الجمعة، سبتمبر 19، 2014

مذكرات جيل سابق




مذكرات جيل سابق            
              مدرسة طوخ الابتدائية
تتعاقب الدهور والازمان ، وتتبدل وتتغير الاحوال ، وفى النهاية كل شيىء الى زوال ، هكذا سنة الله فى خلقه ، فصغار وصبية الامس هم رجال وشباب اليوم ، رجال الامس صاروا شيوخا ، تلاميذ الامس معلمو اليوم ، معلمو الامس خرجوا الى الاحالة ومنهم من انتقل الى الرفيق الأعلى ، هكذا نقلب أجمل صفحات الذكريات من داخل أروقة مدرسة طوخ الابتدائية بمبناها القديم وفناءها وسارى العلم الذى كان يرفرف على ارض طابورها ، وإذاعتها المدرسية وشرطتها ، ونخبة من طلابها ، وكوكبة معلميها التى أضاءت حياتنا علما وعلوما وسلوكا،ونشرت الضياء والعلم فى جنبات القرية ،وتخرجت على إيديهم أجيالا غزت جميع المجالات والتخصصات ، وبمناسبة بدء العام الدراسى الجديد كل عام ومدرسونا الافاضل بخير وبصحة وسلام وأبناؤنا وتلاميذنا بخير وسلام أيضا ، وتحية خاصة الى معلمى مدرسة طوخ الابتدائية القائمين على العملية التعليمية الآن  كل عام وأنتم بخير،  ورحم الله كوكبة العلماء والمدرسون الذين رحلوا عنا ، وأول من نبدأ به ....

1 -  أول يوم
بالتأكيد كلنا يتذكر أول يوم لدخوله المدرسة الابتدائية ، ففى البداية لم يكن هناك ملفات للتقديم فى المدرسة للتلاميذ كما هو معروف بالصورة الحالية ، فقد كان يتم إحضاركشوف المواليد المزمع قبولهم هذا العام للمدرسة  من وحدة  طوخ الصحية ( المجموعة ) الذين كانت تترواح أعمارهم من عمر ستة سنوات فما أكثر و مع عدم دراية الاهالى بهذا فكان يتم إرسال العاملون بالمدرسة ( الفراشون – عم محمود – عم لحظى  ) وبدورهم يقومون بالتجوال فى البلدة والنجوع القريبة كالشيخ على والسبيل وغيرها ويذهبون الى المنازل لكى يخبروا أهالى المطلوبين هذا العام ، وقد  جاء السيد / عبد المريد عبد الواحد ( أحد العاملون بالمدرسة ) الى بيت جدى لامى ، وقال لهم أن ابنكم مطلوب هذا العام للمدرسة ، ففرحت خالتى لهذا وأعطتنى بعضا من البيض تشجيعا لى ، ومن هنا تبدأ أولى الخطوات الى المدرسة فالغالبية العظمى منا ارتدت المريلة الصفراء وبخاصة فى اليوم الاول ، ويصاحب أول يوم فى دخول المدرسة مشاهدا من التلاميذ مختلفة منهم الفرحين المسرورين بالمدرسة ، هناك من يصرخون ويقوم أهلوهم بجرهم جرا الى المدرسة ، فما بين الفرح والصراخ والعويل يدخل الجميع الى فناء المدرسة ، فلا طابور تقريبا فى هذا اليوم ، ويتم تجميع التلاميذ الجدد فى فصل أولى أول المجاور للحمامات ، ويقف فى أول الفصل ثلاثة مدرسون يقومون بالمناداة على التلاميذ لتقسيمهم الى فصلين ، فصل اولى أول مع الاستاذ رمضان رشدى حميد ( رحمه الله وطيب ثراه ) وفصل اولى ثانى مع الاستاذ ياسر رشاد ، وبعد أن خف الضجيج وهدأت الاصوات إذ بتلميذ يأتى متبخترا فى مشيته ، مزهو بنفسه كأنه الطاووس ولايهاب الموقف ، ينظر يمينا ويسارا بهدوء وثبات وكأن ماحوله لايحرك له ساكنا ، يرتدى بدلة الظابط التى اشتهرت أيامنا ، انه .... ( أحمد عبد النعيم يس ) ... على الجانب الآخر كان هناك كتاب جودة الازهرى وكان المرحومان الحاج خليل حامد والشيخ هريدى يقومون بترغيب التلاميذ فى الذهاب إليه، حيث أن الاهالى كانوا يطلقون عليه ( ُكتاب ) وينفر التلاميذ من دخوله ، فقد كان يقبل التلاميذ من سن اقل بقليل من المدرسة الابتدائية كنوع من التحفيز ...........

2 – طابور الصباح
نتذكر جميعا فناء المدرسة وشكله القديم وفصول المدرسة ذات الطابق الواحد ، نتذكر أيضا علم المدرسة والكنبة التى كانت تقدم من خلالها الاذاعة المدرسية ، فبعد أن انتظمنا فى فصولنا وعرف كلا منا مكانه نأتى الى أرض الطابور ويقوم غالبا أحد المدرسين بتدوير الطابور ، خطوة تنظيم ،ثم مدرسة صفا ، انتباه ، تمرين الاول ، نقوم بتأدية بعض الحركات بأيدينا وبالتصفيق لفترة زمنية يسيره وهنا يتحدث المدرس (اخر مرة جماعة قف ) .. التمرين الثانى ، ثم التمرين الثالث ، بعده نقوم بتحية العلم مع عازف الاكورديون ونشيد بلادى بلادى وأحيانا كان يتم إخراج التلاميذ ممن يرتدون بدلة الضابط لتحية العلم ، ثم يقوم المشرف على الطابور بتوجيه التلاميذ الى الفصول مع طبلة المدرسة التى اشتهر محمد عربى الشنهورى بالايقاع عليها ، والاكسليفون الذى أبدع فيه سعد محمد عبد الله ( سعد حمته )

3 – الاذاعة المدرسية
من اشهر مقدمى برامج الاذاعة المدرسية على عهدنا زميلنا أحمد عبد النعيم يس والذى كان دائما يبدأ المقدمة بأواخر سورة يس ، ثم قراءة القرأن الكريم ، ثم الحديث الشريف والذى اشتهر بقراءته زميلنا محمود حميد اسماعيل حتى أن المرحوم الاستاذ جمال حسن مصطفى كان يناديه دأئما بكلمة ( حديثٌ شريف ) ، أشهر من قدم البرامج الحوارية مع المدرسون زميلنا الدكتور أحمد سعيد احمد على وحواره الاكثر شهرة على الاطلاق مع المرحوم ( الناظر ) الاستاذ جمال حسن ، ،،


4 – الحصص المدرسية
للحصص المدرسية على عهدنا رونقا أخرا ، فلقد كانت الحصة بمعناها الكامل ، فمثلا فى إحدى حصص التربية الدينية لتعليم الوضوء والصلاة ، كان المرحوم الاستاذ رمضان رشدى يقوم بإخراجنا من الفصول أمام صنابير المياه ( الحنفيات ) ويقوم أولا بالوضوء أمامنا ، ثم يقوم بإخراج أحد التلاميذ ليكرر ما فعله أستاذنا ، ثم يقوم بإخراج إحدى البنات من كن متفوقات للقيام بالوضوء، حصص التربية الرياضية أو( الالعاب ) كما كنا نسميها والتى كان يصر استاذها ( حافظ ) من الخطارة – بإحضار الملابس الرياضية كالشورت والفانلة ، ونخلع ملابسنا جميعا  حتى فى فصل الشتاء ونؤدى التمارين والبنات كنا يلعبن نط الحبل فقط ، كذلك حصة التربية الموسيقية واشهر مدرسوها طويل القامة الاستاذ / احمد على طه والذى كان يقوم بالشرح والتدريس للموسيقى كأى مادة أخرى ، كلنا يتذكر .. تا ... تتى ..  ، يصحب معه الاكورديون خلال الحصص ، يحرص دائماعلى نظافة كراسة الموسيقى ، ،، أيضا حصص المجال الصناعى والاستاذ محمد عبد الراضى عرابى الذى كان يحضر لنا أدوات النجارة كالمناشير سراق التمساح وسراق الظهر والفارة والكماشة وغيرها ، حصص المجال الزراعى الذى كنا نقوم بالتطبيق العملى لما نقوم بدراسته فمثلا اذا كانت الحصة عن المربى يقوم أستاذنا فوزى خضرى متعه الله بالصحة والعافية بإحضار الادوات وعمل المربى  وبعد الانتهاء منها يقوم بالمرور علينا فى الادراج لنتذوق جميعا المربى ، كذلك فى حصة عمل الزبادى والعصائر وغيرها ،  وكذا فى حصة العلوم أيضا كان يقوم بتطبيق التجارب عمليا أمامنا ، حصة الجغرافيا وأستاذنا محمد بهاء عبد الامام والذى كان يحضر معه الخرائط للشرح ، لم تكن تخلو الفصول وأروقة المدرسة من صور الزعماء السياسين والخرائط وصورا للمجالين الزراعى والصناعى ، والصور الرياضية ( كمال الاجسام – كرة القدم ) وما اسفلهما من شعارت تنمى وتغرس القيم الرياضية والاخلاقية 


5- الحفلات المدرسية
من أهم الانشطة التى اندثرت تقريبا من المدارس الحفلات المدرسية والتى كانت تقام فى المناسبات المختلفة مثل نصف العام أو عيد الام أو مولد الرسول صل الله عليه وسلم ، وكان ٌيعد لها إعدادا خاصا من قبل المدرسون والتلاميذ  و تشيع أجواءا من البهجة فى المدرسة خلال مرحلة الاعداد للحفلة ،الذى كان يستغرق ذلك أياما تتجاوز الشهر ، وكان المدرسون يبذلون جهودا كبيرة لاخراج هذا العمل بصورة مشرفة ، وكان التلاميذ من اولاد وبنات يقومون بمزاولة وإظهار مواهبهم الخاصة كالغناء والقاء الشعر ، والاغانى الدينية والاناشيد الوطنية ، يقومون أيضا بتمثيل المسرحيات ، والقاء الاسكتشات الفاكهية وابرزهم الاستاذ أحمد حايق ، كذلك فى احدى الاغنيات كانت تقوم إحدى البنات بارتداء علم مصر ، وتؤدى بعض الاغانى الوطنية ، لم تخلو الحفلات من الالعاب مثل لعبة الكراسى الموسيقية ، ولعبة البالونات ، وطبق الدقيق الذى كان يملأ بالدقيق ويوضع فى قاعه عملة معدنية ثم يأتى أثنين من المتسابقين ويضعون ايديهم خلف ظهورهم ثم يبدأون فى البحث ونثر الدقيق بافواههم عن العملة كلا فى طبقه والفائز من يقوم بإخراخ العملة أولا ...



6– الفسحة
كانت هناك فسحتان الاولى بعد الحصة الثانية مباشرة لمدة عشر دقائق والثانية بعد الحصة الرابعة لمدة ساعة وربع تقريبا كنا نستغل ذلك غالبا فى لعب الكرة ، مجموعة أخرى من التلميذات تقمن بوضع ايديهن حول اكتاف بعضهن  ويسيرون خلال الفسحة يرددون ماحفظوه من اناشيد فى كتبهم ، ثم بعد الدخول الى الفصول احيانا كان يتم عمل الطابور ويتم اخراج بعض التلاميذ الذين يرتدون بدلة الظابط يتقدمهم الحسين شاكر حميد ليغنى أغنية محمد ثروت الشهيرة مصريتنا وطنيتنا حماها الله ....

7 - إجازة نصف العام
كانت إجازة نصف العام اسبوعا واحدا على عهدنا ، ولم نكن نقضيه فى اللهو واللعب ، فقد كان المدرسون يطلبون منا كتابة كل الدروس التى تم تحصيلها خلال نصف العام المنقضى فى جميع المواد ؛ فترى الاولاد والبنات منتشرون فى الشوارع والزراعات ،  منكفئون يكتبون واجباتهم المدرسية   8

8– الشرطة المدرسية
لم تكن الشرطة المدرسية متواجدة فقط داخل الفصول بل  كانت ايضا خارجه وبخاصة فى الفسحة ليقومون بمتابعة التلاميذ وكتابة أسماء من يقومون بعمل شغب فى الشارع أو من يتشاجرون أثناء الفسحة ثم ينالون عقابهم حتى لايكرروا ما فعلوا ويصبحون عبرة لغيرهم فالويل كل الويل لمن تقوم الشرطة بكتابة اسمه  وتسليمه الى الاستاذ محمد بهاء .............

9 – المدرسون
أشهر المعلمون والمدرسين وكوكبة العلماء التى لن يجود الدهر بمثلها ابدا الحاج خليل حامد رحمه الله ، الاستاذ كمال ذكى رحمه الله ، الاستاذ علام حسين ، الاستاذ جمال حسن مصطفى ، الاستاذ مختار ذكى ، الشيخ فكرى خضرى، الاستاذ محمد بكرى السايح ، الاستاذ نجيب جاد ، الاستاذ رمضان رشدى حميد ، رحمهم الله جميعا وطيب ثراهم ، والحاضرون الاستاذ جميل حامد غزالى ، الاستاذ محمد بهاء الدين ، الاستاذ محمد عبد الراضى عرابى ، الاستاذ جمال خضرى ، الاستاذ فتح الله ، وغيرهم من جيل العمالقة العظام وهذه أمثلة وليست للحصر .

10 -أشهر التلاميذ 
غالبا مايكون التلاميذ الشطار هم اشهر التلاميذ ، فكان يسبقنا الدكتور محمود غالب طايع وسعد حمته وعواد حسيب ، احمد عبد القادر ، محمد الديب ، محمود كمال ، ياسر صبحى ، عرفات دمرداش ، احمد نجيب ،  محمود عفت ،محمد عبد الغفار ، مصطفى حمته ، ومن زملائنا  أحمد عبد النعيم  ، دكتور احمد سعيد احمد على ، محمد العربى  الشنهورى ، محمد يوسف رفاعى ، على حسن ، حمادة حمته، خالد كمال حسن ، نبيل سعد جندى ، بدر شوقى ، أحمد محفوظ خضرى ، محمد معبد ابو القاسم ، محمد دنقل ، احمد انور ذكى ( الحاج ) ، ؛ نور عبد الموجود ، خالد احمد عباس ، جميل عطية واحمد محمد ابو المكارم من الشيخ على ، حسين فتحى وعطا حميد من ساقية عبد الوهاب ،،،،،،،،،،،،،،،،،

11 – التلميذات
 فى كل فصل ومرحلة تلميذات تفوقن وكن معروفات بالاسم وكان لهم دورا كبيرا فى الاذاعة المدرسية والحفلات أيضا وفى جميع الانشطة ولن نبالغ إذا قلنا انهن تقاسمن الادوار مع التلاميذ مناصفة فى كل شىء وانه لمن دواعى سرورنا ان نذكر أسمائهن فى هذا المقام لكن نظرا للخصوصية لن نستطيع ذكر أى من اسمائهن  ...........


12 – الكاوتش
فى الصف الثالث الابتدائى تحديدا وقعت حادثة شهيرة هزت أرجاء المدرسة وكان لها صدى واسعا داخل البلدة ، فقد استيقظنا صباح أحد الايام وفور دخولنا المدرسة وجدنا الدماء فى كل مكان بالمدرسة ، داخلها وخارجها ، على الحوائط وفى الطرقات وعلى ارضية الفصول ، أصبنا جميعا بالهلع والذعر وسرت الشائعات فى البلدة بأن هناك قتيلا وقع داخل المدرسة ، وتناقلت أجيالنا الشائعات فهناك من يقول بأنهم وجدوا بعض الاعضاء البشرية  كالايدى والارجل داخل أحد الفصول، وهناك من يقول بأنه رأى ساعة يد ، وأخر شاهد باروكة شعر لسيده ، وعشنا اياما من الرعب والخوف لم نراها حتى  فى افلام مصاصو الدماء وانعكس ذلك الوضع بالطبع على أهلونا بالمنازل ، فعند عودتى من المدرسة وكنت ارتدى كاوتش قماش ابيض( باتا ) فسألتنى جدتى لابى رحمها الله : هل خطوت برجلك على هذه الدماء ؟؟؟ قلت لها نعم ، فذعُرت لذلك الجدة ذعراً شديداً وأصدرت أومرها بأن لايبيت هذا الكاوتش الملعون داخل المنزل ، بل يبيت خارجه على احدى الحوائط المواجهه لمنزلنا طيلة العام، وكان هذا مسك الختام ،
     ******************************
وأخيرا وليس أخيرا هذه ذكريات جيلنا مع مدرسة طوخ الابتدائية ، ونعلم أن لكل جيل ذكرياته فمن أراد ان يكتب عن ذكرياته  فأهلا وسهلا بجميع المشاركات وأخيرا رحم الله معلمونا الذين تركوا دنيانا وأسكنهم أعلى عليين وجزاهم الله خيرا عنا ، ومتع الله حاضرهم بالصحة والعافية
أعده / خالد فهيم


وفى النهاية لايسعنا سوى تقديم الشكر لأستاذ ومعلم الاجيال واحد كوكبة مدرسة طوخ الابتدائية فى عصرها الذهبى و الذى استعنا بالبومات الصور من صفحته على الفيس / الاستاذ محمد بهاء الدين عبد الامام  





































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك