الأربعاء، فبراير 08، 2012

رباطية الرجالة

رباطية الرجالة 

يشكون اليك وكانهم لم يكونوا في مغرما يوما، يلومونك علي ازمة عابرة وكانهم قد جاءوا الي الدنيا بملاعق من ذهب في ايديهم، يتهمون الثورة بالفشل وكانها ستنجح بدونهم، ويلفقون اليها التهم وكانها عدوا لدود، صدعونا دهرا باننا جيل فرافير ليس بمقدرته تحمل ايام صعبة كايامهم، صدعونا دهرا بحكايات الصمود والسنوات العجاف التي مرت عليهم، صدعونا دهرا كيف كانت حياتهم خشنة بدون زخرف، خبزهم صلبا كالاحجار، لباسهم بالي كاوراق التوت، ياكلون مما تجود به اراضيهم من بقولها وفولها، لحوم الحيوانات كانت امنية للاحياء، وشربة كوكاكولا كان افضل ما يختمون به حياتهم.


مابال اهل القري قد نفذ صبرهم، ما بالهم لايضحكون، اعلي انبوبة فارغة يبكون، ام علي كرت موبيل يتلهفون، ما بالهم قد اغفلوا كيف كان يحيون، اصبح رجالها كنسائها علي انعدام الامن يولولون، فدعني اذكرهم كيف كان يحيون، قدورهم تطهي علي مرقد نار من حطب، او من اعجاز نخل، لاحاجة لهم بنقال فهم في تجمع طوال الايام، يقضون يومهم عملا، واذا اسدل الليل استاره تجمع رجال كل حي علي حدة يحرسون منازلهم، وقد اطلقوا علي تجمعهم "رباطية الرجال"، يتربصون باللصوص والهجامة، ولاادري لماذا كانت تاتي اللصوص الي بيوت خاوية، ومن وراء جمال عبد الناصر كانوا يهتفون، النصر لمصر، هتافهم كان يعلوا الي عنان السماء وبطونهم كانت مصرورة الي ظهورهم، ولعلهم يتذكرون كيف كان يحلون الشاي بقطع الحلوي، وعندما حرم السادات الذبح كيف كان يذبحون.


اجيال الفرافير نضجت، تثور وتجول في البلاد، يحررون وطنا من اسره، ويبدلون خطايا شعبا حسنات، يقايضون الموت بارواحهم في مقابل حرية اخواتهم، لا يخشون حاكم جبار، ولا يأنون من حصاره لهم، لهم في سيد الخلق اسوة، كيف حيا في حصار صارم في شعب قريش، كيف كانت الصحبة تاكل اوراق الشجر ثم يقذفوها بعرا.

ستمر الازمة علي مصر بخير وسلام، الاف السنين وهي صامدة، علي ارضها كلم موسي ربه، وفيي بطنها خسف بقارون وماله، وفرعون الجبار صار ايه علي قدره الله، واهلها في رباط الي يوم الدين، كلماتي لتذكير النفوس التي تململت، ولتنشيط الهمم التي احبطت، فدعونا نعمل ليري الله عملنا ام ثورتنا فهي امانة عند الله، الذي يقول للشئ كن فيكون.

حمدي غالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك