الثلاثاء، يناير 14، 2014

رفاهية التفاهة

ان تكون تافهاً...هى رفاهية بكل تأكيد 


بينما كنا فى ساعات العمل نتبادل التهانى بمولد الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه ،،عندما نظرت فى اشمئزاز الى مراهق ذو بشرة بيضاء فاقع لونها تجذب الناظرين من كثرة مساحيق التجميل التى عليها ،،يرتدى بنطلوناً ضيقا لا يكاد يصل الى خصره ،،يكشف عن ماركة ملابسه الداخلية ،كلما اقترب من القدمين كلما ازداد ضيقه،حتى وصلت لمرحلة الأندهاش والتعجب كيف ارتداه من البداية ،،
خانتنى بديهتى ونادراً ما تخوننى على ان اميزة ذكراً هو ام انثى ،،حينما نظرت الى شعرة القصير من الأمام والطويل من الخلف الذى كان لاففا اياه بفلونكه..حتى بدأ بالكلام حينها فقط ادركت انه شاب ،،بدأ فى طلب ما اتى اليه وهو ينظر لنا باستعلاء  وينظر الى ملابسنا العادية المتواضعه وكأننا اتينا من كوكب اخر لا يعرفه هذا الصبى المراهق ومن خلال حديثنا عرفت منه انه مسلم مصرى مقيم هنا فى الكويت مع اسرته منذ الصغر ،،اخذ ماجاء اليه وذهب وتركنى فى دهشتى وتعجبى ،،
حينها تذكرت ايضا عندما عادت موضة الشارلستون وكنا نرتديه ،،تذكرت نظرات الأشمئزاز من كبار قريتنا الينا ،،وان كان الشارستون يعتبر وجاهة اذا قورن بهذا البنطلون السخيف ،،تذكرت رفاهية التفاهة التى كنت املكها ولم تصل يوما الى هذه السخافة وضاعت مع الزمن ،،

تذكرت كبار قريتنا ووقارتهم ،،تذكرت ذلك الرجل من قريتنا ذو الهيبة والوقار الذى يرتدى جلباب باكمام واسعه ،،ويضع عباءة من الصوف على كتفيه العريضتين ،،لن تحتاج لرؤية هويته لتدرك انه فلاح مصرى طوخى اصيل تستطيع ان تدرك من النظرة الأولى الى قسمات وجهه انه لم يمتلك يوما رفاهية التفاهة فنشئوا رجالا وظلوا رجالا بكل ما تحمله الكلمة من معنى!!!!!!

ما شدنى لكتابة تلك الكلمات هو ان اول ما نطق به لسانى بعد منظر هذا الشاب (العيب مش عليه العيب على اللى ربوه )وكذلك مستغلا فرصه الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وكيف نشأ رسولنا وحبيبنا وقدوتنا ،،

وليس موجهاً كلماتى للأبناء ،،ولكن متعمدا ان اهمس همسة فى اذن الأباء والأمهات وخصوصا من لديهم ابناء فى سن المراهقة فى زمن التكنولوجيا والأنترنت فى زمن اصبح فيه كل شئ مباح ،،فى زمن لا يعلم عواقبه الا الله سبحانه وتعالى ،،حتى اصبحت اكبر طموحاتى وامنياتى ان يرزقنى الله بطفل استطيع ان اربيه ان يكون انسانا فى زمن تشوهت فيه كل المعانى

همسة فى اذن الأباء والامهات ،،تابعوا وراقبوا وحاسبوا ابنائكم ،،علموهم كيف كانت نشأت رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه ،علموهم ان رسول الله فى شبابه كان متحليا بكل خلق عظيم ومبتعداً عن كل وصف ذميم ،،علموا اولادكم محبة رسول الله ،،اجعلوا رسول الله قدوة اولادكم حقا وصدقا ،،،
حاسبوا ابنائكم قبل ان تحاسبوا على تربيتهم ؟؟؟؟؟
        
              (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

 محمود عبدالحميد مرسى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك