الثلاثاء، يناير 04، 2011

ا لـأ مـــــــن ا لـعـــا م

الحمد لله رب العالمين عليك نتوكل فلا تكلنا وفيك نرغب فلا تخيبنا وإياك نسأل فلا تحرمنا وعلى بابك نقف فلا تطردنا تقدس رضاك أن تكون له غاية وتنزه جودك أن تكون له نهاية وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول الله الهادي البشير, المبعوث رحمة للعالمين , والذي ما ترك من خير إلا ودل الأمة عليه وأمرهم بإتباعه , وما ترك من شر إلا وحذر الأمة منه ونهاهم عن اقترافه ,. القائل فيما أخرجه مسلم و البخاري و النسائي و الطبراني والترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ
وبعد ، عندما نتكلم عن أمن الناس فنحن نتكلم عن أهم ما يوهب في الحياة ولا نتكلم عن شعارات جوفاء ولا عن مادة من مواد الترف بل نتكلم عن حياة مجتمع بأكمله . قال علماء النفس والاجتماع : ما من حركة أو عمل يقوم به الإنسان إلا والأمن هو هدفه منه ، فإذا أمن على نفسه في بلد معين سعى للذهاب إليها والعيش فيها , وإذا أمن على ماله في تجارة سعى إلى وضع ماله فيها ، ولكي يأمن نفسه من النار يصلي ولكي يأمن علي نفسه ، من العقرب يقتلها .
ولما لا ؟
ولا يقوم مجتمع إلا و كان الأمن أول مطلبه لذا دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام " رب اجعل هذا بلدا آمنا "
فجعل الله تعالى من أمنها آية فقال تعالى (( أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم)) سورة العنكبوت: آية 67
وحينما أراد يوسف من أبويه ترك وطنهما وفي القلب منهم للوطن حنين وتحبيبهما في مصر لم يذكر المُلك والجاه والمال بل ذكر لهم الأمان الذي بمصر قال لهم كما قص القرآن " أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين )
ولما علم الله تعالى أن الخوف ينغص على الإنسان حياته أنشأ دارا للنعيم لا خوف فيها وهي الجنة قال تعالى (( ادخلوها بسلام )) الحجر:46. وليس أدل علي احترام الإسلام لأمن الناس من أن الله تعالى سمى نفسه المؤمن وسمى الصالحين من عباده بالمؤمنين .
ومن هذا نعلم أن الإسلام دين جاء بالسلام ويكره الإرهاب وأنا من هذا الموقع لا أدافع عن الإسلام فالإسلام أكبر من أن يدافع عنه مثلي فمن أنا حتى أمنع الغبار من الجبل ولكن الغبار لا يدري أنه يزيد الجبل صلابة وإنما هنا لتتجلى الحقائق لأولي الأبصار والنهى فكثير من الكفرة الحاقدين أعداء الإسلام , يعتبرون الإرهاب متكأ يتكئون عليه ، ليس دفاعا عن الأبرياء حاشا لله بدليل أنهم يدفعون بفلذات أكبادهم إلي الموت في النار من أجل مكاسب تافهة ، أقول متكأ ليكون  مبررا سائغا لهم في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية ؛ وحافزا لتحقيق حلم مختمر نسجوه في عقولهم ، لهزيمة أبناء الأمة المسلمة ، واللعب بمقدراتهم ليظل المسلم دائما في قفص الاتهام ، فيبدءونً الضغوط المتتالية على ربوع المسلمين , وتأتيهم مثل هذه الاضطرابات أشهى مأكول وأحلى مشروب , حتى يجتاحوا بلاد المسلمين , متذرعين بأتفه الأسباب وأخس الحيل . وإن كان لبعض المسلمين دخل - عن وعي أو عن غباء – فلا يخدمون الإسلام إنما يخدمون بها الغارة الاستعمارية على ديار المسلمين ، من خلال أعمال خرقاء تزيد السقيم علة ، والطين بلة ؛ ليطاح بالمسلمين،


أقول الإسلام يا إخواني دين رقيق المشاعر يقول عن رسوله أنه أشد حياء من البنت البكر التي تُكلم من طَرَقَ بابها من داخل ستار وراء الباب .
واسمعوا لهذا الحديث لتروا رقة مشاعره  يقول فيما رواه البخاري:" إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها ." أو قال:" فليقبض بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء .".
ومن أجل استتباب الأمن في المجتمعات جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة ، التى تنادي حقوق الإنسان اليوم بإلغائها حتى غضب النبي على من شفع في حد من حدود الله حفاظاً على الأمن بقوله: ((وأيم الله ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)).
وشرع قتل القاتل لأن هذا الإنسان بُنيان الله تعالى، ولا يحق لأحد أن يَهْدم هذا البناء، بل ليس للإنسان نفسه حق في أن يَهدم هذا البناء، لأن ذلك ملك أصيل لله عز وجل ، لأنه صاحبه وبانيه، قال تعالى : {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}.[المائدة:32]
لا يجوز أن تُقتل نفس بغير حق ... أي نفس فهي معصومة ، صغيرة كانت أو كبيرة ، غنية أو فقيرة، لأمير أو لخفير ...لمسلم أو لغير مسلم كلٌ ، حرَّم الله قتلها ما دامت غير معتدية ، لأن الإسلام يعلم خطر أن تتحول الأمة إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف ، وأن الذين يغترّون بقوتهم هم خاسرون عند الله تعالى القوي المتين عقابهم،.
 عند الطبراني عن ابن مسعود قال صلى الله عليه وسلم " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ آخِذًا قَاتِلَهُ وَأَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَمًا عِنْدَ ذِي الْعِزَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي ؟ فَيَقُولُ : فِيمَ قَتَلْتَهُ ؟ قال: قتلتُه لتكون العزة لفلان. فيقول الله للقاتل: تعستَ. ويُذهب به إلى النار"
بل حرم على المسلم أن يروّع الناس ولو على طريق المزاح ، بل لا يجيز شتم إنسان فكيف يجيز قتله قال تعالى " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا يغير علم "... انظروا إلى أدنى حد وصلت العناية بالأمن
وحذرنا النبي من ألاّ ننصر المظلوم ولا ندافع عنه ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي: " الطبراني عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ مَوْقِفًا يُقْتَلُ فِيهِ رَجُلٌ ظُلْمًا ، فَإِنَّ اللَّعَنْةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَ حِينَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ ، وَلَا يَقِفَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَوْقِفًا يُضْرَبُ فِيهِ أَحَدٌ ظُلْمًا ، فَإِنَّ اللَّعَنْةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ حِينَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ " ". البخاري: وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَتَلَ مُعَاهِدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ; وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا " .
وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا من ظلم معاهداً أو انتقضه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة..
فى أيام الخليفة الراشد الثانى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- وبينما هو يتفقّد بنفسه مصالح الرعية فى المدينة رأى يهوديا يشحذ ، فسأل عمر اليهودى عن سبب ذلك، فأجاب اليهودى:- كبرت فى السن ، فلا أحد يستأجرنى فآكل من عمل يدى ، ولا أحد هنا يرعانى فيكفينى مئونة السؤال ،
فقال عمر:- لا والله ما انصفناك ، أخذنا منك الجزية وأنت شاب جلد وأهملناك وأنت هرم كبير السن ، فأمر عمر لليهودى بما يكفيه سؤال الناس من بيت مال المسلمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين...


والحمد لله رب العالمين





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك