نداء إلي الأخ الزميل /
هاني محمد شاكر ، والأخ عبد الحكيم حمزة "كيمو" بأن يتوقفا عن إرهاق عقليهما في محاولة معرفة وتخمين من هم الأبطال الحقيقيين للرواية، فكل الأبطال والأحداث
بما فيهم البطل من وحي الخيال. لذلك وجب التنبيه مرة اخري.
هناك الكويت (6): صلبوخ
هناك الكويت (6): صلبوخ
ما جعلني أميل إلي
تصديق كلمات "الكاراكتر" في وصف شعور جدته ناحية ابنها عبد المقصود هو
إنني ولمدة ساعتين انتظر رؤيته ولكنني لم استطع لأنه يفضل الجلوس مع زوجته
"مقصوفة الرقبة" ولا يهتم بوالدته ولا بضيوفه وزائريه، لذلك فقد قررت
الذهاب إليه في عقر داره، كنت حريصاً عندي فتحي للباب ألا اجعله يصدر صوتاً "يزيق"
وذلك حتى لا أتثير غضب الجدة مرة أخري.
تبعني "الكاراكتر" وظللنا نلتمس
خطواتنا في صمت تام، وعندما وصلنا للمرحلة الأخطر ألا وهي مرحلة العبور من أمام مرقد
الجدة فإذ بالكاراكتر يصيح عاليا "الحقي يا ستي" ثم فر هاربا، لم أكن أتوقع
حدوث هذا الفعل"النص كم" لذلك تملكني الارتباك وبدأت في الجري ولكن من
خوفي توجهت للداخل وليس للخارج، ولكني نجحت في الاختباء تحت "دكة" عليها
بعض الأجولة الممتلئة بالقمح والمعدة لإرسالها إلي الطاحونة، الغريب أن الجدة لم
تستيقظ، بينما جاء الغضب من الغرفة المجاورة ذات الباب المغلق، فعرفت بأنها غرفة
"الحاج عبد المقصود" حيث كان يشير إليها الكاكاتر وذلك قبل أن يلوذ
بالفرار.
"والله اطلع
اضربهم بالجزمة العيال ولاد....." هكذا عبر الحاج عبد المقصود عن ضجره وضيقه،
ولكن فيما يبدو أن الله جعل لنا من يدافع عنا داخل الغرفة، حيث ردت محاميتنا عليه
الزوجة: متفشش غلك
وضيقك في العيال
عبد المقصود: مشفتيش
قلبوا منامنا كيف وعكروا مزاجنا
الزوجة : متتحججش
بالعيال، مع بداية كل أجازة بتقعدلك يومين تلاتة وأنت بتتعرك مع دبان وشك وبس
عبد المقصود: الأجازة
دي أنا شكلي محسود عشان رفعت خمس شكاير صلبوخ علي كتفي مرة واحدة
الزوجة: (تحاول
كتم ضحكتها) وإيه صلبوخ ده كمان
عبد المقصود : زلط
يعني؛ عارفة الزلط ولا لا
الزوجة: ماشي يا أبو
صلبوخ
عبد المقصود: يا رب
جمل النزلة والأجازة دي علي خير شكلك كده مخك ضرب
الزوجة: انا مش حاخليك
تسافر الكويت تاني يا عبد المقصود
لم يرد عبد
المقصود
ثم أردفت هي"متبحلقليش
كدة مش حخاف منك، باقلك تاني مش حتروح الكويت الا لما ..."
ثم تابعت حديثها
بصوت فيه حشرجة بكاء
"عارف البت
سنية مرات واد خالة أمك، هي اكبر مني بسنة ونص، من حوالي شهر قالتلي أن حيضها قطع، يعني كلها سنة وحابقي زيها، فخليك والنبي متروحش يمكن ربنا يكرمنا بالخلفة
في السنة دي، أحب علي ايدك أحب علي رجلك"
الغضب والضيق اجبر
عبد المقصود علي الخروج من الغرفة، وحظي السيئ جعلني أنا أول شيء تقع عليه عيناه
خارج الغرفة، ظنه أنني جلست مختبئا خصيصا لأسترق السمع لما يدور بينه وبين زوجته،
وحاولت تبرير موقفي بأنني هارب من تلك المرأة العجوز، ولكن لم يصدق الرواية وهم
بضربي، إلا أن زوجته خرجت وهي ترتدي جلبابها البيتي علي عجله وحالت بيني وبينه،
ولكنه اقسم علي ضربي، مما جعلني ابكي صائحاً مستنجدا متوسلاً إليه بان يتركني ليطيل
الله في عمره وماله ولكن دون جدوى، ولم يعد بين كفه ووجهي غير سنتيمتر واحد حتى
صحت "والنبي يا بو صلبوخ متضربنيش"
اقشعر جسد الرجل
وتجمدت يده، وتبسمت زوجته وقالت بشري، وأعطتني ربع جنيه لابتاع حلوي وقالت لزوجها
ولأن كرمنا الله بولد لأسمينه "صلبوخ".
ودارت الأيام
والسنون، وجاء الغزو العراقي للكويت، واتضح صدق أفكار الجدة العجوز "أم
الدنيا" وتبين بأن لديها حق في تفضيل ابنها المزارع من يحفر في الصخر علي ابنها
المهاجر من يبني بيوت الرمال، ولكن زوجة عبد المقصود كانت فرحة باستجابة السماء
لدعائها بعدم سفر عبد المقصود فقد من الله عليهم بولد "عبده" اسمه
الرسمي أما اسمه الشهرة "صلبوخ"، وبنت .
خلال هذه الأعوام
كنت اذهب قليلا ناحية هذا البيت ولكني لم أري الجدة مرة أخري قط، وكأنها ماتت في
ذلك اليوم عندما لم تستيقظ عندما صاح الكاركتر، وللأسف فالكاراكتر نفسه قد مات، ما
زال سمار وجهه وخفة دمه منحوتة في ذاكرتي مازالت عيونه المليئة بدموع الضحكات وهو
جالس علي "الفلاق" في مخيلتي، وقد أصاب الكبر الحاج عبد المقصود، فلم
يعد يقوي علي السير بدون معاون وهو "الذي حمل خمسة أجولة من الزلط".
اعلم بأنك في
انتظار معرفة ما الذي أرسله أبي إلي.....
نستكمل بإذن الله إن
كان في العمر بقيه
اجزاء سابقة من الرواية
هنا الكويت: تمهيد
هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)
هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود
هنا الكويت (4): عبد الرزاق
نا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك