الأحد، أغسطس 22، 2010

لوعشت ياولدي .. .. متبكيش

هو انا كل ما اقول علي حاجة مترضوش تجيبوهالي، اشمعني يعني صحباتي التانين ناسهم بيجبولهم، ويعني فيها ايه لما اقول اني عايز اشتري متوسكل؟ كفرت يعني؟ وكل شوية تشغلولي النغمة اياها، يا ولدي خايفين عليك، علي اساس اني مش حاعرف اسوق ولا حاقعد ادوس في الناس زي المجنون، انا عايز اعرف ليه انتم مش راضين تخلوني اشتريه، طيب انتو مش قاعدين تصلوا ليل ونهار وعارفين ان الاقدار بايد الله؟ وعشان ترتاحوا اكتر هتوهولي وملكمش دعوة وابقي لو مت يا امي متبكيش.
(وخيم الصمت ثم طرق الباب، وقالت الام)
الام: طيب روح يا ولدي واستهده كده بالله، وشوف مين اللي بيخبط علي الباب البراني، وصلي علي النبي كده دلوقتي واسكت،
(أشاح الابن بيديه، وقال متأففا)
حاضر يا اما حاغور افتح الربراب .....اف في كل مرة نفتحوا الموضوع ده حد ياجي وتصدقوا متلاقوها حجة بفرجة ومتردوش عليا،
ايوة ايوة مين اللي بيخبط ، اهيني جاي.....يا اما ده ام اشرف وحريم تانين بيقوللك قال حتروحي الجنازة اللي في بحري البلد.....قلهم ايوة يااد اهيني جاية
(ونهضت الام العجوز بصعوبة، وذهبت الي الغرفة القريبة وتناولت رداءها وحذائها الأسودين، وخرجت)
معلش يا خياتي عاد الواد محمد كان عامل غارة، والنبي حتي العصر مصلتهوش ولا سمعت يدانه حتي، قطعة في العيال واللي يخلفوها،
(فقاطعتها بقية النسوة بقولهن)
لا يا خيتي متقوليش كده البعد شر
(وبدأن في المسير والتقطت ام اشرف طرف الحديث)
والنبي يا ام محمد ده محمد ولدك فيه الهون عن الزعيم بتاعنا، اللي طالع معاه اليومين دول انه عايز يروح الكويت وخلاص، لما ابوه نشف ريقه معاه، ويقوله يا ولدي تروح طيب تعمل ايه هناك، مش أخوك اشرف راح قدامك، وطالعة عينة هناك، وكل شوية يتصل ويقعد يبكي ويبكينا معاه، ويقول ملقتش واحد يديني مركوبين علي وشي لما قولت عايز اجي الكويت، يبقي يا حبيبي اخليك كيف تروح ولا هي شحططه وخلاص، يعني تدفعني تلاتين الف عشان تروح تقعد تبكي، بس الواد قعد ينط ويفط لما راسه كانت شوية وتخبط في السقف، ويقول يعني عايزيني اقعدلكم صايع هنا، ولا شغلة ولا مشغلة، اللي يسوي واللي ميسواش يقعد يتريق عليا، والله بامشي في الشارع عيني مكسورة زي اللي عمله عملة، وانتوا اصلا عايزيني اقعد جنبكم وخلاص، عشان لما حد يموت ابقي اطلع الصينية، لما حد يتجوز اروح اوزع سجاير، وكل شوية تقولولي اصبر اه وظيفتك جاية دلوقتي، طيب اهيني مخلص ليا اربع خمس سنين ولا جات وظيفة ولا يحزنون، الحكومة خلاص بطلت توظف حد، انعل ابو الوظايف وابو القرف انا مسافر مسافر، ومتخافوش حتي لو مشتغلتش مش حتصل ابكيكم، وحتي لو مت ابقي يامي متبكيش.
(شارفن علي الوصول إلي منزل المتوفى حيث توجد سرادق العزاء الخاصة بالنساء، فانتظمن في صف واحد، وبدان في الصراخ "بوو بوو" ، واستقبلتهن النسوة برد التحية "بوو بوو" ، وذهبت كل واحدة علي حدة الي زوجة المتوفي العارية الرأس الملطخة بالطين لتقديم واجب العزاء لها، ثم جلسن، وبدأت واحدة من الحضور في إلقاء بعض أبيات شعر الرثاء "عدودة"، وبعد انتهاءها قالت ام خالد)
خلاص يا ام اشرف ، بدال هو مصمم كده خليه يروح، اهو متعلم ومعاه شهادة غير اشرف، وانشاالله حيلاقي شغل، زي ولدي اه ربنا كرمه واشتغل شغلانة زينة، بس اوعي ياخيتي تخليه يسافر من غير ميخطب ولا يقرا فاتحة، اوعي تغلطو غلطتنا، دا احنا لما مخطبش قبل مايروح مطلع عنينا دلوقتي، ولما كنا نقولوله نخطبولك ياواد يقعد يضحك ويقول الاهالله حتوجز غيوبي، خلي الموضوع ده براحتوا لما اجيكم اجازة، وبعدين جيه الاجازة وقعد يسرمح مبحر مقبل علي الجسر، وكل ليلة يقعد يسب ويلعن، انا اتخنقت انا اتعقدت مشيفش حد، ولا محتد ، ده ايه االعقد دي، انا ماشي، ولما قناله طيب ياولدي حتمشي علي كدة زي مرحت زي ماجيت ، لوي رقبته وقال ايو ماشي ايه اللي مزعلك كدة، وابقي حتي لومت ابقي يامي متبكيش.
(واستاءت النسوة من افعال هذا الشاب ومصمصت كل واحدة منهن علي شفتيها، واخذن يتحسرن علي زمن ولي كان فيه العريس لا يري زوجته الا في ليلة العرس، ، ثم بدات ام احمد الحديث قائلة)
والنبي يا شيخة تقولي لولدك المنقور ده يتلم ويسكت، هي بنات اليومين دول راضين اصله بعرسان الكويت، ده انا قبل ما اجي للجنازة كانت بتي عاملانا مناحة في البيت، لما خلتني كرهت خلاقاتي، والنبي يا خياتي كنا قاعدين في امانتالله وبعدين ولدها قعد يبكي، قامت علية واشتغلت فيه ضرب، وقعدت تقول منه لله اللي كان السبب في الجوازة المربربة دي، اه سايبني ليه سنتين ونص، زي صن القيالة، خدامة لولده اللي حتي مشفهوش، والنبي كل اللي قعدوا معايا خمس ست شهور، وبعدين سافر وسايبني زي الكلبة، زي الارض اللي ملايانة عقول، يافرحتي انا بالشقة والسراميك والعفش ده حتي سايباهم وقاعدة انام عند عمتي تحت، والنبي حتي مبيجليش فيها نوم بحس انا حيطانها مطبقة علي صدري، تقول قايمة قبر، والنبي خايفة يكون اتجوز هناك ونسيني، طيب امال ليه قاعد مترمي هناك وانا مترمية هنا، والنبي دي عيشة كيف، يعني ميقعدش جنبنا وانشالله ناكولها حاف، انعل ابو البت اللي تتجوز واحد في الكويت، ده تبقي حمارة وجحشة كمان، يارب غورة تاخدني، ايو ملكيش دعوة انت ياامي حتي لوغرت مت ابقي يااما متبكيش.
(ثم قامت النسوة جميعهن لتحية وفد اخر من المعزيات، وبعد الصراخ والعديد ، تحدثت ام سيد قائلة)
والنبي البنانيت دي مش عارفين نعملولهم ايه اصلا، طيب دي معجبهاش بتاع الكويت، وام رقبة مقصوفة بتي مش راضيه بالموظف وبتقول عليه انه قيحه ومنشف مصارينها، وانه ولا بيجبلها هدمة زينة ولا أي حاجة تفرح، وعماله تقول اه حظي كدة وعارفاه، ابويا فقريي وجوزي افقر، اطلع من بورة لدحديرة، اه قاعد في قرابيزي، ميسفرش مكان زي صحباته، واللي يشوفه في الصبح يتغر فيه عاد، الناس عاملة تحت الجبة شيخ، كل مااقولة اشتري حاجة، يقولي المرتب لسة منزلش، اول الشهر يقولي المرتب خلص، امال هو مرتب سيبرتو، وكل شوية يقولي اقرصي علي ايديك شوية، الميزانية مضروبة، متكونش ميزانية الصومال، .........، والنبي لازمته ايه، عامل زي خيال مقاته، غربته احسن، اه اللي متغرب علي الاقل بيبعت فلوس،
(وبعد انتهاء ام سيد من كلامها، قالت شكرية "ليست لديها اولاد ولابنات فلذلك ينادي عليها باسمها")
ده عيال ولاد كلب، يعني عايزين اهاليهم تعملهم ايه تاني، ده حيخلوا اخاليهم تطق، قطيعة تخدهم شيلة بيلة
(فقاطعنها ام اشرف قائلة)
يختيي مدعيش علي عيالنا كده، اصلة انت متعرفيش معزة وغلاوة العيال،
(فقالت شكرية)
ابهي ياخية ..  وقدرتي تقوليها في وشي ، بتعايريني اني ممعيش عيال، طيب مش انا مربيا عيال الشارع كلهم، اقولك ايه مانت لسة اللي في القلب في القلب، من ساعة ماجوزي خدني انا وسابك انت ، النار مولعة في قلبك الاسود ، ومش قادرة تنسي، انا قايمة مروحة اللي عايزة تقعد تقعد،
(عبثا حاولن في تخفيف غضب شكرية، فانصرفن في صمت تام، ووصلت ام محمد الي بيتها لتجد ان ابنها ما زال جالسا علي عتبة الباب، وبمجرد ان رأي أمه هب واقفا ، مقبلا يداها قائلا)
أوعي ياما تكوني زعلانة مني، ما انت عارفة اني لما اقوم بابقي زي الحمار،
(فقالت)
مسمحاك ياوليدي، وحنجبولك المتوسكل، بس علي شرط انك توعدني
انك لوعشت ياولدي متبكيش

بقلم/ حمدي غالب

هناك تعليق واحد:

  1. موضوع جميل جدا أعجبني جدا ياريت مواصلة الإنتاج الأدبي بنفس الإبداع بس ياريت الكلمات تبقي أسهل على القارئ اللي مش صعيدي شحط محط مع خالص أمانينا بمواصلة الإبداع

    ردحذف

شارك برأيك