في الصعيد حيث تربيت وعندما تمتلئ قلوبنا غضب وكراهية تجاه احد الأشخاص، نرفع أيدينا بالدعاء إلي الله بأن يحل غضبه وسخطه علي هذا الشخص، ونهجوه قائلين" يا واكل ناسك" ، أو "يا جاك اليتم" أو "يا واكل أبوك وأمك"، فاشد أنواع السخط التي من الممكن أن تحل علي الإنسان هو أن يفقد عائلته وان يعيش في ثوب اليتم المتهرئ وان يظل وحيدا يتخبط في جدران نفق المستقبل المظلم.
دعوات معارضي الإخوان علي الرئيس الاخوانجي محمد مرسي بان يتبرأ من جماعته وان يستأصلها برمتها من الحياة السياسية هي بمثابة الدعوة عليه بان "ياكل ناسه" وان يصبح يتيما ، فيضحي فريسة سهله لكل من هب ودب. الحرية والعدالة انفق أموال كبيرة علي الحملة الانتخابية للرئيس محمد مرسي، وجند كل قواه لوصول مرسي إلي سدة الحكم، فكيف وبعد كل هذا يتبجح البعض بان يطالبوا مرسي بالتبرؤ من حزبه، وان فعل لثبتت عليه صفه الجحود ونكران الجميل، فهل من الممكن تخيل بأن أوباما أو غيره من الممكن تشكيل إدارته الرئاسية من أعضاء الحزب المنافس؟
الثورة المصرية لم تفشل، ومن يردد بأنها فاشلة يجب أن يقدم إلي المحاكمة بتهمة تثبيط الهمم ومحاولته إقناع المصريين بأنهم كانوا علي مدار الفترة الماضية ينفخون في قربة مقطوعة، والحقيقة انه وعلي خلاف كل النظريات عن الثورات فان المصريون استطاعوا الحفاظ علي جذوة الثورة لمدة تقارب العام ونصف، وهذا انجاز في حد ذاته، وجاءوا برئيس من خارج النظام القديم، وإن كان البعض يرتئي بان النظام الجديد الذي أفرزته الثورة هو نظام فاشل فان هذا يستدعي منهم القيام بموجات أخري من الثورة لا أن يقولوا بان الثورة الأم قد فشلت.
شباب الثورة لن يشارك في أي موجه أخري للثورة علي نظام الإخوان أو غيره إن كانت طليعة هذه الموجات هي من قيادات الفلول، وعلي القوي الثورية الوطنية المعارضة لنظام الإخوان المسلمين أن تنزل وتتواصل مع الشارع المصري، وتقديم الخدمات الحياتية التي يحتاجها المواطنون، ومحاولة تحويل كلماتهم العذبة إلي أفعال قيمة، فإن الشعب قد مل وملت الأنفس الثورية من رطنهم ورطانتهم، وبوستاتهم وتغريداتهم، ولغوهم بالمصطلحات الثورية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
أ. حمدي غالب طايع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك