الأربعاء، ديسمبر 02، 2009

مدرسة طوخ الثانوية الحديثة


بقلم الأستاذ / حامد محمد مرسي
وكيل أول بمدرسة طوخ الثانوية
************************

كان حلما فخاطرا فاحتمالا    ثم أضحى حقيقة لا خيالا

أن لطوخ المعمورة نفس تواقة ما نالت شيئا الا وتطلعت للأفضل فكانت في يوم من الأيام تتطلع و تحلم بمدرسة إعدادية تأوي أبناءها من برد الشتاء الذي يعانونه أثناء عبورهم نهر النيل لتكملة تعليمهم بمدارس قوص الإعدادية و الثانوية ، وكم كان يضيع من الوقت بسبب ذلك إن شئت فقل زمن الذهاب والعودة أكثر من زمن التواجد بالمدرسة ، فإنه ليس بالشئئ القليل . و إنطلقت صيحة المطالبة بمدرسة إعدادية وبرز رجال تحملوا المشاق و المتاعب وحملوا على عاتقهم هذه المسئولية التي كانت تراودهم بين الحين والآخر وتحقق هذا الحلم ، وفي عام 1972 بدأ العمل بفصول إعدادية وكان هذا في منزل الحاج/ رضوان ابراهيم رضوان الذي قدم منزله بدون تردد وهبت البلدة بالتبرعات المالية وتوفير الأرض حتى شيدت مدرسة طوخ الإعدادية التي خدمت قرية طوخ الأم والمناطق المحيطة بها بكل حب واخلاص .


ثم تاقت النفس لمدرسة ثانوية كذلك فالآمال و الطموحات ما زالت تراود الأهالي فأخذت تنادي بذلك للمسئولين حتى تم فتح فصول طوخ الثانوية التي ألحقت بمدرسة طوخ الإعدادية ، وجاء اليها الطلاب من كل مكان مستبشرين بقرب المكان وكفاءة العاملين عليها وكرم أهلها ، و أخذت السمعة الطيبة فزادت كثافتها ،  ودبت اليها أرجل الطالبات المحرومات من تكملة المشوار لبعد المسافات، و أخذت كل عام في الزيادة ، حنى ضاق المكان بأهله و أصبح عدد الحجرات لا يكفي للمدرستين ، فطبق نظام الفترتين ووصل عدد الفصول بها الى 18 فصلا دراسيا ، و هذا مما جعل الأمل يظهر من جديد ببناء مدرسة ثانوية مستقلة ، وتألق الأمل وتطلع الأهالي الى هذا الحلم الجميل ، وتاقت النفس بشدة اليه ، فأطلقت الصيحة الكبرى للمسئولين وكل من له صلة بهذا الأمر ، وقام الرجال وسهروا على هذا الأمر  الليالي الطوال ، و لم ينقطع الأمل مهما كانت المعوقات والحواجز التي حالت ، وكان أكبر هذه المعوقات الأرض التي تتعدي النصف فدان ، ولكن أصحاب الهمم العالية لم يعتبروا ذلك عائقا ، فقام أهل الخير و الصلاح في الداخل و الخارج بكل الجهد وتحملوا المسئولية كاملة ، و قالوا نحن مستعدون بكل صوت عال يبعث الأمل في نفوس الأهالي وبدون قيد ولا شرط مهما تكلف ذلك ومن خيرة الرجال الذين أدلوا بدلوهم على سبيل المثال لا الحصر الحاج / نشأت ابوالوفا ، الحاج / محمد العجوز ، الحاج / الصادق حسان جودة ، الحاج / كمال ذكي العبد ، والقائمين على جمعية أبناء طوخ بالكويت والقاهرة وأهالي طوخ الذين لم يقصروا عند سماع النداء سواء  أصحاب الأرض اللذين قدموها عن طيب خاطر رغم مكانتها عندهم و المتبرعون بأموالهم لإتمام هذ الحلم.


ووصل صوتهم للمسئولين عن طريق قيادات البلدة ، فرحبوا بذلك وكل سارع في تقديم التسهيلات  وتذليل الصعاب ومن هؤلاء  أعضاء المجلس المحلي لقرية طوخ ومركز نقادة ومجلس محلي المحافظة والأبنية التعليمية بقنا ، فالكل له الشكر والتقدير ، و جاء ت البشرى بعد التعب والعناء يإعتماد مدرسة طوخ الثانوية الحديثة الذي تم افتتاحها  والعمل بها في بداية العام الدراسي 2009 ، و أصبحت حقيقة على الواقع .


وهذ الصرح الشامخ يتكون من خمسة طوابق ليحوي 18 فصلا دراسيا ، بالإضافة الى حجرة الحاسب الآلي المجهزة بالعديد من الأجهزة وحجرة المناهل والنت ، وقاعة الإجتماعات ، وحجرات المجالات المختلفة ، بالإضافة الى المعامل وحجرات الإداريين والمعلمين .


أما عن النتائج فقد تخرج منها ولله الحمد العديد ممن التحق بكليات الطب والصيدلة والهندسة والتربية والآداب والحقوق والتجارة والشرطة والخدمة الإجتماعية والمعاهد . والكل يدين بالحب والإحترام لهذه المدرسة  وقياداتها المخلصة الذين لا يزالون في خدمة طلابهم وخدمة منطقتهم  ، آملين على رفع المستوي التعليمي بقرية طوخ وكل المناطق المحيطة بها  .


وما زالت النفس تتوق وتتطلع للكثير من المشروعات فهاهو مشروح الصرف الصجي تبدو بشائره   فلله الحمد والمنة .
وعجلة الحياة لن تتوقف فلكل زمان دولة و رجال يدفع بها الى الأمام وشكرا لموقع اسرة طوخ المعمورة التي من خلاله نتمكن من معرفة المزيد والمزيد عن طوخ وربط الماضي بالحاضر بالمستقبل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك