الثلاثاء، ديسمبر 11، 2012

حمدي غالب يكتب: الجماعة المقاطيع

الجماعة المقاطيع


"الجماعة المقاطيع" هكذا كنا نطلق علي أصحاب الصغر الذين لم يكن بمقدرتهم تحمل مشقة ألعاب الطفولة في الصعيد الجواني كالسباحة في النهر، وقذف أشجار النخيل بالأحجار لتساقط رطبا طريا، فكنا ننبذهم بعيدا ونقاطع مصاحباتهم لأنه لا لم يكن هناك جدوى من مرافقتهم، فاستحقوا عن جدارة لقب "المقاطيع".


النخبة المصرية ورموز القوي المدنية في دعوتها إلي مقاطعة الاستفتاء تذكرني علي الفور بأصحاب الطفولة "المقاطيع"، إحساس بالدونية يعتري تلك النخب علي الرغم بأن كل الأرقام في صالح التصويت ب"لا" للدستور. ولكن "المقاطيع" فضلوا الصراخ والنواح وحشد مسيرات نص الليل مما أدي إلي تصوير المعارضة بخفافيش الظلام التي لن تأتي بخير لمصر، في الوقت نفسه أدي ذلك إلي تضخيم القوة التصويتية للإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية ، وهذا في الواقع غير حقيقي.

انتخابات الرئاسة السابقة كشفت عن حقيقة ضعف القوة التصويتية للتيارات الإسلامية جمعاء حيث إنها لم تستطع حشد إلا ما يقارب من 5.5 مليون صوت فقط لصالح مرشحها الدكتور محمد مرسي وذلك في الجولة الاولي، ولكن تلك القوي استفادت من سوء سمعة المنافس في الجولة الثانية وخاطبت عقول وضمائر الوطنيين للحصول علي تأيدهم فيما يعرف بموقعة عصر الليمون. وعلي الرغم من ذلك بالكاد فاز مرشحها وكان نجاحه علي "الحركرك" حيث حصل علي حوالي 13 مليون صوت، والمنافس سيء السمعة علي ما يزيد علي 12 مليون صوت.


إذن لمن يقول أن الدستور معركة وطن ومستقبل بأكمله، ومن اجل تلك الغاية تبرر الاعتصامات والإضرابات والعنف والعنف المقابل وسقوط القتلى والجرحي ، أقول له أن قوي المعارضة تعلم علم اليقين أن بحوزتها أكثر من 12 مليون صوت ، بالإضافة إلي الكثير من عاصري الليمون ممن سيرون في قول نعم تقليل من ثوريتهم المفرطة، فلماذا إذن تهييج الشارع والاعتصام وإظهار مصر بالدولة الفاشلة إلا إذا كان الهدف هو إسقاط مرسي. قلوها صراحة ولا تخجلوا إذن!


أ. حمدي غالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك