عندما كان السلطان المملوكي قطز يستعد لمواجهة التتار واجه صعوبات مالية في تجهيز الجيش فطلب من الشيخ العز بن عبد السلام اعطائه فتوي بجواز جمع ضريبة مؤقتة من الشعب .
فكان رد الشيخ :
لا يجوز هذا حتي تنفق انت وامراؤك اموالكم التي تفيض عن حوائجكم الاساسية فإن لم تكف جاز ساعتها طلب الاموال من الشعب
كت اظن ان الهبة والمبادرة هي مبادرة كرامة ونخوة لمناصرة ومساعدة المسلمين السنة في سوريا في الحرب الطائفية التي يشنها عليهم السفاح بشار وزبانيته الإيرانيين، ولكن فيما يبدوا ان الأوامر الصادرة إلي اصحاب المبادرة كانت لعمل شو إعلامي ضد أمريكا والمعونة الأمريكية فقط، بهدف إثارة الرأي العام لتحفيز الشعب علي الانضمام الي صف من في السلطة الان ضد عدو علني صديق مخفي - امريكا.
والمضحك المبكي أن جموع الشعب المصري تحمست للمبادرة "جمع مبلغ المعونة الأمريكية من المصريين أنفسهم"، ولم يتساءل احد أين تذهب أموال المعونة أصلا، وبكلمات أخري سوف يقوم شعب 40 % منه لا يجد قوت يومه ويعيشون تحت خط الفقر بجمع مبلغ 3 مليار دولار أمريكي، لتسليمها للحكومة بدون معرفة أين تصرف هذه الأموال، في نفس ذات الوقت أموال مصر تنهب ليل نهار من فسدة ظالمون، واباطرة فساد النظام القديم مازالوا يملكون جميع أموالهم ولم نستعيد قرشا واحدا.
واستخفافا بعقول الشعب فقد تم الترويج للمبادرة بأنها مبادرة الكرامة، وتناسوا أن المعونة الأمريكية هي فرض علي أمريكا نفسها، أو بالأحرى إتاوة عليها وفقا لشروط اتفاقية كامب دافيد، وان كانت الكرامة بتنقح علي أصحاب المبادرة بهذا الشكل المفرط الذي جعلهم يريدون التخلي عن حق أصيل طبقا لاتفاقية دولية فإنني ادعوهم الي تدشين مبادرات أخري للاستغناء عن معونات الدول الخليجية لأنها لا تصل إلي 3 مليار دولار ودائما ما يعقبها منُ واذي ومعايرات كثيرة.
الاثنان وسبعون جنيه سنويا والتي حددتها المبادرة فرض عين علي كل مصري للاستغناء عن المعونة الأمريكية غير كافية لإرجاع الكرامة المصرية التي بعثرت، فسيظل المصري مهانا في وطنه ومهان في خارج وطنه، ولكن ما يرجع لنا كرامتنا هو أولا القصاص من قتلة الشهداء، ثانيا إيجاد فرص عمل للشباب، ثالثا تحديد الحد الأدنى والقصي للأجور، رابعا يجب معاملةالمواطن المصري بكل احترام من قبل أجهزة الأمن المختلفة وفقا للقانون بعيدا عن التعذيب والتنكيل، خامسا يجب علي القنصليات المصرية في الخارج الدفاع عن رعاياها بكل قوة وعزة نفس، الكرامة المصرية لن ترجع إلا بتحقيق أهداف ثورة يناير التي يكتم علي أنفاسها المجلس العسكري وأبواقه الإعلامية، فدعونا ان لا نحيد عن الهدف.
حمدي غالب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك