الثلاثاء، يونيو 24، 2014

أماكن لها تاريخ






أماكن لها تاريخ ( الساقية  (

تحمل بعض الاماكن فى طياتها تاريخا لايمكن نسيانه أو تجاهله ، بل تجده محفورا فى ذاكرة الايام، ليحمل لنا معه اجمل الذكريات ، واحب القصص والروايات ، من هذه الاماكن ( الساقية ) أو ساقية الهرايدة والتى كانت توجد ولازالت اثارها باقية بكرم الهرايدة الحالى ، فلقد عاصرت الساقية اجيالا عدة وكل يحتفظ لها بما حوت ذاكرته من مواقف  ، فقد يرجع تاريخ ونشأة هذه الساقية الى أربعة من الاشقاء الذين قاموا بتأسيسها وهم ( سيد حمد هريدى – مراد حمد هريدى – محمود على هريدى – احمد على هريدى ) والساقية عبارة عن ترس خشبى وهو الذى يظهر فى الصور أمامكم يتصل به ترس أكبر مربوط به عدد من القواديس والجرار(الساقية ) وهناك ترس خشبى صغير جدا اسمه بيت الياسون  ، وبالطبع كانت تديرها الماشية عن طريق  عامود خشبى يتصل بالترس الخشبى وينتهى على ظهور الماشية  بشىء اسمه الحلس وكان من أهم استخداماتها رى الاراضى التى تحيط بها فقد كانت تروى خمسة افدنة على حجر واحد وهى منطقة الساقية الحالية كما كانت تروى خمسة أفدنة اخرى فى منطقة السنباط ، كما كان يتم استخدام مياهها لشرب الاشخاص والحيوانات التى كانت توجد حولها ، ومن عجائب هذه الساقية انه كلما ارتفع منسوب مياه النيل يرتفع معه منسوب مياه الساقية وكلما انخفض انخفضت معه مياه الساقية  ، وقد كانت مياهها نظيفة جدا وتُسقى منها الماشية التى كانت تُربط هناك ، فقد كانت توجد مساحة كبيرة فارغة لا تزرع حول الساقية وهى التى عُرفت باسم كرم الهرايدة وكانت هذه المساحة تعتبر بمثابة حظيرة كبيرة للماشية التى يحضرها أصحابها باكرا جدا بعد صلاة الفجر مباشرة ويقومون بربطها حول الساقية ، ثم يقومون بتجهيز الحشائش لها خلال اليوم ويتركون ما يتبقى منه على الارض ليعودوا لالقاءه مرة أخرى على فترات متباينه خلال اليوم ، وبالنسبة للأطفال الذين كانوا يأتون الى الساقية وكانت حراسة الماشية من المهام الموكلة اليهم ، وبالطبع كان للهو واللعب حظا وافرا فى ذلك المكان فقد كانوا يلعبون العابا قديمة مثل لعبة ( القادوس – الملك – التوزة – والاستغماية ) وهناك أمثلة لهؤلاء لا للحصر-  احمد طه سليم – ابراهيم ياسين  - عادل الخزامى – سعيد بكرى – حمدى عبد اللاه – حسن عبده – خالد ابو الصفا – سعيد ربيع – سعد حمته – كرم صبرى صادق – حمدى ابو سريع – محمد صبرى صادق- حمادة حسيب – فراج حجاج - عواد حسيب- سعد و سعيد عبد الهادى ، ثم ظهرت لعبة كرة القدم وكانت عبارة عن لفائف من الخرق القديمة أو الكرة الشراب ثم ظهور الجلّود و الكرة البلاستيك وغالبا يلعبون الكرة فى الكرم وكانت الكرة تقع فى الساقية فيقوم الاطفال بإخراجها عن طريق دلو وحبل خصصا لهذا الغرض ،وأيضا من اهم الذكريات خروج البعض لجمع البلح بعد الفجر وخصوصا مجموعة النخل الامامية التى توجد فى مقدمة الكرم و كان صاحبها محمود مراد والذى يمتاز بلحها بجودة طعمه وكان ينضج قبل باقى النخيل ، ومن أهم الاساطير التى تقول بان هناك ثعبانا كبيرا يخرج من الساقية وينزل اليها مرة أخرى ، وكانت أهم الزراعات التى تقوم على مياه الساقية الشعير والخضروات فى فصل الشتاء ، والذرة فى فصل الصيف ، وقد كانت تُترك الاراضى لفترات طويلة وخاصة فى فصل الصيف بدون زراعة بسبب نقص كميات المياه ، ولكن بعد مجىء المرحوم الحاج حمته عبد الله الهريدى من الغربة وقام بتنفيذ مشروع الوابور الارتوزى الذى كان من اهم الاسباب فى انتهاء اسطورة الساقية حيث ساعد وجوده على وفرة المياه وبدا يتم استغلال الارض بشكل مستمر ، كما ان الكثير من الاهالى الذين كانوا يستغلون الساقية خرجوا الى أماكن أخرى مثل السنباط أو الجزيرة ، وبتناقص الاعداد بدت الساقية غير امنة وخشى الاهالى على ماشيتهم واطفالهم بالطبع ، وشيئا فشيئا أُهملت الساقية وبدأ الاهالى يلقون فيها القمامة والحيوانات الميتة وردم البئر الذى كانت تخرج منه المياه ولم يتبقى منها شيئا سوى ذكرياتها والترس الخشبى الموجود على الارض بجوارها ليحكى لنا قصة نشأة وفناء الساقية

أعده / خالد فهيم  
نشكر الحاج حسين السايح والاستاذ احمد طه سليم لامدادنا بالمعلومات عن هذا الموضوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك