ابطال اليمن
4 - اسم من ذهب ( البطل المرحوم / الاستاذ جمال حسن مصطفى )
نعيش الان مع بطل من ابطال طوخ الذين شاركوا فى حرب اليمن انه المرحوم الاستاذ / جمال حسن مصطفى ابو طالب ، ولد يوم 19 / 7 / 1938 وهو الثالث بين إخوته ، التحق بالمدرسة وكانت تسمى فى ذلك الوقت بالمدرسة الالزامية حتى السنة الثالثة ن ثم التحق بمدرسة ) طوبيا ) بقوص بالصف الثالث وحصل على الشهادة الابتدائية ، وكان حامل الابتدائية وقتها يمكنه الحصول على وظيفة ، ولكنه التحق بالمدرسة الاعدادية واتم مرحلتها ثم التحق بمدرسة المعلمين عام 1955 / 1956 وكانت هذه المرة هى الاولى التى تقبل فيها دار المعلمين حملة الاعدادية ، ثم عين مدرسا بمدرسة الكوم الاحمر بفرشوط فى 1 / 9 / 1958 ، وبعد ذلك تم نقله الى مدرسة طوخ الابتدائية والتى انهى بها باقى مشواره ، التحق بالخدمة العسكرية فى شهر 3 / 1960 وحصل على مركز تدريب مشاه بالمعادى ، وبعد انتهاء التدريب رحل الى ( فايد ) بالاسماعيلية ضمن فرقة تسليح المشاه (هاون 1982م م ) واستغرق التدريب ستة شهور لم يحصل خلالها على اجازة ، ثم توجه اللواء بالكامل الى العريش ووزعت الكتيبة على ثلاث اماكن ، جزء فى معسكر الابطال ، وجزء اخر ( بجراوة ) فى العريش والجزء الاخير ( بالحسنة) وهى بالعريش أيضا ويقول عن ذلك كنا نسمع دوى مدافع العدو الاسرائيلى من هذا المكان ، وكانت العريش من افضل الاماكن بالنسبة للجندى الصعيدى لانه كان يحصل على تسعة ايم اجازة كل خمسة واربعين يوما وكان الاجر الشهرى مضاعف ، وقضي (بالحسنة )التابعة للعريش اربعة شهور ثم عاد الى دهشور حتى تم تحويله الى الاحتياطى بتاريخ 1 / 10 / 1962 وبعدها بخمسة ايام تحركت الكتيبة الى صنعاء ، وفى 9 / 12 / 1962 جاءه امر بالاستدعاء وكانت هذه المرة الاولى التى يحدث فيها استدعاء ، وتوجه الى مدرسة الصاعقة بأنشاص ومكث بها فترة كان من خلالها هو ومن معه بمثابة ذخيرة واحتياط للجنود الذين فى صنعاء ، وفى يوم 5 / 3 / 1963 رحل الجميع الى صنعاء ثم الى ( القفلة ) بين الوديان والمرتفعات واستغرقت المسافة حوالى اربعة ساعات لوعورة الطريق وهناك عسكرت بعض القوات على جبل عزام ، وعسكر الباقى على جبل مجاور يسمى جبل ( قهر ) ولم يكن معه من محافظة قنا الا زميل واحد يسمى ( محمود كريم ) من قرية المعنى وكان المعسكر بجوار القرى اليمنية وكان الجنود والاهالى يشربون مياه الامطار التى تتجمع داخل بركة وعندما تجف البركة يتحولون عنها الى الابار وكانت الابار عبارة عن طاحونة يجرها ثور ، وقد احضر الجيش المصرى لهم ماكينات لسحب الماء الصالح للشرب وماكينات لانارة القرية ومكثت القوات فوق هذا الجبل 15 شهرا حتى صدر امرا بالعودة الى مصر
موقف صعب
فى يوم من الايام كنا بالجبل الذى نعيش فوقه مع الاهالى وكانوا يبادلوننا الحب والود وفجأة انقلبوا ضدنا بالسلاح والخناجر وقتلوا من قتلوا واصابوا من اصابوا ، أيضا من المواقف الصعبة كان لى زميل من محافظة سوهاج وكان ضخم البنيان بما يفوق جسمى بكثير وكنا نسبح بالبحر أثناء توقفنا ( بالحديدة ) وكاد زميلى ان يغرق لولا فضل الله وانقاذى له بالرغم من الفارق الشاسع بين بنيانى وبنيانه القوى
، وبعد العو\دة من اليمن واستلام العمل ظل بطلنا فترة طويلة متاثرا بما جرى فى اليمن ، وفى احدى الايام سمع بالمذياع بيان عن المشير عبد الحكيم عامربتعبئة الاحتياط فاعتبر نفسة منذ لحظة سماع الخبر بأنه مستدعى وفى اليوم التالى جاءه أمررسمى بالاستدعاء وكان ذلك بتاريخ 27/ 5 / 1967 وتكون من احتياطى الصعيد لواء كامل وجهز بالعباسية ثم توجه اللواء بالكامل الى سيناء ووصل اللواء قبل النكسة بيوم الى العريش ةتمركزت القوات واخذت مواقعها يوم الاحد وحدث ماحدث يوم الاثنين من نكسة 67 وكانت اى كتيبة تحضر فى ذلك الوقت من القاهرة يتم تدميرها بالكامل عن طريق العدو الصهيونى قبل الوصول الى مواقعها ، وانقطعت الطريق بين القوات هنا وهناك ثم عاد اللواء من سيناء الى المعادى ، ثم الى معسكر الامداد بالرجال بالاسماعيلية ثم الى منطقة الكيلو 15 بالاسماعيلية ، ثم أخذت القوات مواقعها ويوم معركة راس العش أخذ العدو يضرب بالمدافع والهاونات والذخيرة الثقيلة لاربع ساعات متواصلة لم يستطع خلالها أحد الرد عليهم أو الخروج اليهم .
إنقاذ اللواء بالكامل
فى يوم من الايام أمر القائد بخروج الجنود لعمل تدريبات بالاسلحة والذخيرة وخرج الجميع الى الدفررسوار وكان بطلنا يحمل معه راديو صعير بحكم عمله بالكتيبة حيث انه كان دائما بصحبة القائد وسمع خلال الراديو خبر هام يقول فى مجمله ان هناك اربع طائرات أغارت على السويس وقام على الفور بإبلاغ القائد الذى امر بالرجوع على الفور وبعد رجوع القوات مباشرة قامت الطائرات الاسرائيلية بقصف المكان الذى كانت تتواجد به السرية ولولا هذا البطل لكتب الهلاك المحقق لجميع السرية ، ولم يحصل فى هذه الفترة أى جندى من السريةعلى إجازة خلال تسعة شهور حتى صدر أمرا للبطل بالتسريح ، وقال البطل على حرب اليمن انها كانت من اصعب الحروب حتى من 67 نفسها حيث كنا نحارب من يعلمون بطبيعة هذه البلد المغايرة لطبيعة بلادنا تماما ، وفى جانب اخر انسانى ساهمنا كمصؤيين فى رفع الحالة المعيشية لليمنين فاقمنا المدارس وقمنا بغنارة القرى وأخرجنا لهم الماء الصالح للشرب بل واكثر من ذلك قمن بمحو أمية الجنود والضباط ، وبالنسبة لحرب 67 يقول ان مصر لم تحارب فيها ولو حاربنا لانتصرنا بإذن الله وعن حرب 1973 تمنى ان يكون موجودا بها حيث كانت له الكثير من الخبرات بناءا على ما شاهده فى حروب سابقة ، وتمنى ان يكون ضمن القوات التى حاربت واعادت العزة والكرامة لمصر ولكن كان السن تقدم به ولوكان صغيرا ما توانى الجيش عن استدعاءه ولكن الحمد لله مصر زاخرة بالرجال وابنائها الذين يستطيعون الدفاع عنها ورفع اسمها عاليا وتحيا مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد / محمد معبد
ذكريات صوت طوخ العدد الخامس 1998
اسرة مكوقع طوخ المعمورة
جمعية شباب طوخ للتنمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك