الخميس، سبتمبر 04، 2014

الشيخ جابر خضري يكتب: ..فضيلة مولانا الحاج محمود حسانين الكلحى


.فضيلة مولانا الحاج محمود حسانين الكلحى رضى الله عنه ونفعناالله بمحبته فى الدنيا والآخرة


أحببته أول ما سمعته ولمحته عينى وكنت حينها بالصف الثاتى الإعدادى فى حفل زفاف استاذى الجليل وحبيبى الأستاذ (فهيم عبده خلف) وأول ما سمعت منه قول الله تعالى من سورة القصص ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) وبعد ذلك تعلق قلبى به ونما هذا الحب وترعرع حتى أتى بثماره الطيبة وأذن الله لى بأن أرافقه مايزيد عن خمسة عشر عاما فى الكثير من سهراته التى كان يحييها فى مركز نقاده وكل القرى المحيطة به.

كنت عندما أراه جالسا ينتظر الإذن بالقراءة بصوته الشجى كأنى لم أراه بشرا من جلال الوقار والسكينة وجمال طلاقة الوجه التى كان يتحلى بها



كان رحمة الله إذا قرأ يقرأ والناس فى شوق لسماع القرآن بصوته العذب الشجى وكان إذا أنهى التلاوة ينهيها والناس فى شوق إليه بأن لا ينهى التلاوة . والأعظم من ذلك كان بعد نهاية الربع الأول تجد المجلس لايغادره إلا القليل ويظل الجميع ينتظر الربع الثانى الذى كان يبدع فيه مع قصار السور وكنا مع عذوبة الصوت الشجى حين يترنم يسورتى الضحى وألم نشرح لك صدرك وغيرهما من قصار السور نطلب منه أن لا يصدق وينهى التلاوة و لو ظل حتى مطلع الفجر

وكنت عندما أسمعه وهو يتلو يخطف قلبى وكل حواسى حتى تتعطل عن كل شئ سواه وما زلت كذلك إذا ما سمعت صوته يتلو يرق قلبى وتتعطل جوارحى عن سماع أى شئ سواه .
من مرافقتى له وزياراتى المتكرره عندة أكبر صفة تحلى بها هى الكرم والسخاء وحب الفقراء ومجالستهم . كان رضى الله عنه ذو دعابة خفيفة مع قلة كلامه الذى كان دائما مصحوبا بالسكينة بالوقار بل كان إذا تحدثت معه كأنه يعرفك من سنين
سألته يوما فقلت له هل تعرف السيخ عبد الباسط عبدالصمد يا مولانا فقال نعم كنت عندما أحيى ليله فى أرمنت يقول لى والده دعه يتلو أمامك يا شيخ محمود واسمع منه وكنت أعلم أن له مستقبل عظيم رحم الله الشيخين.

. كنت أود أن يزورنى فى منزلى وكان هذا فى أيامه الأخيرة وأخذت منه وعدا بذلك فى أى ليله قادمة سوف نزورك وفرحت بهذا وجاءت الليله وكان مقر نزوله عند الأستاذ فهيم عبده خلف فبعد أن استراح ذكرته بالموعد فإذا بالأستاذ فهيم يعتذر ويقول لى فضيلة الشيخ تعبان ويكيفك أنك معنا وبصحبتنا . حقيقة أنا حزنت وبخاصة من الأستاذ فهيم الذى تحدث بلسان الشيخ خوفا عليه والتزمت الأدب وذهبنا الليله وكان الشيخ موفقا كعادته ولكن ظل هذا الأمر فى نفسى وإذا بلبلة من الليالى أرى فيها الشيخ فى المنام يقول يطيب خاطرى ويقول لى ( متزعلش منى فإنى لا أحب أن يزعل منى أحد من أحبابى ) فقلت له لا يا مولانا أنا مزعلتش لأننى حريص على راحتك أيضا مثله وأنا الآن على صله بالشيخ حتى بعد رحيله من الدنيا فكلما تاقت نفسى لرؤياه أراه فى المنام رضى الله عنه وأظله بسحائب رحمته ونفعنا الله بمحبته فى الدنيا والآخرة وأظلنا بهذا الحب تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله ........وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك