مذكرات جيل سابق
( الاستاذ بهاء )
الاستاذ بهاء ممثل الجيل الذهبى |
هذه المرة اخترت لكم صفحة من مذكرات جيلنا ، تتمثل هذه الصفحة فى جيلين مختلفين من جيل الاساتذه والتلاميذ ،فقدكان يمثل جيل الاساتذة على أيامنا الاستاذ محمد بهاء الدين عبد الامام ( الاستاذ بهاء ) الذى بدأت تعرفه أجيالنا منذ الصف الرابع الابتدائى ، كان يمثل حالة فريدة وخاصة بالنسبة لنا ،رأينا فيه صورة الاستاذ الصارم ، يتمتع بشخصية قوية ،مجرد ذكر اسمه يشيع الرهبة بين التلاميذ ، وعموما فقد كان يبدأ يومنا صباحا باكرا، نجتمع كالعادة فى إنتظار جرس المدرسة ، وما ان يظهر الاستاذ بهاء ، حتى نصطف مرعوبين فى صفين ، إبتداء من منزل المرحوم عبد الحفيظ وحتى باب المدرسة الخشبى ، ويمر هو وسط الصفين ، وبين كل عشرة افراد فى الصف يقوم أحد التلاميذ شائحا بيد ه ( صباح الخير يا استاذ بهاء ) حتى يدخل المدرسة ، وما ان يدق جرس المدرسة ، نتجمع فى الحوش ، تمهيدا لنقف طابورا ، ويبدو ان الطابور غير مرتب ، فيقوم الاستاذ بهاء واضعا يده على كتف احد التلاميذ قائلا هذا هو الدليل ، ليسود الصمت والهدوء ويظهر التلاميذ خلف الدليل متساوون كأسنان المشط ، وحتى الدخول الى الفصول ...... ، درس لنا الاستاذ بهاء مادة الدراسات الاجتماعية فى الصف الرابع ، وفى الصفين الخامس والسادس الابتدائى اضيفت له مادة الرياضيات ليدرسها لنا ، وكان ابرع ما يكون فى تدريسها وتبسيطها لنا ، كان استاذنا خطاطا ورساما ، كان يكتب لنا كلمة (مصر ) على السبورة ويطلب منا تقليد كتابتها ، فنخرج واحدا تلو الاخر بعد ان تفشل جميع محاولاتنا فى تقليد الكلمة ، وبعد نهاية اليوم الدراسى نعود الى الشوارع ، نمارس هوايتنا المفضلة وهى اللعب ، وما إن يظهر الاستاذ بهاء ، نفرمسرعين ، نتمنى ان تنشق الارض لتبتلعنا من الخوف ، حيث انه ضبطنا متلبسين نلعب ، وكل منا يجرى فى أتجاه محاولا إخفاء جريمته ، والويل كل الويل لمن يراه الاستاذ بهاء مباشرة ، يقول له انت غدا سوف تقوم بإخراج باقى زملائك الذين كانوا يلعبون معك ، فاذا رأك تمشى بمفردك لابد ان يكون معك كيس ونقود باعتبار أن اهلك ارسلوك فى شراء شيىء ما ، واقترب موعد زواج استاذنا ، فكيف سنذهب الى الفرح ونحن فى وسط كل هذا الحصار ، وإذ به يقول لنا فى الفصل ( تعالوا الفرح ياعيال ومتخفوش ) ...............ايضا من أهم مميزات هذا الجيل من الاساتذه كانوا يقومون بإحضار التلاميذ قبل الطابور بساعة ويقومون بشرح المناهج مرة اخرى فى غيرة متناهية على مصلحة التلاميذ ومصلحة البلدة ، واما الان فقد اختلف هذا الوضع تماما ولم يعد وجودا لهذين الجيلين من الاساتذة والتلاميذ ، فقد تغير كل شيىء حتى المدرسة ، لم تعد نفس المدرسة ، وعندما أقابل استاذنا متعه الله بالصحة والعافية واذكره بما كان يفعله معنا ينظر الىّ ضاحكا ..... ولكنى فخورا بجيلكم
اعداد خالد فهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك