الدنيا من حولنا قيود والسعادة فيها شئ مفقوداجلس هنا وهناك
اين نحن اين ما نريد ...ولكن ارأى سلاسل الأمل تندلى لنا من سماء
رب العباد ...نعم القول لشخص من جيل فقد الكثير والكثير ...
لم يزل المواطن الصابر يتلقى الوعود التى لا تنفذ ويسمع التصريحات الرنانة والقرارات الطنانة بلا جدوى ولا تحقيق ولا حتى أمل صغير فى حياة كريمة لمن يسموا بمحدودى الدخل وهم لمن لا يدرى يمثلون الغالبية العظمى من الشعب فهم ليسوا مجرد شريحة ولكنهم فى الحقيقة هم الشعب المصرى الحقيقى الأصيل حين يعز الأصل، وهم الصابرون حين ينعدم الصبر, وهم المكافحون حين يندر الرجال، وهم العاملون الساهرون حين تقل التضحيات، وهم الباكون على حبات تراب هذا الوطن العظيم، هم من حاربوا الصهاينة الأشرار الملاعين وهزموهم بإذن الله تعالى فى سيناء الحبيبة، وهم من رفعوا بسواعدهم السد العالى وهم من حفروا بأظافرهم قناة السويس وماتوا ودفنوا فى ترابها من التعذيب والجوع ...إن هذا الشعب الطيب المعطاء يريد أن يعيش ويتنفس عبير الحرية والعدالة والديموقراطية التى لم يذق من طعمها رشفة واحدة ...لم يتم رد القلب المصرى الذى فطره ظلم الإحتلال على مر السنين ولم يتم بل ريق المواطن المصرى الأصيل, الحافر فى الطين, الناحت فى الصخر، الصابر على ظلم السفاحين، الراضى بأقل مما يسد الرمق ويكفى لعيش بئيس ولم يتم سد رمقه ولا كفاية جوعه ولا تحقيق معشار حلمه الدفين فى ثنايا الطين مخلوطاً بعرق ودم وكفاح السنين.....لماذا تسخروا منا ؟ لماذا تستخفوا بأحلامنا؟ لماذا تستكثروا علينا بعض الأمنيات ؟ ما العيب فى أحلامنا؟ هل لأنها مستحيلة أو شبه مستحيلة ؟ هل لأنها غريبة على دنيا الناس الممتلئين طمعاً وجشعاً وحقداً دفيناً ؟ أم لأنها كالوردة الجميلة وسط ركام من الدماء والآهات والدموع والشقاء ؟ دماء الأبرياء فى كل بقاع الأرض ؟ أم دماء الذين تحصدهم حروب الطمع وملاحم الكراهية والأنانية البغيضة ؟ دموع الأمهات الباكيات فلذات أكبادهن ما بين ضياع وخطف واغتصاب وتشرد ؟ أم دموع الآباء المحاصرين بين غلاء المعيشة وذل الحاجة وطلبات الدنيا المجنونة ؟ أم دموع الشباب المتسكع لا يجد عملاً ولا تقديراً ولا تدبيراً ولا إهتماماً فيتفجر من داخلة ...هل تسخروا من أحلامنا وتستخفوابها لأنها جرعة ماء رطب فى جوف ملتهب جراء ألم الغربة ، غربة الوطن .....أم لأن أحلامنا تريد إعادة بناء جسور الحب والسلام بين بنى الإنسان مهما اختلفوا فى دينهم ؟ أم لأن أحلامنا تلملم جراح المساكين الذين يبيتون فى العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ؟ بلا مأوى يحميهم من ذل الإنكسار ؟ أم لأن أحلامنا كبيرة على قلوب الغدارين من شياطين الإنس ؟ أم لأن أحلامنا لا يحدها مكان ولا زمان ؟
نعم سوف أحلم ، حتى آخر لحظة من عمرى ، سأرى نفسى فى بلد يحب الناس بعضهم ، وتختفى فيه الجريمة ، وتعم الإبتسامة كل الوجوه ، سأحلم ببلد ينتشر فيه العدل والمساواة والأمن ، سأحلم بمجتمع يؤمن بضعفه الإنسانى ويعرف أن لهذا الكون إلهاً قديراً يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، إله قادر على محاسبة مخلوقاته ونصرة ضعيفهم ومحاسبة مجرمهم ، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ، سأحلم بمجتمع يحاسب فيه الفرد نفسه على تقصيرها ، سأحلم بمجتمع تسود فيه الألفة وعدم التفرقة يحكمه قانون عادل لا يفرق بين قوى وضعيف ولا بين غنى وفقير ، ولا بين ذى منصب وخفير
- هذه بعض احلامنا ..فلماذا تسخروا منها ............والى ان تتحقق بعض احلامنا فليسترها الله معنامحمود عبدالحميد مرسىالكويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك