السبت، ديسمبر 26، 2009

طوخ الوطن - والموقع على الإنترنت

بقلم الإستاذ / مراد عبدالراضي عرابي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى يوم من أيام الشتاء كنت راجعا من سفر قصير في حافلة من الحافلات ، وإذا برجلين من ركاب الحافلة أحدهما عليه أمارات الشيخوخة ، والآخر عليه علا مات الشباب ..
أقول إن هذين الرجلين أخذا يتحدثان همسا فى البداية  ثم بدأ الصوت يعلو شيئا فشيئا وشد أذنى أنني سمعت أحدهما يقول للآخر هل سمعت ورأيت ؟
فيقول الآخر إيه حصل ؟
قال له : إمبارح وأنا أفتتح الإنترنت وجدت عجبا .
ما هذا العجب .؟
وجدت  إن ناس " طوخ " فتحوا موقعا على الإنترنت ووضعوا عنوانا " طوخ المعمورة "
فقال الآخر : سبحان الله : طوخ على الإنترنت !
ووصلت السيارة إلى " طوخ المعمورة " ونزلت .. وتركت الرجلين . وغيرهم كثيرين وتركت معهم شيئا عجيبا داخل نفوسهم .. تركت الحقد والحسد يأكلان صدورهم ونفوسهم
كما الشاعرالعربي
اصبر على كيد الحسود إن صبرك قاتله
   فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
وأقول للمعترضين عل حب الناس لأوطانهم عندما أجبر رسول صل الله عليه وسلم على الخروج من مكة إلى المدينة نظر إلى مكة قائلا " والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ووالله إنك لأحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت "
وقد يقول قائل .. ويعترض معترض على أننا شبهنا " طوخ المعمورة " بمكة وأقول للمعترض يس هذا تشبيها لطوخ بمكة ولكن هنا طاعة لفتى مكة .. وتشبها به صلى الله عليه وسلم فى حب موطنه " التشبه بالجال فلاح " كما يقولون
ونحن فى حبنا لوطننا لسنا بدعا فى ذلك لأننا ولدنا على هذه الأرض .. فهى مهدنا ..  ولأن أجسادنا تكونت من هذه الأرض ولأن دمائنا .. من دمائها وطعامها ولأن علمائها وشيوخها هم الذين أخرجونا من الجهالة والأمية إلى نور العلم
 ثم أليست الأوطان الآمنة هى التى يعبد الله فيها ؟
ثم  ألسيت الأوطان هى العرض ؟
أوليست الأوطان هى المال والأولاد ؟
ومن لا يحب ويعشق وطنه الصغير فإنه لا يرجى منه خيرا لوطنه الكبير مصر ومن لا يعشق وطنه مصر فإنه لا يعشق العالم الإسلام لأن مصر هى قائدة العالم الإسلامى والعربي ألم تسمعوا إلى قول أمير الشعراء شوقى وهو يقول
وطنى لوشغلت بالخلد عنه 
نازعتنى إليه فى الخلد نفسى 
وأمير الشعراء إن كان مبالغا فى معناه وفكرته إلا أنها مبالغة مقبولة لأنها فى حب الأوطان ، ولأنها خيال فى خيال .
أما عن موقع  " طوخ المعمورة "على الإنترنت
إن الإنترنت كما يقولون اختلط فيه الحابل بالنابل ، وجمع الغث والثمين ..
فقد جمع الشريف : القرآن الكريم  والسنة النبوية وما يدور حول الأديان ، والأنياء والرسل والعلوم الدينية ، والعلوم الإنسانية والمادية وكل ما له فائدة وقيمة
وجمع بجانب ذلك أشياء تافهه ولا قيمة لها  جمع فى باطنه أشياء يندى لها الجبين ويخجل منها من عنده حياء وكرامة .
فلماذا لا يكون لنا موقعا على " الإنترنت " 
هذا الموقع نرجوا أن يكون مفيدا ، ولا يخلق حساسيات ، ولا يجرح أحدا . وأن يكون همزة وصل بين أهالى القرية والمغترين .
وأن تقدم فيه المقترحات التى تخدم  البلدة بالداخل والخارج .
وأظن ظنا أكيداً أن أهلنا وشبابنا على مستوى المسؤلية 
والله الموفق 

بقلم الإستاذ / مراد عبدالراضي عرابي    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك