عند الله.


أ. حمدي غالب طايع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك