الأحد، يونيو 29، 2014

مذكرات جيل سابق


رمضان جانا
مرت الأيامُ سريعاً وهاهو شهر رمضان يُطل علينا من جديد ، ننتظر ظهور هلالهُ ونتلهف لسماع الرُؤيا التى تُخبرنا بأن اليوم هو أول أيام الشهر المبارك ، وتبدأ  إذاعة الأغانى وموسيقاها الشهيرة بالتلفاز كأغنية وحوى ياوحوى ورمضان جانا وأهه جه ياولاد ، وتعم الجميع البهجة والفرح والسرور، نبدأُ فى تعليق الزينات بشوارعنا ونتفنن فى ذلك مستخدمين كتب العام الماضى  ، نحمل فوانيسنا القديمة التى كانت غالباً تضاء بالشموع ، يقوم الأهالى  الذين يمتلكون ثلاجات بوضع الأوانى والأكواب فى الفريزر حتى تصير ثلجاً ليتم توزيعه قبيل الإفطار عن طريق الاطفال الصغارعلى الجيران ، الذين ليس لديهم ثلاجة ، لتعكس لنا أروع صور الود والمحبة والتعاون السائدين آنذاك الزمن الجميل الذى كثيرا ما افتقدنا سماته وميزاته  ،،،،،  نذهب فى ساعة العصارى الى الدرب الغربى لنعود باليدون  ، ونعُلم الصائمين أن يفطروا ، نتناول غالبا الإفطارالمكون من التمر وشراب الحلبة المطحون وعصير الليمون ،نفتح التلفاز ذى القناتين لمشاهدة فطوطة وسمورة ، ثم بوجى وطمطم ، وفوازير شيريهان الاستعراضية ،و الف ليلة وليلة لشريهان أيضا وزوزو نبيل لمؤلفها طاهر أبوفاشا ومخرجها الراحل فهمى عبد الحميد ،،،،،، نذهب ليلا لأداء صلاة العشاء والتراويح بزاوية نجع الحاج سليم ثم بعد ذلك انتقلنا الى المسجد المطل على الاسفلت  ، ليؤمنا فى  الصلاة فى كلتا الحالتين ( الزاوية – المسجد ) المرحوم الراحل الاستاذ جمال حسن مصطفى ( الناظر )،،،ينقسم شباب البلدة الى مجموعات تقضى سهرتها إما بجوار ُكشكٍ  معين كالاشكاك التى كانت منتشرة فى أماكن عدة مثل ُكشك أحمد كامل وُكشك سمير حمدى وُكشك شلتوت وغيرها أو بجوار أحد أفران الكنافة وترابيزات تنس الطاولة ، ننتظر ليلا المسحراتى أو( الُنقارة ) كما كان ينطُقها أجدادنا القدماء إيذاناً بتناول  السحور،،،،،،، والآن وبعد التقدم الهائل والملحوظ  فى كل شىء يقوم الأطفال بتعليق الزينات الحديثة الجاهزة التى تملىء الاسواق ، وحدث ولاحرج عن اشكال واحجام الفوانيس العديدة التى منها مايغنى ويرقص وُكل عام تقليعةُ جديدة بالفوانيس حسبما يتطلب الوقت والسوق ،   وبعد المعرفة بالوقت لم نُعد فى حاجة الى الُنقارة لكى توقظنا لتناول السحور أو حتى اليدون لم نعُد فى حاجة لإحضاره فالكل تقريبا يعرف موعد اذان المغرب والسحور بالدقيقةََِ والثانيةِ وبخاصة مع ظهور وإنتشار الامساكيات الرمضانية ، نتناول الإفطار مع قمر الدين والعصائر المجففة والتين المجفف والزبيب القادم من الخارج بفضل أهلُونا المهاجرين والذين تعُودوا بلا إستثناء بإرسال (حاجةِ رمضان ) كل عام ، فكل عامٌ وهم جميعاً بخير وبصحةِ وسلام لاحرمنا الله منُكم ولا قطع عناعاداتُكم ،،،، ، المساجُد تزدان بالأنوارِِ والزيناتِ وتعلن ميكرفوناتها فى كل مسجدٍ بالقرية عن إذاعة صلاة العشاء والتروايح بعد ان كانت الصلاة فى المساجد دون ميكرفون ، تعجُ مقاهى البلدة ليلا بروداها بعد إن كانت المقاهى غير مُدرجة بخريطة القرية ، يقُوم أشرف الطوخى ( أبو شريف ) بوضع الزينة وحبل النورعلى محلهِ المجاور لمقهى محمد دنقل ، ليبيع المخللاتِ قبل الإفطار ويرُش المعلم خليفة الكُنافة اليدوية ليلا ويخُتمها ببيع الفول المدمس لوجبة السحور ليشعرنا ويجعلنا نعيش الاجواء الرمضانية  ، وفى النهاية لم يتبق لنا سوى مظهراً وحيداً لم يطالُه التغيير وإن تبدلت الشخصيات وهو حضور المسحراتى فى عصر اليوم الأخير من رمضان لجمع الخبز من المنازل و كل عامٌ وحضراتكم بخير ، كل عامٌ وجميع أبناء المعُمورة فى شتى البقاع بخير ، أعاد الله علينا وعلى مصرنا العزيزةَ وعليكم هذه الأيام بالخير والُيمن والبركات ،،،
أعده / خالد فهيم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك