الخميس، ديسمبر 03، 2009

خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بنقادة / للشيخ أحمد عاشور بعنوان (ولذكر الله أكبر) بتاريخ 4/12/2009


الحمد لله رب العالمين يعـلـم الســـر وأخـفـي



ولا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا الســــــما


مــن لجــــــأ إلــى جـنـابــه احـتـــــــــــــــمــى


ومن اســتغاث به كفـي هـمــا وغـمــا وألـمــا


ذاكر من كان له ذاكرا شاكر من كان له شاكرا


الـذى كفـلـت نعمته مؤمنا وكافرا


و عـمـــت رحــمــته أولا وآخــرا


فيـا مـن أيامـه في الغفـلة ضائعة


ونـفســه فـى الخـطــايا قـابعـــــة


وصــحـائـفـه للــزلات جـامـعــــة


أقـبـل علـى مـولاك بنفس طائعــة


واسمع كلام ربك " فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة "


وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له


ذكرتك لا أني نسيتك لمحة * وأيسر ما فى الذكر ذكر لسانى


لما رأني الوجد أنك حاضري* شهدتك موجودا بكل مكان


وخاطبت موجودا بغير تكلم *ولا حظت معلوما بغير عيان


وأشهد أن محمدا رسول الله


لذ بجاه من يشــــــــفع * فى الحشــر عند مولاه


محمد المصطفى الرسول* ومن شرفه ربه ونباه


صلى عليه الإله خالقــه *ما ذكره ذاكــر ولبــاه


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم


" كل عمل ذى بال لا يبدأ بذكر الله فهو أجذم "


أمــــا بعـــــد


أحباب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وأمته


اسمحوا لى أن يكون موضوع خطبتى اليوم عنوانها


ولذكر الله أكبر


في موسم الحج من كل عام يَجِدُ المسلم نفسه وقد وقف على معنى جديد من معاني الحج المتدفقة وأساليبه المتجددة ، يستلهم منها طريقا أوسع نحو المسير إلى الله تعالى ، نعيش في هذه اللحظات حول (ذكر الله تعالى )عموما ، وخاصة في فريضة الحج ، بمناسبة المكاسب التى عاد بها الحجاج من بيت الله الحرام ، والتى نستلهمها منهم لعلنا نتشبه بهم إن لم نكن مثلهم فإن التشبه بالرجال فلاح ، عملا بقوله تعالى " ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون "


وهنا أتساءل كم من الوقت تخصصه للخلوة مع ربك تعالى ، متذكرا فضله ذاكرا نعمته فكثير من الناس من يظن أن الذكر عبادة جوفاء لا هدف منها إلا تجميع الحسنات لا أكثر ،
وذلك افتراء على الله تعالى
فلو كنت محبا لله ، لو كنت متعلقا به لو كنت مشتاقا إليه لما فارقت ذكره لحظـه . وإن كنت أتفق معه فأتفق معه في أن للذكر لذة لا يدركها إلا من ذاقها ، ولا يذوقها إلا أهلها وأهلها هم كالحبيب كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر الله تعالى فتنام عيناه لكن قلبه لا ينام عن ذكر الله ، وكان يوقظ أهله في جوف الليل حتى يشعروا بلذة المناجاه " أيقظوا صواحب الحجر"


و يوصي أصحابه كما عند ابن حبان والطبراني عن معاذ عندما يسألونه عن أحب الأعمال إلى الله فيقول." أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله"


وتأخر سيدنا سليمان يوما عن صلاة العصر بسبب تجهيز الخيل للجهاد في سبيل الله حتى غابت الشمس فحزن حزنا شديدا (فَقَالَ إِنّيَ أَحْبَبْتُ حُبّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبّي حَتّىَ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) [سورة: ص }فلما علم الله تعالى أسفه رد له الشمس مرة أخري


وعبر عنها أحدهم وقد حبسوه فقال:


"والله إنا لفي لذة لو علمها المـلــوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف "


بل ذكر تعالى أن هناك قوم لا يحيدون عن ذكر مهما كانت المغريات قال تعالى: " رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ "[سورة: النور - الأية: 37]


ولما علم الله تعالى تعلقهم بالذكر وحرصهم عليه رضيه منهم على أى وضع فقال تعالى : " الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ "[سورة: آل عمران - الأية: 191


وعلى أى حال وفي أى وقت قال تعالى: (وَاذْكُر رّبّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ وَلاَ تَكُنْ مّنَ الْغَافِلِينَ) [سورة: الأعراف - الأية: 205]


هؤلاء هم أهلها وهؤلاء ذاقوا طعم ذكر الله تعالى يصيبهم ما يصيب الناس ويشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب ، وهم أضعف من دفعها إذا أوشكت أو رفعها إذا نزلت ، ومع ذلك فإن ذكر الله عز وجل ، يحيي في نفوسهم استشعارا لعظمة الله ، وأنه إن شاء كشف الكرب وأزاح الخطب ، حينها يشعر الذاكر بالطمأنينة تغمر قلبه وجوارحه صدق الله إذ يقول" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " [سورة الرعد:28].


نعم فذكر الله عز وجل نبضات قلب الأحياء وهو لهم الهواء والماء وهو للقلوب حضور ، وللنفوس سرور ، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ؛ فهو نعمة عظمى ومنحة كبرى، به تُستدفع الآفات ، وتستكشف الكربات ، وتهون الملمات ، وكما زين الله بالنور أبصار الناظرين .فقد زين بالذكر ألسنة الذاكرين ، وتوج به قلبه فلا يرهب من غير الله ولا يرغب فى غير الله ، لا تقلقه أعداد الكثرة والقلة ، وتستوي عنده الخلوة والجلوة ،. عن جابر


ما عمل آدمى عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى قيل ولا الجهاد فى سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع رواه الطبرانى فى الأوسط والصغير


إن الذنوب كبائرها وصغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم ، إلا في حال الغفلة والنسيان لذكر الله عز وجل ؛ لأن ذكر الله تعالى ، سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في سخط الرب العظيم ، وعلى الضد من ذلك ، التارك للذكر ، والناسي له فهو ميت ، لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مزبلة شاء . وما يستوى الأحياء ولا الأموات


قال تعالى : "ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين " [سورة الزخرف:36].


وما ترك الله تعالى مناسبة إلا وذكر فيها التعلق به سبحانه والذكر له ففي فريضة الحج أفرد الله تعالى مساحات واسعة للذكر فى سبيل المثال في سورة الحج فإن المطالع لهذه السورة يجد للذكر مساحة كبيرة .


ففي قوله تعالى قال تعالى: (وَأَذّن فِي النّاسِ بِالْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىَ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ


وكأن السؤال الثاني لماذا فتأتي الإجابة لّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ فِيَ أَيّامٍ مّعْلُومَاتٍ عَلَىَ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ) [سورة: الحج - الأية27 :28]


فجعل الله تعالى من أول مقاصد الحج ذكر الله تعالى وما يترتب على ذلك من منافع


ثم قال تعالى: (وَلِكُلّ أُمّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَىَ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَإِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشّرِ الْمُخْبِتِينَ) [سورة: الحج - الأية: 34]


يقول ابن عباس منسكا عيدا


قال تعالى: (الّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصّابِرِينَ عَلَىَ مَآ أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصّلاَةِ وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [سورة: الحج - الأية: 35]


لماذا


قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مّن شَعَائِرِ اللّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا صَوَآفّ ) [سورة: الحج - الأية: 36]


قال تعالى: (لَن يَنَالَ اللّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـَكِن يَنَالُهُ التّقْوَىَ مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبّرُواْ اللّهَ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ وَبَشّرِ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: الحج - الأية: 37]


ثم ذكر فى سورة البقرة


قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مّن رّبّكُمْ فَإِذَآ أَفَضْتُم مّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنْتُمْ مّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضّآلّينَ) [سورة: البقرة - الأية: 198] قال تعالى: (ثُمّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ) [سورة: البقرة - الأية: 199] قال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدّ ذِكْراً فَمِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ رَبّنَآ آتِنَا فِي الدّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ) [سورة: البقرة - الأية: 200]


قال تعالى: (وِمِنْهُمْ مّن يَقُولُ رَبّنَآ آتِنَا فِي الدّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النّارِ) [سورة: البقرة - الأية: 201] قال تعالى: (أُولَـَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مّمّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [سورة: البقرة - الأية: 202] قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِيَ أَيّامٍ مّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخّرَ فَلآ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتّقَىَ وَاتّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوآ أَنّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 203]


ثم يذكرك تعالى كل هذا لا ينفعني ومن ذا يطيق تقديري قال تعالى: (مَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ إِنّ اللّهَ لَقَوِيّ عَزِيزٌ) [سورة: الحج - الأية: 74]


الذكر حياة


الحياة في رحاب الذكر حياة العينين، وعلامتها الدمع من خشية الله. كما ذكر صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".


وحياة القلب


فالقلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد ، وأنها تظمأ كما يظمأ الزرع ، وتجف كما يجف الضرع ؛ ولذا ، فهي تحتاج إلى تجلية ، تزيل عنها الأصداء وفي ظل المنغصات والمحطمات يحتاج الإنسان إلى مؤنس صادق قادر ناصح يحرزه ويؤمنه ، ويسكن مخاوفه ، ويطمئن قلبه . وإن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء ، ويحرز من الأعداء ، الإكثار من ذكر الله وصدق الله العظيم إذ يقول "واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون " [سورة الأنفال :45]. فهو اتصال المسلم بربه ، ليحيا ضميره ، وتزكوا نفسه ، ويطهر قلبه ، ويستمد منه العون والتوفيق ؛


والإكثار من ذكر الله ، براءة من النفاق ، وفكاك من أسر الهوى ، وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه ، وما أعده له من النعيم المقيم


وحياة المجالس


لذا فإن رسول الله حذر من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز وجل فيها بقوله : (( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة )) رواه أبو داود والحاكم .


فهذا رسول الله يمقت مجالس الغافلين ، وينهى عن كل تجمع خلا من ذكر الله ، وأن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله هي مجالس نتنة ، ولذا فقد قال صلوات الله وسلامه عليه : ((لا تكثِروا الكلامَ بغير ذِكر الله، فإنَّ كثرةَ الكلام بغيرِ ذِكر الله قسوةٌ للقلب، وإنّ أبعدَ الناس من الله القلبُ القاسي)) أخرجه الترمذي : ويقول لمن أحدث ذلك ((من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك )) رواه الترمذي وابن ماجة .


الخطبة الثانية


الحمد لله وأشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله


وبعد


ومن فوائد الذكر:


أنه سبب لنزول الرحمة والسكينة, كما قال : ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله, يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم, إلا نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة, وحفتهم الملائكة, وذكرهم الله فيمن عنده))


ومن فوائده: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى, فإن الغافل بينه وبين الله حجاب كثيف, ووحشة لا تزول إلا بالذكر.


ومن فوائده: أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة, والكذب والفحش والباطل, فإن العبد لا بد له من أن يتكلم, فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى تكلم بهذه المحرمات, ولا سبيل إلى السلامة منها ألبتة إلا بذكر الله تعالى, والتجربة شاهده بذلك, فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو, ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعا لى ترطب بكل باطل ولغو وفحش


ومن أعظم فوائد الذكر: أنه ينبه القلب من نومه, ويوقظه من سِنَته, والقلب إذا كان نائمًا فاتته الأرباح والمتاجر, وكان الغالب عليه الخسران, فإذا استيقظ وعلم ما فاته في نومته شد المئزر, وأحيا بقية عمره, واستدرك ما فاته, ولا تحصل يقظته إلا بذكر.قال تعالى " ولا تكونوا كالذين نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ [الحشر:19].


وقال تعالى "فوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:22]


وهل أنت كهؤلاء المعبر عنهم في الآية السابعة والستين من سورة الإسراء حيث يقول الله تبارك وتعالى: وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً" يخير الله تبارك وتعالى أن من قبائح طباع الإنسان ورذيل صفاته أنه إذا مسته الشدة يجأر إلى الله تبارك وتعالى ويدعو ويطيل في الدعاء والمسألة، فإذا كشف الله تبارك وتعالى عنه ضره أعرض ونسى النعمة وجحدها وإذا مسكم الضر في البر ضل من تدعون إلا إياه عند معاينتكم الضر وعند معاينتكم الشدة ذهب عن قلوبكم كل من تتوجهون إليه وتظنون أنه ينفعكم ولا تعرفون في هذه الحالة إلا الله تبارك وتعالى وحده فتجأرون إليه وتدعونه أن يكشف ما حل بكم من ضر كما حدث لعكرمة بن أبي جهل فيما رواه أبو داود والنسائي


وغيرهما لما فر بعد فتح مكة هارباً وأراد أن يفر إلى الحبشة فركب سفينة لكن ريحاً عاصفاً فاجأت السفينة في عرض البحر وقال الذين هم على ظهر السفينة إنه لا ينجيكم إلا الإخلاص وأن تدعوا الله وحده لا شريك له فقال عكرمة: إن كان لا ينفع في البحر إلا هو، فلا ينفع في البر إلا هو وحده فلئن أنجاني الله مما أنا فيه لأذهبن إلى محمد ولأضعن يدي في يده فلأجدنه رؤوفاً رحيماً وقد فعل وأسلم وأرضاه وحسن إسلامه وجاهد في سبيل الله تبارك وتعالى أحسن الجهاد حتى ختم له بأحسن الخاتمة







وأخيرا هل جاء الوقت الذي قال فيه الحبيب "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله" (مسلم)






وأكثِرْ ذكرَهُ في الأرض دأبًا لِتُذْكَرَ في السماء إذا ذَكَرْتَا


ونادِ إذا سَجدتَ له اعتِرافًا بِما ناداه ذو النّون بن متَّي


اللهم لا تامنا مكرك ولا تنسنا ذكرك


أقم الصلاة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك