الجمعة، ديسمبر 18، 2009

العام الجديد ألقيت بـ (عمر ) × 18/12/2009


الحمد لله المقدسِ فى جلاله



المنزهِ فى كماله


الحكيمِ فى أفعاله


العظيمِ فى نواله


الودودِ فى إفضاله


المجيبِ حين سؤاله بل قبل سؤاله


الذى أعد للمؤمن من النعيم ما لم يخطر بباله فسبحانه من عظيم فى بره جماله


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


قال تعالى: (مّن ذَا الّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 245]


وأشهد أن محمد رسول الله
كان يقول إذا رأي الهلال ( اللهم أهله علينا بالأمان والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله ، هلال رشد وخير) (رواه الترمذي )
أما بعد
إخوة الإسلام
ها نحن اليوم نبدأ فى عام هجري جديد
نبدأ صفحة جديدة من صفحات أعمارنا .
بدأها الله تعالى لنا قديما بالأمل فى الغد المشرق البسام سواء كان على المدى القريب فى الدنيا
أم على المدى البعيد فى دار المستقر
قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنّهُ حَيَاةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [سورة: النحل - 97]
ثم بدأه مع بداية الإسلام بالهجرة النبوية المشرفة حيث انتقل المسلمون نقلة عظيمة مُكن فيها للدين ، وتوج فيها مجهود المسلمين بالنصر والتمكين بعد التعذيب والتنكيل *ها نحن أيضا قد طوينا صفحة من صفحات عمرنا بالأمس ودعنا عامًا هجريًا انقضت فيه صفحة من صفحات حياتنا، ولا ندري عما طويناها، هل سودناها بسوء أعمالنا، أم بيضناها بصالح قرباتنا. فلا من وقفة للإجابة عن هذا السؤال
فلقد منع الله تعالى الأمة أن تتشبه بأهل النار حينما أرادوا الحياة بلا زمام ولا خطام من حيث لا يشعرون قال تعالى "إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً وَكَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا كِذَّاباً" [النبأ:27-28].
أما المؤمن فهو دائم الحساب لنفسه فقال تعالى " " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـٰهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـٰهَا" [الشمس:9-10]. فالمسلم الصالح ، تكون له وقفات دائمة مع نفسه ليحاسبها ويصحح مسيرته ويتدارك خطأه، لاسيما عند انقضاء مرحلة من مراحل عمره.
قال أبو حامد الغزالي: "اعلم أن العبد كما (ينبغي أن) يكون له وقت في أوّل النهار يشارط فيه نفسه على سبيل التوصية بالحق، فينبغي أن يكون له في آخر النهار ساعة يطالب فيها النفس ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها، كما يفعل التجار في الدنيا مع الشركاء في آخر كلّ سنة أو شهر أو يوم، حرصاً منهم على الدنيا، وخوفاً من أن يفوتهم منها ما لو فاتهم لكانت الخيـرة لهم في فواته... فكيف لا يحاسب العاقل نفسه فيما يتعلق به خطر الشقاوة والسعادة أبد الآباد؟! وما هذه المساهلة مع النفس إلا عن الغفلة والخذلان وقلة التوفيق نعوذ بالله من ذلك"
وقال مالك بن دينار: "رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ألستِ صاحبة كذا؟ ثم ذمّها، ثم خطمها، ( منعها) ثم ألزمها كتاب الله ـ عز وجل ـ فكان لها قائدا"
وأحسن من قال
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضـاع وإن تفطمه ينفطـم
فاحـذر هواها وحـاذر أن توليـه
إن الهوى ما تولى يُعمِ أو يُصـمِ
وراعها وهي في الأعمـال سائمة
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كـم حسـنت لـذة للمـرء قاتلـة
من حيث لم يدر أن السم في الدسم
أيها الإخوة: إذا كان أرباب الأعمال وأرباب الدنيا يجعلون المحاسبة والتدقيق والمراجعة من أهم مراحل العملية الإدارية، فبدون هذه المراحل تكون المنشأة عرضة لفشل محقق، فما بالكم بهذا الإنسان المسكين الضعيف الذي يقطع مراحل حياته ليلقى ربه، فإما فوز ونجاة، وإما خسارة وعذاب.
يا من تعيشون في هذه الديار التي علا فيها صوت الشيطان، وأجلب على أهلها بخيله ورجله، نحن في حاجة أكبر لمحاسبة النفس، المعاصي تغزونا حتى في دورنا وبين أهلينا، والغفلة رانت على قلوبنا، وطاعة الله بعيدة عنا.
وهذا حال المؤمن الذي يصفه الحسن البصري بقوله: "المؤمن قوّام على نفسه يحاسبها لله، وإنّما خفّ الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنّما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة"
فهل يا ترى سنصحح الأخطاء التى وردت في صحائفنا ونستغفر ربنا عن فعلها ونأخذ العهد على عدم العودة إليها مرة أخرى .أم بدأنا صفحة جديدة من اللهو والعبث والغفلة مرة أخرى
نعم بدأنا صفحة جديدة لكن هل يا تري سنقلب هذه الصفحة لنستقبل صفحة أخري أم يطوي فى هذه الصفحة كتاب العمر فبدلا من أن نستقبل عاما جديدا تستقبلنا حياة جديدة يُفعل بنا ولا نفعل ونُؤخَر ولا نؤخِر أو نُقَدم ولا نقِدم لا بد من تصحيح المسار قبل الانحراف إلى الهاوية يقول مولانا تعالى: ( َأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مّا قَدّمَتْ لِغَدٍ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [سورة: الحشر - الأية: 18] لا بد من جلسة مع النفس لتصحيح الأخطاء وتصويب الغلطات لا مانع من العودة إلى نقطة الصفر فصفر ورأه واحد أفضل مائة مرة من مائة ورأها جنهم
ومن السطور التى لا بد من مراجعتها وبدقة علاقاتك مع الناس فكثير من الناس من يظن أن علاقته بالناس ليس لها علاقة مع الله تعالى وهذا غير وارد فى الدين تماما
ومنها سوء الظن
ومنها الغفلة عن نظر الله تعالى إليك ومراقبته لك
ومنها أدوار الشهامة التى افتقدناها مليا فى حياتنا
ومنها الحفاظ على أعراض الناس سواء من اللسان أو الفاحشة
ومنها أداء الصلوات فى المسجد حتى قالوا
من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه، أو فرضٍ أداه، أو مجدٍ أثَّله، أو حمدٍ حصَّله، أو خير أسسه، أو علمٍ اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه
الخطبة الثانية
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
الدعاء
اللهم اجعلنا هداة مهتدين لا ضالين مضلين وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين
إقم الصلاة







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك