الخميس، ديسمبر 24، 2009

خطبة الجمعة الشيخ / سليم جابر عنوان "الأخوة"



الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد

صاحب الملك والملكوت ، صاحب العزة والجبروت
الحي وكل شئ يموت ، المتكفل للعباد بالقوت
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
ذى القدرة القادرة والآيات الباهرة والآلاء الظاهرة أتوب إليه وأستغفره
وأشهد أن محمدا رسول الله
له العلا فى شخصه كملت جميع صفاته صلوا عليه وآله
أما بعد
أيها الأخوة الأحباب يقول مولانا تعالى: (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [سورة: الحجرات - الأية: 10]

نعيش هذه اللحظات مع " حقوق الأخوة " من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه كما رواه أبو هريرة وجاء فى صحيح البخاري   ومسلم وأبو داود والترمذي حقوق المسلم على أخيه فقال "حق المسلم على المسلم ست ، قيل : ما هن يا رسول الله ؟ : قال إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه "
أيها الأحبة إذا أردنا أن نتحدث عن تلك الحقوق فلا يكفينا لقاء واحد ولكن سنكتفى بالحق الأول وهو " إذا لقيته فسلم عليه "
إذا قابلك أخوك فحيه بتحية الإسلام ، وهى " السلام عليكم " لتحصل على عشر حسنات ، فإذا التزم أخوك بقوله ربه تعالى وحياك بأحسن منها عملا بقوله تعالى "وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدّوهَآ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ حَسِيباً) [سورة: النساء - الأية: 86]
فقد حصل على ثلاثين حسنة برده عليك التحية ، وهى وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فعن عمران بن حصين كما جاء عند أبي داود والدارمى قال " جاء رجل إلي النبى صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه السلام ، ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر ، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه السلام ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشرون ، ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام فجلس فقال ثلاثون "، فانظر أخى المسلم إلى كثرة الحسنات فانهل منها ، فيوم القيامة سنشكوا من قلة الحسنات ، فتحية الإسلام هى تحية أهل الجنة ، قال تعالى " تَحِيّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) [سورة: الأحزاب - الأية: 44]"وهي تحية الملائكة والأنبياء قال تعالى " وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَىَ قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) [سورة: هود - الأية: 69]
وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة واستقر فيها قال هذا الحديث الجامع المانع ، بل إن شئت قلت أول بيان أطلقه إلى سمع الزمان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذى وابن ماجه "أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام "
فأفشى السلام أخى المسلم على من عرفت ومن لم تعرف ، بل وحتى لو كان بينك وبينه خلاف لأن الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول كما جاء فى صحيح البخاري ومسلم وأبو داود " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام "
ولله در القائل
يا هاجري فوق الثلاث بلا ســــــــبب
خالفت شرع المصطفى أزكى العرب
هجر الفتى فوق الثلاث محـــــــــــرم
ما لم يكن فيه لمولانا ســــــــــــــــبب
أقول قولي هذا واستغفر الله لى ولكـم
            الخطبة الثانية
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أخى المسلم
أصلح ما بينك وبين الله تعالى يصلح الله تعالى ما بينك وبين الناس ، علينا جميعا أن نجمل قلوبنا قبل أن نجمل أجسامنا ، وأن نحسن بواطننا قبل أن نحسن ظواهرنا ، واعلموا جميعا أن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، علينا جميعا أن نخرج من قلوبنا الحقد والحسد والكراهية والضغينة وحب النفس.
ليحل محلها حب الله تعالى ورسوله والخير والناس ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم "
                    الدعاء
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي الطاهر الذكي صلاة أفضل من صلا جميع خلقك صلاة تحل بها العقد وتفك بها الكرب وعلى آله وصحبه وسلم اللهم قد أنخنا ببابك سائلين ولمعروفك طالبين فلا تردنا خائبين آيسين
يا رب العالمين
أقم الصلاة






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك