الأحد، مايو 22، 2011

جمعة غاضبة وخميس حزين

مع انطلاق شرارة ثورات الشعوب العربية بدات نسائم الربيع العربي تلاعب مشاعر  الملايين المتلهفين للتغير والتخلص من الديكتاتورية وألوهية الحاكم، وارتبط يوم الجمعة بما له من مكانة في قلوب شعوب الدول العربية المسلمة بموعد للتجمع والوحدة ولتنظيم مظاهرات للدعوة الي اسقاط الانظمة الفاسدة، وتتالت الجمع حتي تم خلع الرئيس في مصر وتونس ومازالت الجمع في باقي الدول العربية التي تشهد مظاهرات، وتعددت الاسماء التي تتطلق علي يوم الجمعة فبداية كانت جمعة غضب ثم تحدي ثم اصرار ثم حسم ثم ثبات ثم تطهير ، ثم انقاذ الثورة ...وتستمر الجمع
ومع قيام ما يعرف بالثورة الطوخية، او فزعة الشباب الطوخي الحالم بطوخ احلي، بدات نسائم رياح المسؤولية تهب علي الشباب، لم يعد بمقدور اي شاب القول بان هذا ليس من شاني او "انا مالي"، اصبح الجميع يستشعر جلالة الموقف التي تعيشه القرية في هذه الايام التاريخية واصبح كل شخص لديه حس المسؤولية وبانه اصبح شخص مهم وليس فقط "كمالة عدد" لتكميل دفاتر انتخابية او طابور معزين او مهنئين، وارتبط يوم الجمعة ايضا منذ ذلك التاريخ بموعد لاعمار وتزين قريتنا، وتتالت الجمع وبمسميات مختلفة كجمعة التنظيف ثم التشجير ثم ري الاشجار......وتستمر الجمع
لا احد ينكر فضل الثورتين القومية والمحلية، ولكن اري انهما كان لهما اثر سئ جدا وخاصة فيما يتعلق بنمط الحياة الاجتماعية لدي المصريين عموما والطوخيين خصوصا، فيوم الخميس ومنذ نعومة اظافرنا ارتبط في اذهاننا بيوم الفرح، دائما كان اليوم الدراسي اقل طولا، وتسمح لنا امهاتنا باللعب لاوقات اطول، ثم العشاء دائما يكون مالذ وطاب ، اللحم المطبوخ علي نار الشوق الهادية، فلحمة الخميس لاتشابهها اي لحمة اخري، ثم مشاهدة افلام السهرة وبرنامج اوسكار الذي كان يعرض افلام اجنبية شيقة، ثم النوم بنفس مطمئنة بان غدا نوم عميق بلا استيقاظ مبكر للذهاب الي المدرسة، وكان رجال القرية يحرصون في هذا اليوم علي حلق الشعر وتبريم الشارب والعودة مبكرا الي البيت في المساء، ولكن منذ انطلاق شرارة تلك الثورات اصبح الخميس حزين، وقد طارت فرحته بعيدا خوفا من غيرة وغضب الجمع الغاضبة، فالشباب يقضي الخميس الان وهم يتناقشون فيما سيحدث غدا، والرجال خائفون من تعب الغد والوهن الذي سيلاقوه في اعمال المظاهرات او التشجير،  فتجدهم يؤثرون النوم مبكرا وتاجيل تبريم الشنب الي يوم اخر.

حمدي غالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك